تسبب عشاء جمع مستشارين بمجلس مدينة الرباط، في تأجيج الصراع بين أعضاء حزب الحركة الشعبية، بعد أن احتج عدد منهم على حضور المحسوبين على تيار عبد القادر تاتو، وإقصاء عدد من الأسماء الحركية، التي كانت تطالب بإعادة الحسين الكرومي إلى صفوف الحركة. وحسب مصدر مطلع، فإن العشاء جاء بمبادرة من رئيس مقاطعة حسان، ادريس الرازي، وحضره مدير ديوان العمدة ولعلو، ومستشارون من الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي، وحزب الاستقلال، فيما تغيب عنه مستشارو العدالة والتنمية، بعد أن كان الهدف منه هو الحسم في حالة «البلوكاج» التي تعرفها البلدية إثر حرب الإقالات التي عجز فيها العمدة فتح الله ولعلو عن اتخاذ قرار بإقالة نوابه، وإعادة النظر في التفويضات. وحسب المصادر ذاتها، فإن عددا من الأسماء الحركية احتجت بشدة على عودة تاتو للواجهة، ولوحت باللجوء إلى جمع توقيعات منتسبي الحزب من أجل المطالبة بإقالته من منصب المنسق الإقليمي للحزب، وذلك من خلال بوابة المرأة القوية بالحركة، حليمة العسالي. وربطت المصادر نفسها هذا التحرك بخيبة الأمل التي مني بها تيار الكرومي، بعد الرسالة التي رفعت للأمين العام امحند العنصر، والتي حملت توقيعات 15 مستشارا جماعيا بمجلس مدينة الرباط، وهي الرسالة التي التمست من العنصر إعادته للحزب بعد أن غادره غاضبا إثر منح التزكية لتاتو في الانتخابات التشريعية. وكشفت المصادر أن هذه الرسالة، التي لم تحقق النتيجة المتوخاة منها بعد أن أبدى العنصر تحفظه إزاء هذا الملتمس، وعبر عن عدم قبوله له، مشيرا إلى أن الكرومي غادر الحزب بعد أن فتح له بابه، ولم يكتف بذلك بل نشر غسيل صراع مع عبد القادر تاتو، الذي تطور إلى اتهامات بخيانة الأمانة، مما أثر على صورة الحزب، علما أن عددا من المستشارين كانوا قد هددوا في وقت سابق بتقديم استقالتهم في حالة عودة الكرومي إلى صفوف حزب السنبلة.