قال المختار الهراس، أستاذ علم الاجتماع بكلية الأداب والعلوم الإنسانية بالرباط، إن علاقة الشباب بوسائل الاتصال قائمة وتختلف حسب كل وسيلة، وكذا الهدف من التعاطي معها، مثل الصحافة المكتوبة، والإعلام المرئي والمسموع ، والانترنت والهاتف النقال. وأوضح الهراس، الذي كان يتحدث أمس الإثنين، اثناء تقديمه لجزء من خلاصات بحث سوسيولوجي، أن 18 طالبا من نفس الشعبة شاركوا في إنجاز هذه البحث الميداني، أطره هو شخصيا، لفائدة هيئة إدارة الحوار الوطني حول" الإعلام والمجتمع"، مؤكدا أن البحث هم 9 جهات، من أصل 16 جهة ، دون تحديد أسباب ذلك، حيث تم من خلاله استجواب 900 شاب وشابة، في إطار ما يعرف تقنيا بالاستمارة، والاستماع إلى آخرين، فيما يسمى المجموعات البؤرية، والمقابلات، دون معرفة هل هذه العينة ممثلة أم لا لجميع الفئات العمرية، ونوعية التمدرس الملقن لهم، ومقر السكنى، ودخل الأسر الشهري. بيد أن البحث استغرق فقط 7 اشهر، ما يثير أكثر من علامة استفهام، حول نوعية البحوث السبعة المنجزة في هذا المجال، لفائدة نفس الهيئة، التي يشرف على تسييرها، الأستاذ جمال الدين الناجي، المنسق العام للحوار الوطني حول " الإعلام والمجتمع". وأكد الهراس أن الاستجواب شمل بالتساوي بين الإناث والذكور، بنفس العينة ، ولكن وفق ثلاث فئات ، الأولى تخص الشباب المتراوح أعمارهم بين 15 و18 سنة ، والثانية بين 20 و24 سنة ، والثالثة بين 25 و29 سنة، مبرزا ان هذه التقسيم أملته حساسية كل فئة عمرية، فالأولى تدخل في نطاق اليافعين، المراهقين. وقدم الهراس رقما مثيرا للغاية وهو أن 9 في المائة من الشباب المستوجب ضمن هذه العينة، يقرأ الصحف بكيفية منتظمة، و37.8 بطريقة غير منتظمة، أي إذا قمنا بعملية حسابية بسيطة، نجد أن 46.8 في المائة من العينة، يطالعون الصحف، فيما 47 في المائة من ذات العينة لا يطالعونها، محددا الأسباب في أنهم إما بدون تعليم، أو ليست لهم ثقافة شراء الصحف، مثل ما يشترون الخبز، أو لوجود وسائل أخرى منافسة، مثل الراديو والتلفزة، والانترنت، ولابتعادهم عن السياسية، واهتمامهم بكل ماهو اجتماعي مثير. لكن إذا كانت هذه العينة، قدمت هذه الملاحظات، فإن جل الصحف المغربية، وكذا الصادرة بالمغرب، عناوين صفحتها الأولى سياسية، فيما التي كانت تركز على الجوانب المثيرة، حتى لا نقول الأكثر إثارة، توقفت عن الصدور، لضعف المقروئية، ما يعني أن عدم الإطلاع على الصحف، لا يجب تفسيره بغياب الجوانب المثيرة، وربما ليس عاملا محددا في ذلك، ولكنه قد يكون عاملا مساعدا، وهذا يحتاج إلى تقنية البحث عن الترابط بين نتائج البحث. و سجل الهراس وجود ما وصفه " أزمة ثقة" اتجاه الصحافيين، كون هؤلاء لا يلامسون في مقالاتهم المشاكل الجوهرية التي يتخبط فيها الشباب، كما أن المواضيع المنشورة، لا تعالج القضايا القريبة من المواطنين، والكتابة بعيدة عن الموضوعية، كما أن الصحف مكلفة، خاصة في الوسط القروي، مقارنة مع الوسط المديني. وكشف الهراس عن نوعية القراء من فئة الشباب المستجوب ضمن هذه العينة،حيث يحبذ أغلبيتهم القراءة بالعربية، والإطلاع على صحف القطاع الخاص، أكثر من الصحف الحزبية، فيما ثلاثة أرباع من ذات العينة المستجوبة، يستمعون إلى البرامج الإذاعية، أما القنوات التلفزية، فجاءت النتائج متشابهة من حيث المشاهدة، إذ أن 57.4 في المائة يتابعون القنوات الأجنبية، فيما 40.6 في المائة يتابعون الوطنية، لكن الدكتور الهراس، لم يوضح، ربما لضيق الوقت، كيفية المشاهدة، كون أغلب المواطنين، ينتقلون يوميا بين القنوات، من الوطنية إلى الأجنبية، ومن العامة إلى الخاصة، إذ أن الجزيرة الرياضية في المقاهي مثلا لحظة اشتداد أزمة مصر، كانت الأكثر متابعة في مقاهي أحياء المدن الكبرى، حسب جولة استطلاع قصيرة قامت بها العلم، خاصة أثناء مشاهدة مباريات " الليغا الاسبانية".