من المرتقب أن تكون الحدود المغربية الإسبانية أولى محطات تنزيل مضامين الميثاق الدولي، من أجل هجرة آمنة ومنتظمة ومنظمة، والذي اعْتُمد يوم أمس الاثنين بمدينة مراكش من قبل 180 بلدا تقريبا، قبل المصادقة عليه في مقر الجمعية العامة بالأمم المتحدة في الأيام المقبلة؛ إذ تتوقع الحكومة الإسبانية أنسنة الحدود مع المغرب وجعلها ذكية قبل نهاية الثلث الأول من السنة المقبلة. وفي انتظار رد فعل الرباط، قررت حكومة مدريد نزع الأسلاك الشائكة الحادة من السياجات الحدودية الفاصلة بين الداخل المغربي والمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، بعد 6 أشهر تقريبا من الدراسات والاستشارات بخصوص نموذج الحدود “الأقل دموية” بعد أحداث السنوات الأخيرة التي تحرج مدريد أمام المنظمات الدولية الحقوقية. وزير الداخلية الإسبانية، فيرناندو غراندي مارلاسكا، كشف قبل سفر رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، إلى مراكش للمشاركة في القمة، في حديث غير رسمي مع الصحافيين الإسبان، أن حكومته قررت نزع الشفرات الحادة من السياجات. بالمقابل، سيتم رفع علو السياج الحدودي في بعض المناطق الحساسة التي تعبر بوابة رئيسة للمهاجرين المرابطين في الجانب المغربي، إلى جانب تثبيت كاميرات الكشف الحرارية عن الحركة أكثر تطوراً من الكاميرات الحالية. أبرز أن الحكومة تنتظر الانتهاء من تحضير تقرير بهذا الخصوص قبل رفع المقترح إلى المجلس الوزاري للمصادقة عليه في الشهور الأولى من السنة المقبلة، حسب صحيفة “إلبيريودكو”. على صعيد متصل، كشفت مصالح الإنقاذ في البحرية الإسبانية وصول 671 مهاجرا سريا إلى الجنوب يومي السبت والأحد الماضيين، من بينهم مغاربة. إذ وصل 453 مهاجرا إلى ميناء مدينة مالقة وقاديس ومتريل، أول أمس؛ فيما تم إنقاذ 218 آخرين على مستوى بحر البوران. مصادر موازية كشفت وصول 18 مهاجرا مغربيا أول أمس الأحد إلى ميناء قاديس، حيث اعتقلوا من طرف الأمن الإسباني، قبل أن يتم إطلاق سراحهم. كما علم لدى مصدر عسكري، أن وحدات لخفر السواحل تابعة للبحرية الملكية المغربية قدمت المساعدة، يوم السبت الماضي، على مستوى رأس المدارات الثلاثة قرب الناظور، ل 72 مرشحا للهجرة السرية، من بينهم 53 من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء و19 من آسيا، يوجد من ضمنهم نساء وأطفال.