تزامنا مع استمرار محاكمة نشطاء الحراكات الاجتماعية، في الحسيمة وجرادة ومناطق أخرى، تظاهر عدد من الحقوقيين، صباح اليوم الأحد، وسط العاصمة الرباط، منددين بما وثفوه بالعودة القوية للاعتقال السياسي في المغوب، رافعين شعارات المطالبة بالحرية، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين. محمد الهايج، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، قال في تصريح ل”اليوم 24″، إن مسيرة اليوم هي تقليد سنوي، للفت الأنظار للانتهاكات الحقوقية التي يعيش المغرب على وقعها، معتبرا أن هذه الانتهاكات شهدت في الآونة الأخيرة نوعا من التزايد، الذي يثير قلق الحركة الحقوقية، وسط إجماع عن وجود تراجعات، فالاعتقالات التي عرفها المغرب حسب قوله، في الريف وجرادة وصلت إلى حد “لا يمكن القبول به”، والأحكام جاءت في كثير من الأحيان “ظالمة وجائرة”، مشددا على أن عودة الاعتقال السياسي مظهر من مطاهر التراجع التي يقف الحقوقيون اليوم لوقفه. وأكد الهايج على أن الحقوقيين اليوم، يطالبون بوقف حملات الاعتقالات، ووقف الاستدعاء والاستنطاق للنشطاء بمختلف ألوانهم، وآخرهم الفنان بزيز الذي استدعي على خلفية تدوينة، نشرها على الفيسبوك، بالإضافة إلى مطالبة الدولة بالتنفيذ الكامل لتوصيات هيئة الإنصاف والمصالحة. مصطفى المانوزي، رئيس المنتدى المغربي من أجل الإنصاف والمصالحة، اعتبر أن مسيرة اليوم فرصة للتذكير بالملفات العالقة، منها ملفات الاختفاء القسري التي لا زال بعضها عالقا، وتحتاج الدولة للتدخل، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير لعدم تكرار انتهاكات حقوق الإنسان. وفي ذات السياق، يقول محمد الزهاري، الحقوقي والأمين العام للتحالف الدولي للحقوق والحريات فوع المغرب، إن مسية اليوم احتجاج عن أوضاع حقوق الإنسان في البلاد، ودعوة لتطبيق توصيات هيئة الانصاف والمصالحة، والتي بقيت دون تطبيق، منها استمرار الافلات من العقاب، والاعتداء على حقوق الإنسان السياسية، والمدنية، خصوصا في صفوف المدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين.