قدمت هيئة إدارة الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع، في ندوة صحفية اليوم الإثنين بالرباط، نتائج بعض الدراسات التي أنجزها الحوار الوطني حول عدد من جوانب الإعلام المغربي. وهمت هذه الدراسات التي سيتم نشرها على الموقع الالكتروني للهيئة، " اقتصاد الإعلام بالمغرب" و"المقاولة الصحفية" و"التكنولوجيات الجديدة والأنترنت" و"الشباب ووسائل الإعلام: الاستعمالات والتطلعات" (دراسة كمية ونوعية ميدانية)، و"الأوضاع اليومية للمهنيين وتنظيمهم كمهن"، و"التكوين الأساسي والتكوين المستمر لفائدة الصحفيين". وأبرزت الدراسة حول "اقتصاد الإعلام بالمغرب" أهمية رفع رقم معاملات الإشهار، وضرورة إعادة هيكلته بالمغرب باعتبار أن الأرقام المسجلة خلال سنة 2008 تقارب 500 مليون درهم في الصحافة المكتوبة، 70 في المائة منها بالقطاع الخاص و30 في المائة بالقطاع العمومي. وبخصوص "المقاولة الصحفية"، أشارت الدراسة إلى ضرورة اعتماد نموذج اقتصادي جديد للمقاولة الصحفية مبني على التشخيص الأولي حول تكاليف الانتاج والتوزيع والجانب القانوني والإداري، داعية إلى إجراء إصلاحات للنموذج الاقتصادي للصحافة المكتوبة ولاسيما فيما يتعلق بإعادة تنظيم شبكة التوزيع وإدخال التكنولوجيات الحديثة وإحداث نقط جديدة للبيع. وأبرزت دراسة "التكنولوجيات الجديدة والأنترنت" دينامية السوق المغربية في هذا المجال، وهامش الحرية التي تتميز بها المملكة في استخدام هذه التكنولوجيات، في محيطها الجهوي والارتفاع المطرد لمستخدمي التكنولوجيات الجديدة والأنترنت وتأثيرها الإيجابي على وسائل الاتصال والاعلام، مشيرة في هذا الإطار إلى بعض المبادرات التي ساهمت في هذه الدينامية من قبيل استراتيجية " المغرب الرقمي 2013"، وبرنامج "إنجاز" وغيرها. وفي ما يتعلق ب"الشباب ووسائل الإعلام: الاستعمالات والتطلعات"، فقد أظهرت دراسة في هذا الشأن أن فئة الشباب تركز اهتمامها في ما يخص استعمال الانترنيت على " مواقع الدردشة والتحميل "، مسجلة في هذا الصدد " عزوفا لدى الشباب في زيارة المواقع المؤسساتية ". كما كشفت الدراسة أن استعمال الهاتف المحمول لا يزال يقتصر عموما على الوظائف الأساسية. وسجلت الدراسة أن نسبة 4ر57 من الشباب يشاهدون الفضائيات الأجنبية مقابل 40 بالمائة فقط بالنسبة للقنوات الوطنية، فيما تظل قراءة الشباب للصحف والمجلات والجرائد "ضعيفة جدا" لأسباب متفاوتة منها "أزمة الثقة وعدم الاهتمام بمواضيع الشباب والاقبال على وسائل أخرى من قبيل الإذاعات والانترنيت ". على صعيد آخر، أظهرت دراسة حول "الأوضاع اليومية للمهنيين وتنظيمهم كمهن"، أن مسار وتكوين الصحفي المهني يؤثر على عمله اليومي ووضعيته الاعتبارية على أكثر من صعيد، مبرزة على الخصوص الصعوبات التي يعاني منها الصحفي في الوصول إلى مصادر الخبر وكذا ظروف اشتغاله اليومي، وفي وضعيته المادية، فضلا عن الخط التحريري للمقاولة الصحفية. وفيما يتعلق ب"التكوين الأساسي والتكوين المستمر لفائدة الصحفيين"، كشفت دراسة في هذا المجال، على الخصوص، أن سوق التكوين "واعد" بالمغرب حيث تظل عروض العمل أكبر من الطلب، داعية المؤسسات العمومية والخاصة على السواء إلى استيعاب حاجيات المقاولة الصحافية بالنظر إلى دينامية المشهد الإعلامي وإشراك المهنيين في التكوين. من جهة أخرى، أعلنت الهيئة أن دراسة مقارنة يجري إنجازها حول التأطير القانوني لحرية التعبير والصحافة. وكانت الهيئة قد عقدت 21 جلسة حوار و15 يوم دراسي وندوتين صحفيتين، مع الفاعلين الأساسيين في القطاع. وتجري المنسقية العامة للحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع لقاءات مع قيادات الأحزاب السياسية الممثلة في هيئة إدارة الحوار، على أساس المذكرات التي وافت بها هذه الأحزاب هيئة إدارة الحوار الوطني.