برغم كل الضغوطات التي عاشها قبل سنوات في هولندا، اختار حكيم زياش، الموهبة المغربية ذات ال26 سنة، حمل قميص منتخب بلده الأم وتلبية نداء الوطن، ليصبح في فترة قصيرة واحدة من اللاعبين الأكثر شعبية في تشكيلة هيرفي رونار، والتي تتأهب لخوض النسخة 32 لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 في مصر بعد شهر ونصف. الأسبوع كان استثنائيات بالنسبة لزياش، ففريقه أياكس أمستردام شارك في إياب نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا، أرقى مسابقة بالقارة العجوز وأكثرها متابعة، إلا أن الرياح سارت عكس ما يشتهيه الفريق الهولندي. لاعب الأسود دخل أساسياً ومسنوداً بزميله الثاني بصفوف المنتخب نصير مزراوي، و ال 45 دقيقة الأولى أمام توتنهام كانت كافية ليسجل ثاني الأهداف لصالح فريقه والخامس في مشواره ب “تشامبيونز ليغ”، إلا أن سيناريو التشويق استمر في مواجهة أقيمت ب”يوهان كرويف ارينا”، وانتفض الزوار بثلاثية عصفت بأحلام اللاعب المغربي للوصول إلى نهائي “الميترو بوليتانو”. وبالرغم من الخروج “الصادم” للأياكس، إلا أن أشد المتفائلين لم يكن يٌرشح المجموعة للوصول إلى الدور ما قبل النهائي من مسابقة شرسة، وخصوصاً إزاحة خصوم لهم وقعهم وأيضاً خبرتهم بهذه المنافسات. زياش، الذي ساهم في العديد من انتصارات الأياكس سواء بأهدافه أو تمريراته الحاسمة، خرج يغالب الدموع وصرح انذاك بأنه يتحمل جزءاً من المسؤولية لأنه لم يتمكن من التهديف مرة ثانية وثالثة، إلا أن النادي وطاقهم شكر اللاعبين الشباب على مجهوداتهم وكان سعيداً بهذا الإنجاز، خصوصاً وأن الفريق أزاح تواليا ريال مدريد، ثم يوفنتوس، قبل الوصول لنصف النهائي. وبين مشاعر الحزن والسعادة التي عاشها حكيم زياش طيلة المغامرة القارية، إلا أن صاحب اليسرى الساحرة عاد لينافس أبرز نجوم هولندا على جاهزة الأفضل لسنة 2019، وتبقى حظوظه للتتويج بالجائزة للمرة الثانية في مشواره عالية جداً بالنظر إلى كل ما قدم بالفترة الأخيرة.