أثار تردي البنيات التحتية غضبا عارما وسط جمعيات التخييم بمدينة أكادير، إذ توصلت المصالح المعنية لدى وزارة الشبيبة والرياضة بالعديد من الشكايات من مختلف الجمعيات المهتمة بالتخييم بهذا الخصوص، والتي أكدت على غياب الحد الأدنى من البنيات التحتية اللازمة لتمر مخيمات هذه السنة في أحسن الظروف. وقد شكلت لجنة محلية مختلطة تمثل مختلف القطاعات ذات الصلة بالتخييم لتفقد مجموعة من المخيمات التي أقيمت بمدينة أكادير للوقوف على حقيقة واقع المؤسسات التي تحتضن عددا من المخيمات من كل مناطق المغرب. وذكرت مصادر متتبعة للموضوع أن مختلف المراكز التي تم فتحها في وجه الجمعيات المؤطرة للمخيمات لا تتوفر فيها أدنى شروط التخييم، خاصة ما تعلق بسلامة وصحة الأطفال المستفيدين من هذه المخيمات الأمر الذي يستدعي تدخلا عاجلا من الوزارة الوصية من أجل تجنب تداعيات ذلك على الأطفال، وكذا لتجنب بعض الفواجع التي تعرفها مجموعة من المراكز من حين لآخر. اللجنة التي زارت غالبية المراكز أعدت تقريرا عن وضعية هذه المراكز، يقارب عددها عشرون مركزا، التي لم يسبق لها أن استفادت من أي برامج للتأهيل من طرف الوزارة الوصية أو تلك التي لها صلة بهذه المراكز. ونبهت الجمعيات المتتبعة للموضوع إلى أن خصاصا حادا تعرفه مختلف هذه المراكز سواء على مستوى الأسرّة ومختلف التجهيزات المتعلقة بمراقد الأطفال، وكذا التجهيزات الخاصة بمطابخ هذه المراكز والأواني الكافية لإعداد الوجبات للأطفال المستفيدين، فضلا عن غياب الأجهزة التي تستعمل في التنشيط وتنظيم مختلف الأنشطة الفنية والتربوية والترفيهية من تجهيزات صوتية وغيرها، مما يضطر الأطر التربوية المشرفة على هذه المخيمات إلى الرجوع إلى الأساليب القديمة في التنشيط بما توفر لديها من وسائل. وشددت الجمعيات المحتجة على أن حالة من التعارض تنشأ عندما تقدم وزارة التربية الوطنية على الترخيص باستغلال مجموعة من المؤسسات التعليمية من أجل احتضان هذه المخيمات، في حين أن وزارة الشبيبة والرياضة ترفض الترخيص بدعوى عدم توفر هذه المؤسسات على مطبخ، في حين أن هذه الأخيرة لا تقوم بأي مجهود من أجل توفير الفضاءات المناسبة لتنظيم هذه المخيمات علما أن فئات عريضة من أبناء الفئات الهشة يتم حرمانها من التخييم ولا تجد فرصتها إلا مع هذه الجمعيات التي تناضل من أجل حق الأطفال في التخييم.