الاتحاد الأوروبي يتجه، بضغط من الحكومة الإسبانية، إلى تخصيص دعم مادي سنوي قار للمغرب، لمواجهة تحديات الهجرة السرية للشباب المغاربة، والآتين من إفريقيا جنوب الصحراء، بعد التأكد، رسميا، من أن هدف تقليص أعداد المهاجرين الواصلين إلى إسبانيا ب50 في المائة هذه السنة، بات صعبا جدا، في ظل تسجيل تزايد الضغط على البوابة المغربية الإسبانية، وارتفاع أعداد الواصلين عبرها إلى إسبانيا خلال الأشهر الأولى من هذه السنة بنسبة 24 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. علما أنه خلال السنة الماضية وصل 65 ألف مهاجر سري إلى إسبانيا، أغلبهم وصلوا إليها انطلاقا من السواحل المغربية. في هذا الصدد، كشفت تسريبات حصلت عليها صحيفة “إلباييس”، المقربة من الحكومة الاشتراكية الإسبانية، نقلا عن مصادر في المفوضية الأوروبية، أنه تتم دراسة إمكانية تخصيص دعم مادي سنوي للمغرب قيمته 50 مليون أورو (ما يزيد عن 50 مليار سنتيم)، لمواجهة وتدبير أزمة الهجرة السرية، سواء القادمة من إفريقيا جنوب الصحراء أو المرتبطة بالشباب المغاربة أنفسهم. وكشفت الصحيفة ذاتها انعقاد لقاء يوم 10 ماي الجاري بالعاصمة الإسبانية مدريد، جمع نائب المدير العام للهجرة والشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي، سيمون مردو، والمديرة العامة للعلاقات الدولية والهجرة بوزارة الداخلية الإسبانية، إلينا غارسون، ورئيس المفوضية العامة للأجانب والحدود الإسبانية، خوان إنريكي تابوردا، ومسؤول سام آخر إسباني، حيث طلبوا من سيمون مردو ضمان دعم مالي سنوي للمغرب، وأوصوه قائلين: “يجب رفع الدعم المالي للمغرب”. وأضاف المصدر ذاته أن المسؤولين الإسبان ألحوا، على طول اللقاء، على ضرورة تعجيل صرف “في أقرب ممكن” ما تبقى من مبلغ ال140 مليون أورو، الذي كانت بروكسيل خصصته قبل 7 شهور للمغرب، كدعم مادي إضافي لمواجهة أكبر أزمة للهجرة السرية يواجهها البلدان منذ يناير 2018؛ وهي أزمة غير مسبوقة منذ ظهور الهجرة السرية قبل 30 سنة بين السواحل المغربية والإسبانية. وأردف المصدر عينه أن المغرب مستاء من عدم صرف الاتحاد الأوربي ما تبقى من الدعم الإضافي (140 مليون أورو) المخصص له. وتابع، نقلا عن مصادر حكومية إسبانية وأوروبية، أن المغرب يستغرب كيف ان أوروبا قدمت دعما بقيمة 6000 مليون أورو لتركيا لوقف تدفقات الهجرة، بينما ما يحصل عليه هو لا يرقى إلى مستوى الأموال التي تخصصها الحكومة (المغربية) لمواجهة تحدي الهجرة غير النظامية. وخلال زيارته إسبانيا يوم 10 ماي الجاري، التقى سيمون مردو، كذلك، كاتبة الدولة للهجرة الإسبانية، كونسويلو رومي، إذ أصرت هذه الأخيرة على أهمية “عدم ترك المغرب وحده” في مواجهة ضغوط الهجرة، وطلبت، أيضًا، من الاتحاد الأوروبي، ضمان استمرارية الدعم المالي. وتابعت “إلباييس” أن إسبانيا ضاعفت من ضغطها على الاتحاد الأوروبي لدعم المغرب، نظرا إلى أن “98 في المائة من المهاجرين السريين يصلون إلى إسبانيا انطلاقا من المغرب”. ويشار إلى أن الأجهزة الأمنية وعناصر البحرية الملكية منعت 30 ألف مهاجر غير نظامي من المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء من الهجرة بطريقة غير قانونية إلى أوروبا بحرا أو برا خلال الشهور الأولى من هذه السنة، مقابل تمكن أكثر من 7200 آخرين من الوصول إلى إسبانيا انطلاقا من المغرب. في المقابل، كشفت إسبانيا وصول 9565 مهاجرا غير نظامي إليها بين فاتح يناير الماضي و15 من شهر ماي الجاري، بمعدل ارتفاع قدره 16 في المائة، مقارنة مع نفس الفترة من السنة المنصرمة، عندما لم يتجاوز الرقم 8245 مهاجرا سريا.