عاش مائتا طفل ليلة رعب في مخيم في منطقة واد لاو نواحي تطوان، بعد تدخل أمني لمنع المخيم، على الرغم من توفره على الترخيص، ومحاولة إخراج القائمين عليه بالقوة، وقطع الماء والكهرباء على الأطفال ليوم كامل. وفي ذات السياق، قالت مصادر مطلعة ل”اليوم 24″، اليوم الاثنين، إن جمعية الرسالة للتربية والتخييم، كانت، أمس الأحد، تستعد لبداية المرحلة الثانية من التخييم في منطقة وادلاو، باستقبال أكثر من مائتي طفل في مؤسسة تعليمية، تم الترخيص لها من قبل وزارة الشبيبة والرياضية لاحتضان المخيم لضعف فضاءات التخييم في المنطقة. وقالت ذات المصادر أن الجمعية أحضرت، صباح أمس، كافة المعدات الخاصة بالإيواء، والطبخ، وبدأت في استقبال الأطفال، المتوافدين على المخيم من كافة المدن، قبل أن تفاجأ إدارة المخيم بحضور رجال سلطة يطلبون منها مغادرة المكان، رغم توفرها على ترخيص للمخيم. وحجزت السلطة على معدات الإيواء، من أفرشة، وأغطية، ومعدات الطبخ، وتقرر قطع الماء والكهرباء على المخيم، رغم وجود أكثر من مائتي طفل فيه. وعن سبب اختيار مؤسسة خاصة للتخييم، قالت المصادر ذاتها إنه في إطار برنامج “عطلة للجميع” تطلب وزارة الشبيبة والرياضة من الجمعيات المعنية بالتخييم، البحث عن فضاءات خاصة للتخييم، بسبب ضعف وقلة الفضاءات التابعة للوزارة، والتي لا تغطي إلا 60 في المائة من حاجيات فضاءات التخييم خلال الفترة الصيفية، ما يدفع الجمعيات إلى البحث عن فضاءات خاصة، منها مدارس خاصة، تؤدي سومة كرائها، وتحل في المكان لجنة خاصة من وزارة الشبيبة والرياضة للتأكد من توفر شروط إيواء الأطفال في المكان قبل الترخيص له، وهو ما تم بالفعل في مخيم واد لاو. وعن وضعية الأطفال في مخيم واد لاو، قالت المصادر إن الأطفال، الذين وصلوا إليه، عاشوا يوما، وليلة في الرعب، ملأها البكاء، والصراخ، وتفاقم وضعهم بسبب قطع السلطة للماء والكهرباء، وحجز معدات الطبخ الخاصة بالجمعية، ما يعني أن الأطفال لم يتمكنوا حتى من الأكل، أمس، في المخيم، مضيفا أنه على الأرجح سيصبح هؤلاء الأطفال في حاجة إلى دعم نفسي لتجاوز الرعب، الذي عاشوه، أمس، وهم يشاهدون تدخل رجال السلطة، ومحاولة إخراج مؤطريهم أمام أعينهم. يشار إلى أن جمعية الرسالة للتربية والتخييم، التي تعرض مخيمها، أمس، لهذا التدخل، تأسست منذ عام 1988، وتنظم سنويا مخيمات صيفية لفائدة ما يقارب 3200 طفل بمختلف المراحل، وفي مختلف مدن، وفضاءات التخييم.