حذر الصحافي السعودي الراحل جمال خاشقجي، مؤسس جريدة “أخبار اليوم” توفيق بوعشرين قبل اعتقاله، قائلا إن حياته بالمغرب مهددة وأنه ليس بمأمن، حسبما كشفت صحيفة “الغارديان”. ونقلت الصحيفة عن زوجة توفيق، أسماء موسوي، قولها إن خاشقجي حذر بوعشرين من الاعتقال، وبأن سلطات الرياض هي التي طلبت من السلطات المغربية اعتقاله ومحاكمته. وتابعت موسوي أن سلطات المملكة السعودية طلبت من نظيرتها المغربية إخراس بوعشرين الذي يزعجها، قبل اعتقاله في فبراير من السنة الماضية، بعد نشره افتتاحية تنتقد السعودية. واستطرد تقرير “الغارديان” بأن بوعشرين واجه عدة تهم، منها الاغتصاب والاعتداء الجنسي والاتجار بالبشر، ومنعت السلطات المغربية مراقبين مستقلين من حضور محاكمته في نوفمبر الماضي، التي صدر في نهايتها حكم بسجنه 12 عاما. ورفضت السلطات المغربية التعليق على سؤال ل”الغارديان” بشأن ما قالته زوجة بوعشرين عن تعرض وزراء للضغط السعودي لاعتقاله ومحاكمته. وأكدت موسوي أن خاشقجي حذر زوجها في أكثر من مناسبة بأنه ليس بمأمن في المغرب، وأن “حياته مهددة ويجب أن يأخذ الحذر”، وأضافت أن الحكومة المغربية كانت عرضة للضغط من السعودية، التي طالبت بإسكاته لكونه ينتقدها بشدة. واستطردت “الغارديان” نقلا عن موسوي، أن زوجها أسر لها قائلا، إن السعودية “اشتكت من كتاباتي للحكومة المغربية، وقالت إن الشكوى تمت نيابة عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي قيل إنه غاضب وساخط بسبب ما نشرته”، متابعة أن السلطات المغربية ردت “سنتعامل مع قضية هذا الصحفي بطريقتنا”. وينقل التقرير عن دفاع بوعشرين، قوله إن بعض الرسائل التحذيرية من خاشقجي قد تكون على هاتفه النقال الذي صادرته الشرطة عند اعتقاله، وطلب محاموه من الشرطة نشر قائمة بالمكالمات التي تلقاها لمعرفة مع من كان يتحدث وأين، لأنهم يقومون بتحضير استئناف على الحكم الصادر ضده، مشيرا إلى أنهم لم يحصلوا حتى الآن إلا على قائمة جزئية من مكالماته. وقدم محامو بوعشرين رسالة إلى المُقررة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء في المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أغنيس كالامار، حسبما أفادت “الغارديان”، وصفوا فيها محاكمته “بالسياسية، وجاء في الرسالة: “من المتصور أن هناك أشكالا من التصرفات السعودية التي استهدفت فيها المعارضين والصحفيين، وليس فقط من لهم صلة مباشرة بالسعودية، لكن أيضا أفراد مثل بوعشرين ممن كانوا ناشطين في العالم العربي”. وقال محاميه محمد زيان، إن خمس تهم فقط بقيت من بين 15 تهمة وجهت له، مضيفا: “لا توجد أدلة قاطعة ضده وليس هناك ما يمكن قبوله قانونيا”، مشيرا إلى أن “هناك ضحيتين مزعومتين لم تقدما تاريخا ولا ظروفا أو شهادات طبية أو شهادات من طرف ثالث في محضر اتهامهما، أما الثلاثة الأخريات فقد حاولن إثبات القضية من خلال أشرطة فيديو تم عرضها للقضية خارج الإجراءات القانونية”. وشكك زيان في “صحة الأشرطة، وينفي توفيق بوعشرين أنه ظهر فيها، ولم يظهر فيها صوت أو صورة يشيران إلى الإكراه”، وأضاف: “تم حذف أو التعتيم على أي دليل يمكن أن يثبت براءته، ورفض بشكل منظم أي إجراء قانوني أو تحقيق متمم يمكن أن يساعد على كشف الحقيقة”. وأشار التقرير إلى اعتقال إحدى المشتكيات ببوعشرين، عفاف برناني، بعدما اتهمت الشرطة بفبركة شهادتها، ونقلت “الغارديان” عن برناني: “رفضت اتهام توفيق بوعشرين بأي شيء؛ لأنه لم يسبب لي أبدا أي أذى، ولهذا فبركوا شهادتي، وبعد ذلك قدمت بلاغ تزوير ضد الشرطة، لكنني وجدت نفسي متهمة، وحكم علي بالسجن مدة ستة أشه”. وتابعت ” أخاف على نفسي وعائلتي، وتم شتمي على الإنترنت وفي المحكمة لأنني تجرأت على الشكوى على الشرطة القضائية، ولأنني رفضت توجيه تهمة لتوفيق بوعشرين، ويقومون كل يوم بتدمير شرفي من خلال الكذب المتعمد علي، وهم عصابة يريدون قتل الإعلام”. 1. السعودية 2. المغرب 3. بوعشرين 4. خاشقجي