رصد استطلاع متضمن في دراسة حول “الأطفال والشباب ووسائل الإعلام في المغرب”، عجز القنوات الوطنية على استقطاب الأطفال المغاربة، حيث كشف أن أكثر من نصف هذه الفئة العمرية يفضلون متابعة القنوات الأجنبية . وحسب الدراسة، التي نشرتها، أمس الخميس، منظمة الأممالمتحدة للطفولة “اليونيسيف”، فإن 58 بالمائة من الأطفال المغاربة، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و14 سنة، يشاهدون القنوات الدولية، فيما تتوزع باقي النسب على القنوات المغربية، استحوذت منها القناة الثانية على نسبة 29 بالمائة، تليها القناة الأولى بنسبة 8.5 بالمائة، ثم قناة المغربية بنسبة 2.5 بالمائة. وأوضحت دراسة اليونيسيف أن هذه البيانات الكمية أكدتها أيضا نتائج المسح الوطني الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط، التي وجدت أن معدل مشاهدة التلفاز بالنسبة للأطفال المغاربة هو 3 ساعات مشاهدة في اليوم، وهو ما يمثل 43.6 بالمائة من أوقات فراغهم، في حين يخصصون حوالي ساعتين يوميا للعب، مع ساعة إضافية بالنسبة للفتيان مقارنة بالفتيات. وعن مكانة الأطفال في الإعلام السمعي البصري بالمغرب، فقد توصلت الدراسة إلى أن معدل الوقت المخصص للأطفال ضمن شبكة البرامج لا يتجاوز ساعتين في اليوم، وهو وقت غير كاف، وهذا الشيء نفسه ينطبق كذلك على الصحافة المكتوبة الورقية والرقمية، التي تبقى النسبة المخصصة للأطفال من المضمون الإعلامي اليومي الذي تقدمه ، حسب الدراسة، ضعيفة جدا. محتويات المادة الإعلامية المخصصة للأطفال والشباب كذلك غير كافية، حيث سجلت الدراسة انخفاض حجم الإنتاج الموجه للأطفال على مستوى البرامج التلفزيونية، مؤكدة على عدم وجود توازن بين برامج الترفيه والتربية، مع هيمنة البرامج الترفيهية، التي تكون عادة عبارة عن رسوم متحركة، مقارنة بالبرامج التربوية، في حين أن الأفلام الوثائقية والبرامج الخاصة بالمسرح لا تحظى بحيز زمني كبير ضمن شبكة البرامج. وسجلت” اليونيسيف” غياب لصحافة متخصصة في الطفولة، والتي من شأنها أن تسمح للطفل بأن يكون مركز المضامين التي تنشرها، سواء تعلق الأمر بمضامين تربوية وتثقيفية أو نفسية وترفيهية، وكذا النقص الحاصل في المقالات الخاصة بالأطفال ضمن مضامين وسائل الإعلام المكتوبة، والتي تهدف إلى تثقيف قراء الغد ومساعدتهم كي يصبحوا مستقلين. وأظهرت الدراسة أنه حتى بالنسبة للصحافيين الذين يشتغلون على موضوع الطفولة ليست لهم دراية ”كافية” بحقوق الطفل، خصوصا الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث خلصت إلى أن أقل من 50 بالمائة من الصحافيين بالمغرب يطلبون الإذن من الآباء قبل الحديث مع أطفالهم أو نشر صورهم ، رغم أن أغلبية هؤلاء الصحافيين لهم وعي بضرورة احترام حقوق الطفل. وذكرت الدراسة أن هذه الملاحظات عكستها أيضا آراء الجمهور الشاب، الذي جرى استطلاع آرائه (رجال ونساء)، والتي أكدت أن هذه الفئة تقضي 30 دقيقة في اليوم لمشاهدة التلفاز، وليس لها اهتمام مباشر بالإذاعات، حيث صرح أكثر من نصف الشباب (54 بالمائة)، أنهم لا يفضلون هذه الوسيلة من الإعلام، بينما ذكر 58 بالمائة أنهم يقرأون الصحافة المكتوبة، 36 بالمائة منهم يخصصون أقل من ساعة في اليوم للصحف الورقية، في حين 66 بالمائة من الشباب صرحوا أنهم يخصصون مساحة زمنية محددة في أزيد من ساعة يوميا للولوج إلى الشبكة العنكبوتية، مع الإشارة إلى أن أول استخدام للإنترنت في أوساط الشباب يتم على مستوى شبكات التواصل الاجتماعية (29 بالمائة) تغطي بشكل خاص أنشطة التبادل والدردشة، وصرح 72 بالمائة من الشباب أنهم يتتبعون وسائل الإعلام الرقمية، 54 بالمائة منهم يخصصون أقل من ساعة في اليوم لمتابعة هذه الصحافة الرقمية .