قدمت منظمة اليونيسيف للطفولة خلال ندوة صحفية في البيضاء دراسة بعنوان “الأطفال والشباب والإعلام في المغرب”، أبرزت من خلالها طريقة معالجة قضايا الأطفال والشباب في مختلف وسائل الإعلام بأنواعها المكتوبة والمسموعة والمرئية والإلكترونية، بالإضافة إلى تقديم أرقام ومعطيات حول تعاطي جيل الألفية لوسائل الإعلام بأنواعها المذكورة. وخلصت الدراسة بشكل عام، إلى حضور باهت لبرامج ومواضيع الأطفال عموما في وسائل الإعلام المغربي، بالإضافة إلى هيمنة مواضيع الأحداث والأجندات المؤسساتية والأخبار “الساخنة”، على حساب البرامج والمواد التي ترمي إلى تحسيس وتوعية الأطفال والآباء على حد سواء. ونطالع في تفاصيل الدراسة، فيما يخص ارتباط الشباب بالشاشة الصغيرة، أن معدل المتوسط اليومي لاستهلاك التلفزيون لدى الأطفال بين 5 و14 سنة، يبلغ 3 ساعات و13 دقيقة، فيما تشاهد نفس الفئة العمرية محتوى القنوات الأجنبية بنسبة 58 في المائة. علما أن نسبة كبيرة من العينة المستجوبة تفضل قنوات تلفزية أجنبية على الخصوص بنسبة 51 في المائة، مقارنة مع المنتوج المحلي الذي يحظى باهتمام نسبة 24 في المائة فقط. وأبرزت الدراسة أن القناة الثانية تستحوذ على اهتمام الفئة العمرية السالفة بنسبة 29 في المائة، تليها قناة الأولى بنسبة 8.5 في المائة، ثم قناة المغربية بنسبة 2.5 في المائة. على مستوى الإعلام المسموع، فإن سبعة ملايين مغربي يستمعون للإذاعات في الفترة الصباحية، فمن بين 21 محطة إذاعية تهيمن سبع إذاعات على اهتمام المستمع المغربي، وهي إذاعات “محمد السادس للقرآن الكريم”، تليها “ميدي1 راديو”، ثم إذاعة “إم إف إم”، ثم “أصوات”، تليها “هيت راديو”، ثم أخيرا الإذاعة الوطنية. وأبرز 54 في المائة من المستجوبين أنهم لا يستمعون للإذاعات، وهو ما يمثل 33 في المائة من نسبة سكان المغرب الذين ليست لهم أية علاقة أو تواصل مع الإذاعات، فيما 28 في المائة يستمعون لها بنسبة أقل من ساعة في اليوم. أما فيما يخص الصحف المكتوبة، فإن الأخيرة تنحو تدريجيا باتجاه الإعلام الرقمي، تقول دراسة اليونيسيف، ونطالع في هذا الشق أن 47 في المائة من شباب العينة والبالغين من العمر ما بين 12 و29 سنة لا يطالعون الجرائد، وفقط 2.3 في المائة من الشباب المستجوب يتصفحها. وبحسب ذات المعطيات، فإنه بشكل عام 47 في المائة من الشباب يطالعون الجرائد، مقابل 72 في المائة يطالعون الصحافة المكتوبة الرقمية في المغرب. وخلصت الدراسة إلى أن هنالك حضورا باهتا لمواضيع وقضايا الأطفال في اليوميات الورقية، علما أن الصحف العربية تتفوق على نظيرتها الفرنكوفونية بضعف ثلاث مرات في تناولها لقضايا الشباب والأطفال. أما بخصوص الأنترنيت، فتبقى الوسيلة الأكثر استخداما من طرف الشباب بنسبة 66 في المائة، وهذه النسبة تقضي أكثر من ساعة في اليوم متصلة عبر الأنترنيت. وأول غرض لاستخدام الأنترنيت لدى الشباب المغربي، هو التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 29 في المائة من الاستخدام، و47 في المائة من أجل الدردشة والرسائل، فيما تحظى الأنشطة المتعلقة بالبحث عن المعلومات وتصفح المواقع والنشر في المدونات بنسبة 34 في المائة بحسب ذات المصدر. ونطالع في التفاصيل أن مواقع التواصل الاجتماعي تهيمن بشكل كبير على اهتمامات الشباب غداة استخدامهم للأنترنيت، ويبقى الفيسبوك والواتساب الموقعين الاجتماعيين الأكثر إقبالا من طرف جيل الألفية، إذ يهيمن “الفيسبوك” بأكثر من 80 في المائة من اهتمامات الشباب، يليه بنسبة متقاربة تطبيق “الواتساب”، ثم “اليوتيوب” بنسبة 60 في المائة، ثم محرك البحث الأول “google” بنسبة 40 في المائة، يليه تطبيق “أنستغرام” بنسبة 30 في المائة. يذكر أن دراسة منظمة الأممالمتحدة للطفولة في المغرب، أجريت ما بين 25 يوليوز و15 غشت من عام 2017، ويبلغ عدد العينة 600 مستجوب ينتمي للفئة العمرية ما بين 15و 34 سنة، وتمثل هذه الفئة أكثر من 11 مليونا و461 ألفا من نسبة سكان المغرب، بحسب آخر الأرقام المنجزة حول إحصاء السكان. الاستجواب أجري عبر استمارة في الأنترنيت، وتصدرت مدينة البيضاء نسبة المتفاعلين مع الدراسة بنسبة 20 في المائة، يليها شباب أكادير بنسبة 10 في المائة، ثم مدينة فاس بنسبة 8 في المائة، وأخيرا مراكش بنسبة 7 في المائة.