في الوقت الذي يعاني فيه سكان المناطق الجنوبية، خاصة أقاليم جهة سوس، من الاعتداءات المتكررة للرعاة الرحل، وصلت حدتها أحيانا إلى تسجيل حالات اختطاف، قال وزير الداخلية عبد الوافي لفيت، “إن الاستغلال السياسي للموضوع غير مقبول بتاتا، ويجب تغليب المصلحة العامة”. وأوضح لفتيت، مساء اليوم الثلاثاء، بلجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة، بمجلس النواب “أن الدولة على وعي تام بالمشكل”، مشيرا إلى أن “الإشكالات تعد محدودة النطاق، ولا تشمل مجموع التراب الوطني”. وأشار الوزير في الاجتماع الذي خصص لتقديم ثلاثة مشاريع قوانين، ومناقشة موضوع اعتداءات الرعاة الرحل على الساكنة، إلى أن “المشكل يتفاقم خلال فترات الجفاف”، مشيرا إلى “وجود 200 أسرة للرحل في جهة سوس، و55 ألف رأس من المعز والإبل”. وتحدث الوزير عن تسجيل حالات الرعي الجائر والاستلاء على الملك الغابوي، وفي بعض الأحيان وقوع اصطدامات بين الرحل والسكان. وأضاف: “يمكن حصر حجم الاصطدامات في 16 حالة، أغلبها في عمالة تزنيت، وذلك منذ سنة 2018، بينما لم تسجل خسائر في الأرواح”. وشدد الوزير على أن السلطات المحلية: “كانت دائمة حاضرة في الميدان، رغم ما يقال عن غيابها، مما أدى للتحكم الدائم ومعالجة كل احتكاك بين الرعاة والساكنة المحلية بشكل دائم”. وكان بلاغ لعمالة أكادير إداوتنان، قال إن اللجنة الإقليمية للمراعي، تدارست أمس الإثنين، الإجراءات الواجب اتخاذها لضمان التنزيل الأمثل للقانون، وتفعيل دور اللجان الإقليمية في تأطير تنقلات الكسابين الرحل والحرص على مصالح ساكنة المناطق المعنية. وعرف الاجتماع تقديم عروض حول مقتضيات القانون المتعلق بالترحال الرعوي وتهيئة وتدبير المجالات الرعوية والمراعي الغابوية، وكذا حول الحالة الراهنة للمجالات الرعوية على صعيد العمالة وتنقلات قطعان الرحل بها. وتم الاتفاق على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية مصالح الساكنة المحلية؛ وتسجيل جميع الكسابين الرحل على صعيد منطقة نفوذ العمالة، ودراسة طلبات الترخيص الرعوي المقدمة من طرفهم. وكانت المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية في جهة سوس، تقدمت بطلب للقيام ب"مهمة استطلاعية عاجلة في جهة سوس ماسة"، بهدف "رصد الاعتداءات المتكررة، التي يتعرض لها سكان مناطق مختلفة في إقليمتزنيت من طرف الرحل". كما تقدم الحسين أزوكاغ، عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، بسؤال إلى وزير الداخلية حول "استفحال الرعي الجائر"، وقال إن منطقة السيحل في إقليمتزنيت، "تعيش موجة من الخوف والفزع جراء الهجوم المتوالي على سكان المنطقة من طرف الرعاة الرحل".