شكل تحذير الصحافي المغتال غدرا، جمال خاشقجي، للصحافي المعتقل توفيق بوعشرين، مؤسس صحيفة “أخبار اليوم”، مادة دسمة لوسائل الإعلام حول العالم، خصوصا بعدما بثت صحيفة “الغارديان” البريطانية، واسعة الانتشار، وذات المصداقية الكبيرة، تلك التحذيرات على لسان زوجة بوعشرين، أسماء موسوي. ونبدأ بصحيفة “فوشيا” الناطقة بالإنجليزية، حيث ذكرت أن زوجة رئيس تحرير صحيفة مغربية منتقدة للسعودية، وصفت كيف حذر الصحافي السعودي المغتال، جمال خاشقجي، زوجها من أن حياته كانت في خطر خلال الأشهر التي سبقت اعتقاله في المغرب، وسجنه، مضيفة أنها تعتقد أن العربية السعودية أمرت السلطات المغربية بإسكات زوجها، بوعشرين، قبل وقت قصير من احتجازه. وأضافت الجريدة، نقلا عن “الغارديان” أنه قد تم منع المراقبين غير المتحيزين من جلسات المحاكمة، والتي تم خلالها الحكم على بوعشرين بالسجن لمدة 12 عامًا. مشيرة إلى أن مجموعة العمل التابعة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أدانت اعتقاله ومحاكمته، وأدى ذلك إلى نداءات مشتركة بين الأحزاب لإطلاق سراحه فوراً بالعفو الملكي. غير أن السلطات المغربية أصرت على أن محاكمته كانت عادلة. موضحة أن عدداً من الرسائل من خاشقجي من المرجح أن تكون على هاتف بوعشرين الخلوي الذي صودر وقت اعتقاله. وتحت عنوان: “الكشف عن رسالة سرية لخاشقجي وجهها إلى صحافي مغربي” تناولت جريدة “الخليج 365” الموضوع، منطلقة من إشارة صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقريرها أن “جمال خاشقجي حذر صحافيا مغربيا قبل اعتقاله”، إلى أن “زوجة الصحافي المغربي توفيق بوعشرين كشفت أن الصحافي والمعارض السعودي، الذي اغتاله عملاء سعوديون في قنصلية بلادهم في اسطنبول، حذر زوجها قبل عدة أشهر من اعتقاله وسجنه في المغرب بعد إدانته في عدة اتهامات ينكرها بشكل كلي”. أما جريدة “الخليج أون لاين”، فقد أوردت أن التقرير الذي نشرته “الغارديان”، الجمعة المنصرم، كتبه نيك هولمز، كبير المراسلين الاستقصائيين لدى الصحيفة البريطانية، وحمل عنوان “جمال خاشقجي حذر صحافياً مغربياً قبل اعتقاله”، ساردة الرواية عينها التي جاءت في الغارديان. في حين تناولت “عربي 21” أن التقرير، الذي ترجمته عن زوجة توفيق بوعشرين، أسماء موسوي (43 عاما)، قولها إن خاشقجي حذر زوجها من خطر اعتقاله، وبأن السلطات السعودية هي التي أخبرت السلطات المغربية لاعتقاله ومحاكمته على تهم أنكرها جملة وتفصيلا، حيث يشير التقرير إلى أنه وجهت له عدة تهم، منها الاغتصاب والاعتداء الجنسي والاتجار بالبشر، ومنعت السلطات المغربية مراقبين مستقلين من حضور محاكمته، التي صدر في نهايتها حكم بسجن بوعشرين 12 عاما، لافتا إلى أن مجلس حقوق الإنسان شجب سجنه ومحاكمته، وأدى ذلك إلى مطالب بالإفراج عنه فورا من خلال عفو ملكي، إلا أن السلطات المغربية أكدت أن محاكمته كانت عادلة. ويفيد التقرير بأن موسوي تواصلت مع “الغارديان” لتشرح لها ما تلقاه زوجها من تحذيرات جمال خاشقجي، الذي كان صديقا للعائلة، رغم ما تعرضت له من ضغوط الحكومة المغربية للتخلي عن القضية. موردة نقلا عن موسوي، وهي موظفة في السلك المدني، قولها إن خاشقجي حذر زوجها في أكثر من مناسبة بأنه ليس بمأمن في المغرب، وأن “حياته مهددة ويجب أن يأخذ الحذر”، وأضافت أن الحكومة المغربية كانت عرضة للضغط من السعودية، التي طالبت بإسكاته لكونه ناقدا لها. وأخبرت موسوي “الغارديان” أن زوجها أسر لها قائلا إن السعودية “اشتكت عني” للحكومة المغربية، وقالت إن الشكوى تمت نيابة عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي قيل إنه “غاضب وساخط بسبب ما نشره” بوعشرين، بحسب رواية زوجته. ونشرت “القدس العربي” الرواية نفسها، قائلة إنه عندما سألت صحيفة "الغارديان" السلطات المغربية بشأن ما قالته زوجة بوعشرين، من أن وزراء تعرضوا للضغط السعودي لاعتقاله ومحاكمته، رفضوا التعليق. وبدلا من ذلك سربت رسالة الصحيفة الإلكترونية إلى موقع إخباري مغربي "360"، والذي اتهم موسوي بمحاولة مخجلة للفت أنظار المجتمع الدولي إلى قضية زوجها. مضيفة أنه في شهادة للغارديان، قالت زوجة بوعشرين إن الحكومة المغربية ردت على الحكومة السعودية قائلة: "سنتعامل مع قضية هذا الصحافي بطريقتنا". ويقول فريق الدفاع عن بوعشرين إن بعض الرسائل التحذيرية من خاشقجي قد تكون على هاتفه المحمول الذي صادرته الشرطة عند اعتقاله، مضيفة أنه جاء في الرسالة: "من الواضح أن هناك أشكالا من التصرفات السعودية التي استهدفت فيها المعارضين والصحافيين، وليس من ارتبطوا مباشرة بالسعودية، ولكن، كذلك، أفرادا مثل بوعشرين ممن كانوا ناشطين في العالم العربي”. وبدورها تناول موقع قناة العالم السعودية التقرير الذي نشرته الغارديان، موردا جميع المعطيات الواردة في المقال، مذكرا أن الصحافي السعودي جمال خاشقجي، قُتل في قنصلية بلاده بمدينة اسطنبول التركية، شهر أكتوبر الفائت.