انطلقت حملة الكليمونتين بشكل متأخر هذا العام، وذلك بسبب البطء الحاصل بشكل كبير في نضج الثمار، ما سبب بالتالي سلسلة من النكسات. في السياق ذاته، كان سببا في تأخر منتجات الكليمونتين، هطول الأمطار بشكل كبير في عدة مناطق يتم فيها إنتاج هذا النوع من الحمضيات، ما أدى إلى منع عمليات القطف، دون إغفال ما شهده المغرب من إضراب واسع الانتشار بين أصحاب شاحنات نقل البضائع، والذي كان مساهما بشكل غير مباشر في ما حل بهذه المنتجات. وبالتالي فإن الحملة الخاصة بمنتجات “الوهرانية”، تأخرت بما بين ثلاثة وأربعة أسابيع، مقارنة بالعام الماضي، أخذا بعين الاعتبار أيضا أن هذه المنتجات توزع على كل من السوق الخارجية والمحلية، وأيضا تتجه نحو معامل الصناعات الغذائية. وتم تقدير التأخير الحاصل في تصدير الكليمونتين في العاشر من شهر نونبر الماضي، بنسبة قدرها 50 في المائة، حسب المهنيين في القطاع، وقبل أيام قليلة قدرت هذه النسبة في 10 في المائة، وبالتالي فإن الصادرات بلغت في 2018 184 ألف طن، مقابل 208 ألف طن صدرت في العام الماضي، حسب موقع ميديا 24. وفي الأسواق المحلية المغربية، وصلت كميات كبيرة دفعة واحدة، وكان سعر فاكهة “الوهرانية” قبل أيام مقدرا بما بين 0.10 و0.30 درهم للكيلوغرام الواحد عند البيع بالجملة. لكن رغم هذا السعر البخيس للكليمونتين في أسواق الجملة المغربية، كان سعره لدى بائعي الخضر والفواكه بالتقسيط، بما بين 5 و8 دراهم، أي أنه يقفز بشكل كبير رغم وضع الإنتاج الصعب، ما يعني أن عمليات البيع يجب أن تكون من الناحية المبدئية أقل بكثير. ويبقى السعر بالجملة حسب بعض المهنيين يؤشر على أمر واحد، وهو أن عمليات البيع تلك تمت بلا أرباح تذكر، وليس هذا فحسب، بل أكد آخرون أن أطنانا من فاكهة الحمضيات هذه كان مصيرها التلف. لذلك يبقى الوضع مثيرا للقلق، والوضع اليوم يبقى حسب الفاعلين في قطاع إنتاج “الوهرانية” غير مناسب للمنتجين والمستهلكين على حد سواء. ورغم الخسائر في الأسواق المحلية التي وصلت حد إتلاف أطنان لم تعد صالحة للبيع والاستهلاك، كان هناك تدارك نسبي عبر التصدير، رغم أنه هو الآخر لم يكن في مستوى تطلعات المنتجين. ويجب التذكير بعد كل هذه المعطيات أن نظراء منتجي الكليمونتين المغاربة في إسبانيا، يعيشون نفس الوضع غير المريح، الناتج عن التأخر الكبير في الإنتاج.