من المفارقات المضحكة المبكية، التي تعج بها قضية الصحافي المعتقل توفيق بوعشرين، ما قالته النيابة العامة، في أول جلسة من محاكمته الاستئنافية، عن أن اعتقاله التعسفي اللاقانوني كان لحمايته من ضحاياه وعائلاتهن، لذلك، ضحك بوعشرين على هذه النكتة السمجة، حتى أوقف ضحكه ممثل النيابة العامة. هذه التخريجة جاءت بعد فشل التخريجة الأولى، التي قالت إن بوعشرين اعتقل في حالة تلبس، قبل أن يقع استدراكها بتخريجة أخرى، هي عذر أكبر من زلة، حين قالت النيابة العامة إن بوعشرين لم يُعتقل متلبسا، وإن ما جاء في المحاضر كان مجرد خطأ مطبعي. هل يعرف السيد ممثل النيابة العامة، وهو يقول إن اعتقال بوعشرين كان لحمايته، أن 9 من أصل 12 امرأة، اللواتي جيء بهن ل«تغراق الشقف» لبوعشرين، أكدن مظلوميته، وصرخن ملء أفواههن: بوعشرين لم يتحرش بنا ولم يغتصبنا؟ هل يعرف أن اثنتين من النساء المتبقيات، أعلنتا، على صفحتيهما بالفايسبوك، تضامنهما مع بوعشرين بعد اعتقاله، قبل أن تدور بهما الدوائر، وتجرجرهما، بالترهيب والترغيب، للعب أدوار مخلة بالحياء وبالذكاء في مسرحية «حريم التجريم» المفضوحة؟