وسط تكتم شديد عن حجم الخسائر، التي سجلها المغرب بسبب الموجة الأخيرة لانتشار فيروس الحمى القلاعية في عدد من مناطق المغرب، والتي استهدفت أكبر أسواق الماشية في المغرب، توصل “اليوم24” إلى معلومات خاصة تؤكد أن خسائر المغرب من الماشية، خلال الأيام الأخيرة، فاقت 400 رأس، وسط اكتشاف بؤرة خوف جديدة في قلعة السراغنة، وسط خوف من تأثير انتشار الفيروس على سمعة المغرب التجارية، وصادراته الخارجية. مصادر خاصة قالت ل”اليوم 24″، نهاية الأسبوع الجاري، إن خسائر المغرب من “القطيع الوطني” بلغت 421 رأسا بسبب فيروس الحمى القلاعية، حيث سجلت في منطقة سيدي بنور سبع بؤر موزعة على أربع جماعات، أودى فيها الفيروس بحياة 66 بقرة و154 خروف، أما في منطقة الفقيه بنصالح، فسجلت أربع بؤر إصابة بالحمى القلاعية، أودت فيها بحياة 98 بقرة و103 خرفان، وهي أكبر أسواق توريد المغرب من المواشي، ما أدخل الخوف إلى قلوب مربي المواشي. وفي السياق ذاته، أوضح المصدر نفسه أن المصالح البيطرية وصلت، أمس السبت، إلى بؤرة جديدة في منطقة قلعة السراغنة، لا تزال الأبحاث حول قطيعها جارية، وسط تخوفات من تأثير انتشار فيروس الحمى القلاعية على سمعة المغرب الخارجية، وفرض البلدان، المستوردة منه، لإجراءات تفتيشية إضافية على منتوجاته، خوفا من تسلل الفيروس إلى أراضيها. ولقحت المصالح البيطرية أزيد من 500 ألف رأس من الأبقار ضد هذا المرض، أي ما يمثل 17 في المائة من مجموع رؤوس الأبقار، كما ينتظر أن يصرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية تعويضات للمربين، الذين تم إتلاف قطيعهم بسبب الحمى القلاعية، كما تنص على ذلك التشريعات، في شهر فبراير الجاري. ومن بين الإجراءات، التي يتم القيام بها من أجل القضاء على البؤر، والحد من انتشار المرض، تنظيف، وتطهير الضيعات المعنية بمواد مطهرة، واحترام تدابير السلامة البيولوجية لدخول، وخروج الأشخاص منها، وكذا إتلاف، ودفن جميع الأبقار، والحيوانات الحساسة للمرض الموجودة في الضيعة المعنية، مبرزا أن المكتب سيقوم في السياق نفسه بدفع التعويضات المالية للفلاحين عن ماشيتهم، ابتداء من شهر فبراير، وفق القوانين الجاري بها العمل في هذا المجال. وتختلف قيمة التعويض حسب نوع وسن وصنف الماشية وتراعي أسعار السوق. يذكر أن مرض الحمى القلاعية يعتبر مرضا فيروسيا، يصيب الماشية، ولا ينتقل إلى الإنسان، وهو معد بالنسبة إلى الحيوانات، خصوصا الأبقار، كما أن استهلاك المواد الحيوانية من لحم، وحليب، ومشتقاته، لا يشكل أي خطر على صحة المستهلك.