قال المختار الهراس، عالم اجتماع مغربي، إن 9% من الشباب المغربي الذي يتراوح عمره بين 15 و29 سنة يقرؤون الصحافة المكتوبة بصفة منتظمة، وأن 37% يقرؤونها بصفة غير منتظمة، في حين لا يقرأها نحو 47 % الصحافة نهائيا. مؤكدا على أن ثمة أزمة ثقة بين الشباب المغربي والصحافة. وأضاف الهراس الذي قدّم دراسة حول علاقة الشباب بوسائل الإعلام، أمس بالرباط في لقاء صحفي نظمته هيئة الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع، استعمال الشباب المغربي للأنترنيت يركز على الدردشة وتحميل الأغاني والأفلام، مشيرا إلى أن هناك 24 نوعا من أنواع الاستعمالات. إلى ذلك، أكد الهراس الذي أشرف على الدراسة برفقة 18 طالبا في علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط أن الشباب المغربي يشاهد القنوات الأجنبية بنسبة تقارب 60 في المائة، في حين تصل نسبة المشاهدين للقنوات الوطنية إلى نحو 40 في المائة. وقال الهراس إن الشباب المغربي يتعاطف بشكل كبير مع الصحافي المهني، ويتفهم ظروف عمله، ويؤمن أن أداة مهمته بشكل جيد مرهون بمناخ ديمقراطي ملائم، وبحرية أكثر. من جهته، كشف رشيد جنكاري، صحفي، في دراسة له حول التكنولوجيات الجديدة والانترنيت أن 10 ملايين مغربي يستعملون الأنترنيت، منهم 7,2 مليون يستعملون الفايسبوك، 48% منهم أعمارهم تتراوح بين 18 و24 سنة. وأوضح جنكاري أن حجم التجارة الرقمية بالمغرب لا تتعدى 300 مليون درهم، وأن مستعملي الهاتف النقال يصل إلى 32 مليون، في حين لا يتجاوز مستعملي الهاتف الثابت 7,3 مليون مغربي. أما عبد السلام فضيل أستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، فقد ركز على نموذج المقاولة الصحفية المغربية، وأكد أنها تعاني من هشاشة ترجع إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج ومشكل التوزيع وضعف الاشتراك واحتكار الإشهار. وأكد فضيل أن الورق وحده يكلف الجريدة المغربية ما بين 40 و50 في المائة من نسبة التكلفة العامة لإنتاج الصحيفة، في حين لا تتعدى نسبة الاشتراك 30 في المائة في أحسن الأحوال. وكشف فضيل أن الصحف المغربية تعاني من وضعية مالية هشة، إذ لا تتعدى رقم معاملات المقاولات الصحفية بالمغرب رقم مليون درهم، وهو رقم ضعيف جدا مقارنة مع تجارب الدول المتقدمة. وأوضح فضيل كذلك أن الإشهار في المغرب ضئيل وغير متوازن، يحتكره في الغالب الإعلام التلفزي ثم الإذاعي، ناهيك عن مشكل المنافسة الذي أضحى يطرحه الانترنيت.