طلبت حليمة العسالي، القيادية في حزب الحركة الشعبية، في شكاية وضعتها، أول أمس، لدى المحكمة الابتدائية بالرباط تعويضا قدره 200 مليون سنتيم، ضد كل من عبدالقادر تاتو، منسق حزب التجمع الوطني للأحرار بالرباط، والحسين الكرومي، نائب عمدة الرباط، الذي تم تجميد عضويته في الحركة الشعبية، بسبب تسريب مكالمة هاتفية بينهما تتضمن اتهامات أخلاقية في حقها. وقالت العسالي ل”أخبار اليوم”، إنها وضعت “شكاية مباشرة” أمام النيابة العامة بالرباط، وطلبت 200 مليون كتعويض مادي، معتبرة أن هذا “التعويض غير كاف”، نظرا إلى الضرر المعنوي الذي لحقها. وعبرت القيادية الحركية عن أسفها لصدور “كلام سيئ” في حقها من طرف عبدالقادر تاتو، الذي كان قياديا في الحركة الشعبية، قائلة: “هذا الشخص لي فضل كبير عليه وهو يعرف ذلك، ولكنه اختار أن يقابل الفضل بالطعن في الظهر”. وبخصوص الكرومي، قالت إنها تابعته، أيضا، لأنه هو الذي سجل المكالمة التي تم تسريبها في ظروف غامضة بالتزامن مع انعقاد دورة المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية في 1 دجنبر 2018. التسجيل الذي مُدّته بضع دقائق، انتشر بقوة في أوساط حزبية منذ مساء الجمعة 30 نونبر 2018، عشية دورة المجلس الوطني للحركة التي خصصت لانتخاب المكتب السياسي الجديد، ويتضمن حديثا هاتفيا بين عبدالقادر تاتو، والحسين الكرومي، واتهامات أخلاقية لكل من الأمين العام للحركة الشعبية امحند العنصر، وحليمة العسالي، عضو المكتب السياسي للحزب. تاتو، برلماني حركي سابق، وعضو مكتب سياسي سابق، غادر الحركة وترشح للانتخابات البرلمانية لسنة 2016 باسم الأحرار، لكنه لم يفز. تم تعيينه بدعم من رشيد الطالبي العلمي، منسقا للحزب في الرباط. أما الكرومي، فهو برلماني سابق، تنقل منذ سنوات بين العديد من الأحزاب، ومؤخرا جُمدت عضويته في الحركة الشعبية، وبقي يشغل منصب نائب عمدة العاصمة. المكالمة التي كانت بينهما جرت قُبيل الانتخابات البرلمانية لسنة 2016، حيث كان تاتو يسعى إلى الحصول على تزكية للترشح باسم التجمع الوطني للأحرار.. وفي سياق الحديث، قال الكرومي لمخاطبه، إنه يتواصل مع أحد منافسيه المرتقبين، هو سعيد التونارتي، الذي كان منتخبا محليا في الرباط، وأن هذا الأخير يريد الحصول على تزكية من الحركة الشعبية للانتخابات البرلمانية. وأبلغ الكرومي مخاطبه أن حليمة العسالي اتصلت بالتونارتي وأبلغته بأنها تدعمه، وأن المهم بالنسبة إليها هو ألا يفوز عبدالقادر تاتو. وهنا بدأ الأخير في توجيه اتهامات أخلاقية للعسالي، (تتحفظ الجريدة عن نقلها حرفيا)، وتحدث عن علاقتها بالعنصر ساخرا من وصفها بالمرأة الحديدية. ويبدو أن الكرومي هو الذي سجل المكالمة، بهاتفه، لكن ظروف تسريبها غامضة. الكرومي لجأ إلى اتهام شخص كان يشتغل معه بسرقة هاتفه ووضع شكاية ضده، بأنه هو من سرّب تسجيلات من هاتفه، لكن مع ذلك، قالت حليمة العسالي إن الكرومي هو من سجل المكالمة، ما يشكل “سوء نية”، كما أنها تعتبر بأن الهدف من التسريب، هو “المس” بعرضها وبعائلتها لأهداف سياسية، تتعلق برهان المجلس الوطني الذي ترشحت فيه لائحتان، الأولى دعمتها حليمة، والثانية قادها محمد الفاضلي. وعلمت “أخبار اليوم” أن هناك وساطات جرت للتصالح، حيث تمت اتصالات بين قيادات من الأحرار والحركة لطي الموضوع، لكن حليمة رفضت التنازل بسبب “المس بالعرض والعائلة”، واعتبرت بأنه لا مشكلة لديها مع حزب الأحرار، لكن مشكلتها مع تاتو والكرومي. مصادر كشفت أن مستقبل تاتو في حزب الأحرار أصبح مهددا بسبب هذه الدعوى. وفي انتظار تفاعلات جديدة لهذه القضية ينتظر أن تحدد المحكمة جلسة المحاكمة في الأيام المقبلة.