حالة استنفار قصوى تشهدها مخيمات تندوف منذ أول أمس الأحد، إثر مقتل شاب من سكانها في الثلاثين من العمر، اسمه لارباس ولد عبد الرحمان ولد يحظيه، برصاص الجيش الجزائري. مصدر مطلع أفاد أن تفاصيل الواقعة تتجلى في إقدام الشاب القتيل رفقة عدد من أصدقائه على التوغل شمال مدينة تندوف سعيا وراء الأحجار النيزكية، ليباغتوا من قبل دورية تابعة للجيش الجزائري كانت تحرس المنطقة، أطلقت عليهم النار بشكل كثيف وعشوائي حسب المصدر، ودون إشعارهم أو إنذارهم بواسطة منبهات صوتية، مما أسفر عن مقتل الشاب، فيما لاذ رفاقه بالفرار. الحادث الذي خلف صدمة كبيرة وسط عائلة الضحية وبين سكان المخيمات الواقعة على التراب الجزائري، يتزامن مع زيارة المبعوث الأممي إلى الصحراء هورست كوهلر إلى المنطقة، الأمر الذي اضطرت معه قيادة جبهة "البوليساريو" الانفصالية حسب مصادرنا إلى مسارعة الخطى لطي الصفحة واحتواء الأزمة قبل خروجها عن السيطرة عبر التواصل مع عائلة الشاب لارباس، خاصة وأن الحادث ينضاف إلى واقعة مقتل الشاب إبراهيم ولد السالك ولد ابريكة داخل سجن الذهيبية بالرابوني. رغم ذلك، فإن قبيلة الشرفاء الركيبات لبيهات أهل القاضي التي ينتمي إليها قتيل رصاص الجيش الجزائري، أعلنت حالة استنفار في صفوف أفرادها، مطالبة برد الاعتبار للعائلة جراء ما وصفته ب"الجريمة النكراء"، داعية قيادة جبهة البوليساريو إلى كشف ملابسات وحيثيات الحادث الذي أعاد التوتر إلى المنطقة من جديد . هذه الواقعة تأتي بعد أيام قليلة من مطالبة جمعيات حقوقية، بفتح تحقيق جدي ومحايد ونزيه لفك رموز قضية اغتيال أحد نشطاء حركة 5 مارس وشباب التغيير المعارض بمخيمات تندوف، إبراهيم ولد السالك ولد بريكة بالسجون السرية للبوليساريو، وذلك عقب إعلان الجبهة الانفصالية أن الشاب الذي كان محتجزا بسجن الذهيبية انتحر. المطالبون بفتح تحقيق في الحادثة، أكدوا أن ولد السالك كان مسجونا في ظروف أقل ما يقال عنها إنها حاطة بالكرامة الإنسانية وتدعو للقلق، نظرا لما أحاط بها من تنديد واستنكار وتساؤلات مشروعة، واعتبارا لارتباطها بحوادث أخرى سابقة من قبيل وفاة شاب بنفس الطريقة وفي نفس السجن، يدعى أحمد ولد محمد الراضي.