رابط فيديو العائلة خلف مقتل الشاب الصحراوي ابراهيم ولد السالك ولد ابريكة، المنحدر من قبيلة يكوت إحدى أكبر قبائل الصحراء، حالة إستنكار كبيرة في صفوف الرأي العام المحلي بالعيون، وكذا الأوساط المحلية بمخيمات تندوف، حيث عقبها سلسلة إجتماعات موسعة لعائلة القتيل، وللمكون القبلي”تكنة” الذي تنحدره من القبيلة. وفي حوار خصت به عائلة ابراهيم ولد السالك ولد ابريكة “كود”، إستهجنت العائلة الطريقة البشعة التي قتل بها إبنها والتي تتماشى إلى حد كبير مع جملة الإنتهاكات الجسيمة الممارسة ضد الصحراويين في مخيمات تندوف، محملة مسؤولية الجريمة النكراء لجبهة البوليساريو والجزائر التي وقعت الجريمة داخل ترابها الوطني. وأكدت عائلة القتيل ل”كود” أن ملابسات عملية الإغتيال في حق ابراهيم لازالت مجهولة، حيث تم دفنه دون موافقة العائلة الساعة الثانية ليلا من يوم الأحد، مشيرة أن جبهة البوليساريو انتهكت القانون الدولي مرتين، أولا عندما قتلته بدم بارد وثانيا عندما دفنته دون موافقة العائلة. وبخصوص حيثيات عمليات الإغتيال التي حكتها أخت القتيل ممتزجة بدموع الحسرة على فراق الاخ، أن فصول الواقعة ابتدأت يوم الخميس الماضي عندما اقدم أربعة أشخاص على زيارة الخيمة التي يقيم فيها رفقة مقربين منه بولاية السمارة، ليقدموا على إختطافه على متن سيارة دون الإهتداء لمكانه، ما بعث الريبة والشك في صفوف أفراد العائلة. وكشفت أخت المغتال ابراهيم ولد ابريكة، ل”كود” أن عملية الإختطاف دامت لساعات، ليعود المُختطِفون لرميه أمام خيمة العائلة مجددا مدرجا بدمائه، دون التمكن من الوقوف جراء حصة التعذيب السادية التي تعرض لها، مضيفة أن أفراد العائلة عمدوا على إدخاله للخيمة، بيد أن “درك البوليساريو” كان له رأي آخر، عندما إقتحم الخيمة ليعتقله ويتوجه به نحو سجن الذهيبية السيء السمعة في حالة صحية بشعة غير قادر على النطق. وتروي أخت الناشط السياسي ل”كود” في شباب 5 مارس وحركة التغيير لمخيمات تندوف المناهضة لجبهة البوليساريو، أن العائلة تفاجأت بعودة عناصر من الدرك للخيمة التي كان يقيم بها، ومعهم جثته ملفوفة في لحاف، مبرزين أن ابراهيم انتحر شنقا داخل زنزانته باستعمال غطاء دون تقديم أي دليل أو قرائن تثبت ذلك. وتسائلت الأخت المكلومة التي سبق لها زيارة المخيمات عبر “كود” عن كيفية انتحاره باستعمال غطاء “مانطة” والكل يعلم جيدا فظاعة سجن الذهيبية الذي لا تتوفر فيه أبسط مقومات العيش ولايخضع لأي رقابة باعتبار الداخل له مفقود والخارج منه مولود، مؤكدة أن السجناء لا يتوفرون على أي أغطية أو ماشابه، وهم الذين يكبلون طيلة اليوم في خرق سافر للمواثيق والعهود الدولية. وأوردت المتحدثة ل”كود”٬ أن عائلة ابريكة وقبيلة “يكوت” والمكون “تكنة” ستسلك كل السبل القانونية والقضائية سواء داخل أرض الوطن أو خارجه أو في مخيمات تندوف لتقديم الجناة للعدالة، مناشدة في السياق ذاته كل القوى الحية والفعاليات الحقوقية والمنتظم الدولي مساندتها لكشف جريمة البوليساريو النكراء في حق إبنها، ومتابعة المسؤولين عن إغتياله وكشف الحيثيات سواء من جهاز الدرك أو قيادة جبهة البوليساريو، مسترسلة أنها بصدد رفع دعاوي قضائية بالمحاكم الإسبانية، حيث ستصاحبها الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان، واضعة رهن إشارتها محامي الجمعية في العاصمة الإسبانية مدريد. وعادت الأخت بتقاسيم وجهها التي علتها علامات الحزن الشديد، لرواية القصة مُفردة أن عناصر درك البوليساريو لم يكلفوا نفسهم نقل ابراهيم للمشفى بحكم حالته الصحية الحرجة، بل أمعنوا في خروقاتهم من خلال تعذيبه إلى أن فارق الحياة مغدورا تاركا ورائه طفلين يتسائلان ببراءة بين الفينة والاخرى عن مصير أبيهم. وفي ذات السياق إلتقت “كود” ابنة الشاب المغتال ذات السبع سنوات، حيث طالبت بنبرة المُصرة بكشف ملابسات مقتل أبيها ، مرددة “بغيت نعرف شكون كْتِل بويا” وهي الجملة التي عقبتها حالة من الحسرة والبكاء بين أفراد العائلة التي إلتقتها “كود”.