يروج في أوساط حزبي التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية منذ، مساء الجمعة الماضي، تسجيل صوتي مثير للجدل، لمكالمة هاتفية تم تسريبها من مجهول، يوجه فيها شخص يفترض أنه عبدالقادر تاتو، البرلماني الحركي السابق، الذي يتولى حاليا منصب منسق حزب الأحرار في العاصمة الرباط، اتهامات أخلاقية لكل من الأمين العام للحركة الشعبية امحند العنصر، وحليمة العسالي، عضو المكتب السياسي للحزب. التسجيل يهم مكالمة قيل إنها تمت بين كل من الحسين الكرومي، نائب عمدة الرباط، الذي تم تجميد عضويته في الحركة الشعبية، وعبدالقادر تاتو، ويعود إلى اتصال هاتفي جرى بينهما قُبيل الانتخابات البرلمانية لسنة 2016، حيث كان تاتو يسعى إلى الحصول على تزكية للترشح باسم التجمع الوطني للأحرار، بعد مغادرته للحركة الشعبية. وفي سياق الحديث، قال الكرومي لمخاطبه، إنه يتواصل مع أحد منافسيه المرتقبين، هو سعيد التونارتي، الذي كان منتخبا محليا في الرباط، ويريد الحصول على تزكية من الحركة الشعبية للانتخابات البرلمانية. وأبلغ الكرومي مخاطبه أن حليمة العسالي اتصلت بالتونارتي، وأبلغته بأنها تدعمه، وأن المهم بالنسبة إليها هو ألا يفوز عبدالقادر تاتو. وهنا بدأ هذا الأخير في توجيه اتهامات أخلاقية للعسالي، وتحدث عن علاقتها بالعنصر ساخرا من وصفها بالمرأة الحديدية. “أخبار اليوم”، اتصلت بحليمة العسالي، فكان ردها، أنها ستلجأ إلى القضاء إذا صحت هذه الاتهامات، معتبرة أن كلا من الكرومي وتاتو، لم يعد تربطهما أي صلة بحزب الحركة الشعبية، ومتسائلة باستياء عن سبب استهدافها بأمور تمس عرضها. من جهة أخرى، علمت “أخبار اليوم”، أن الحسين الكرومي، أبلغ مقربيه بأن هاتفه تعرض للسرقة، وأن شخصا يقوم بابتزازه، بنشر معطيات فيه، وفي اتصال معه، صباح أمس، قال الكرومي ل”أخبار اليوم”، إنه يوجد لدى الشرطة لإيداع شكاية ضد شخص قام بتسريب أمر آخر، لكنه رفض التعليق على مكالمته المسربة مع تاتو. وحاولت “أخبار اليوم” الاتصال بتاتو، لكن هاتفه لا يرد. وعن أسباب تسريب هذه المكالمة المسيئة، تبين من خلال التقصي الذي قامت به الجريدة، أن هناك ثلاث فرضيات، إما أن الأمر يتعلق بجهة داخل الحركة الشعبية، هي التي قامت بالتسريب وتسعى إلى استعماله ضد العسالي، في إطار تصفية حسابات، خاصة أن الترسيب تزامن مع عقد دورة المجلس الوطني للحزب لانتخاب المكتب السياسي للحزب نهاية الأسبوع، حيث أشرفت العسالي على إعداد لائحة، حازت على أغلبية المقاعد، ضد لائحة محمد الفاضلي. والفرضية الثانية، هي أن الأمر يتعلق بتصفية حسابات داخل التجمع الوطني للأحرار، وأن الهدف من التسريب، هو دفع قيادة الأحرار للتخلص من عبدالقادر تاتو، بسبب اتهاماته الخطيرة للحليف العنصر، ومعه حليمة العسالي. أما الفرضية الثالثة، فهي أن هناك فعلا عملية سرقة وابتزاز يتعرض لها الحسين الكرومي، (نائب عمدة الرباط)، من شخص يُقال إنه كان يشتغل معه وسرق هاتفه وعدد من وثائقه الخاصة ويقوم بابتزازه. وتأتي هذه الاتهامات بعد أسابيع على نشر مواقع إلكترونية لخبر عن زواج حليمة العسال بالعنصر، لكن إدارة حزب الحركة الشعبية استنكرت هذا الخبر، واعتبرت أنه “ادعاءات كاذبة ولا أساس لها من الصحة، حيث تروج لزواج وهمي ومتخيل”، و”نية مبيتة في التشنيع والاستهداف المباشر لشخصه وموقعه السياسي كأمين عام للحزب”، وانتقدت ما اعتبرته استهدافا مجانيا لحرمة الأسر والأشخاص .