تنطلق، اليوم الثلاثاء، الجولة الاستئنافية لمحاكمة القرن، التي يتهم فيها الصحافي، توفيق بوعشرين، باغتصاب نساء والتحرش والاتجار بهن… محكمة الاستئناف مستقلة، وبكل الامتيازات الواسعة التي يخولها القانون إياها، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار كل الاختلالات التي تجاهلتها نظيرتها الابتدائية، وعلى رأسها الاعتقال التحكمي اللاقانوني لبوعشرين. كما عليها أن تنظر إلى ما عبرت عنه 8 نساء من أصل 12 في هذا الملف، وهن: عفاف برناني وحنان باكور وآمال هواري ووصال الطالع ومارية موكريم وابتسام مشكور، اللواتي قلن للمحكمة بملء الفم: «لم يتعرض لنا توفيق بوعشرين بسوء». كما أن كوثر فال أصرت على المكوث في بلجيكا، فيما فضلت صفاء زروال البقاء في باريس حتى لا تشهد زورا ضد صحافي قال عنه رئيس الحكومة السابق: «بوعشرين اعتقل بسبب الافتتاحيات وليس بسبب الفتيات». أما النساء الأربع الباقيات، فاثنتان منهن أعلنتا تضامنهما مع توفيق بوعشرين، مباشرة بعد اعتقاله، وكتبتا ذلك على صفحتيهما بالفايسبوك، قبل أن يضغط عليهما وتصبحا، بقدرة قادر، «مغتصبتين» جرى «الاتجار بهما»، فهل يعقل أن تتضامن مغتصَبة مع مغتصبها؟ أما الاثنتان الباقيتان، فإحداهما نسيت يوم اغتصابها، والثانية لم تتمكن من إثبات أنها اشتغلت في هذه الجريدة. فهل تصحح محكمة الاستئناف أخطاء المحكمة الابتدائية، من أجل العدالة، أولا، ومن أجل صورة المغرب الحقوقية، ثانيا، ومن أجل صحافي مظلوم، ثالثا؟