اتهمت عائلة رجل قوات مساعدة بمدينة العيون جبهة البوليساريو، بتعريض ابنها للتعذيب والتصفية داخل مخيمات تندوف، بسبب دفاعه عن مغربية الصحراء، مما اضطره إلى الهروب نحو الجزائر ثم إلى إسبانيا، وهو ما جعل عناصر البوليساريو تستدرجه عبر فتاة موالية لها، ثم اعتقاله داخل المخيمات بتندوف وقتله. وأفاد السالك ولد محمد ولد بريكة، أن ابنه إبراهيم سبق له أن توجه إلى مخيمات تندوف في 2008، ولكنه انتبه إلى زيف الشعارات التي كانت ترفعها البوليساريو، وأن المخيمات تعيش فسادا كبيرا، مما دفعه للتعبير عن رفضه للسياسات المتبعة، مما جعله مطاردا من طرف أجهزة البوليساريو، اضطر معه إلى الهروب إلى العاصمة الجزائر، ومن ثم إلى إسبانيا. وواصل والد إبراهيم، في اتصال مع “أخبار اليوم”، أن ابنه استقر بإسبانيا وواصل فضحه للواقع المزري في المخيمات، مما دفع البوليساريو إلى استدراجه عن طريق فتاة أظهرت له حبها وتواعدا على الزواج، قبل أن تقترح عليه التوجه معها إلى مخيمات تندوف لزيارة أهلها، مؤكدة له بأنه لا خوف عليه، مما جعله يثق فيها ويتوجه إلى حتفه بقدميه، مشيرا إلى اعتقاله في نفس ليلة وصوله للمخيمات، قبل أن يتم اقتياده لسجن الذهيبية، حيث تم إعلان وفاته هناك في منتصف رمضان المنصرم. وهو ما أثار ثورة داخل المخيمات وصلت إلى مسكن قائد البوليساريو، بقيادة قبائل ثكنة. وأكد المتحدث أنه توصل بمساومات من عناصر انفصالية عرضت عليه مبالغ مالية كبيرة وصلت إلى 200 مليون سنتيم، مقابل غض الطرف عن الجريمة، بعضهم أكد أنه في مجلس مع قائد البوليساريو، مشيرا إلى أن هناك محاولات كثيرة لطي الملف، غير أنه متشبث بوطنيته وأنه لا حل إلا عن طريق السلطات المغربية. يذكر أن عائلة إبراهيم ولد السالك ولد محمد ولد بريكة عقدت عدة اجتماعات تواصلية، كان آخرها يوم السبت الماضي بمدينة العيون، حيث حضر الاجتماع أقارب الضحية بمعية نشطاء حقوقيين، وذلك في إطار التجديد بمطالبة مؤسسات الدولة وجميع المنظمات الحقوقية داخل المغرب وخارجه، بمد يد السند لإحقاق العدالة، عن طريق تقديم الجناة الطلقاء في مخيمات تندوف لمحاكمة نزيهة، تقتص لروح الشاب المغربي الذي تم تعذيبه بشكل وحشي وممنهج، أفضى إلى موته بسجن الذهيبية المعروف بسمعته السيئة، وأكدت جميع تدخلات العائلة والمؤازرين عن تحميل جبهة البوليساريو كامل المسؤولية عن اغتيال ابنهم وكذا دولة الجزائر، لأن الجريمة وقعت على أرض جزائرية. كما لم تخف العائلة أن ملف ابنهم تم إهماله ولم يعط له القدر الكافي من الاهتمام من مؤسسات الدولة، رغم خروج مظاهرات ومسيرات حاشدة بمخيمات تندوف وصلت إلى باب إبراهيم غالي بالرابوني، وذلك بالترافع دوليا عبر قنوات حقوق الإنسان والقانون الدولي، من أجل زيادة الضغط على قيادة البوليساريو لكشف القتلة وتقديمهم لمحاكمة عادلة. جدير بالذكر هنا أن الشيخ محمد سالم ويسي شيخ قبائل يكوت أرسل نسخة من بيان أصدرته القبائل بالعيون بتاريخ 2018/06/04، إلى انطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، ونفس النسخة إلى فيلبيو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وتجدد العائلة مرة أخرى مناشدة جميع الشرفاء والضمائر الحية والمنظمات الحقوقية داخليا وخارجيا، ومؤسسات الدولة بالمساعدة والسند، من أجل تقديم الجلادين الذين اغتالوا ابنهم إلى القضاء..