في الوقت الذي ساد فيه الاعتقاد بأن الحكومة الإسبانية الاشتراكية تراجعت عن وعدها بنزع الأسلاك الشائكة الحادة غير الإنسانية من السياجات الحدودية الفاصلة بين الداخل المغربي ومدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، بسبب “تحفظ” السلطات المغربية على هذا الإجراء الإسباني الأحادي، في عز ضغط الهجرة السرية بشمال المملكة، خوفا من تشجيع المزيد من المهاجرين الأفارقة على التقاطر على المغرب؛ كشفت تسريبات جديدة أن الحكومة الإسبانية، حسمت في أمر نزع الأسلاك الحادة “عاجلا وليس آجلا”، وتعويضها بمشروع “الحدود الذاكية وعسكرة الحدود” مع المغرب. وأضافت أن تقريرا تقنيا جديدا بخصوص الحدود الذكية الجديدة مع المغرب، وضع فوق طاولة وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، وينتظر توقيعه عليه، وتنزيله على أرض الواقع في أقرب وقت ممكن. التسريبات ذاتها أوضحت أن الوزير الإسباني وفريقه تريثوا قبل تنزيل وعدهم، خوفا من إمكانية أن تتحول حدود سبتة ومليلية إلى “منطقة غير آمنة، وتُعرِّض التعاون مع المغرب للخطر”. وبدل ذلك، كلفوا فريقا تقنيا بتحضير تقرير لدراسة مختلف البدائل الممكنة للأسلاك الشائكة الحادة. ووفق صحيفة “الكونفيدينثيال ديجيتال”، فإن الفريق انتهى من صياغة التقرير. التقرير طرح بدائل ذات طابع تقني وبشري. الشق التقني يضم “نظاما أمنيا متكاملا”، يفرض إجراء تغيرات مهمة على السياجات الحدودية مع المغرب، من بينها: اعتماد حدود ذكية بديلة للحدود التقليدية الحالية التي تعتمد بشكل كبير على العنصر البشري، وذلك من خلال تثبيت كاميرات مرتبطة بخدمة “الويفي”، والتي تسمح بإرسال في الحين لصور حصرية إلى القيادة المركزية وإلى مخافر الأمن من أجل تسهيل تحرك وتدخل عناصر الحرس المدني والشرطة قبل فوات الأوان. إلى جانب أن الأجهزة التكنولوجية الجديدة المعتمدة، ستسمح أيضا بالكشف السريع عن هويات مستعملي المعابر الحدودية. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تشييد مراكز مراقبة جديدة في أكثر نقاط السياجات حساسية. “إن الهدف هو تشييد حدود ذكية للاستفادة من التغييرات التي سيتم إدخالها بعد نزع الأسلاك الشائكة”، يقول وزير الداخلية الإسباني. أما الشق البشري، فيتمثل، حسب المصدر ذاته، في عسكرة الحدود مع المغرب، لضمان حضور أكبر عدد للعناصر الأمنية. إذ سيتم رفع عدد مختلف العناصر الأمنية المكلفة بمراقبة السياجات والمعابر الحدودية إلى 1000 عنصر. مصدر من الداخلية الإسبانية أوضح أن الهدف من رفع عدد الأمنيين هو “وجود ثقوب أمنية حاليا نريد سدها من خلال هذه الإجراءات الجديدة”. وأضاف أن عملية عسكرة الحدود بدأت، موضحا: “شرعنا في إرسال المزيد من العناصر (إلى سبتة ومليلية) والذين سيضمنون الأمن في الحدود سواء بوجود الأسلاك أو بغيرها”. فيما كان وزير الداخلية الإسباني أكد قائلا: “سأفعل كل ما يمكن لإزالة الأسلاك الشائكة”، مبرزا أن نزعها سيتم “على الفور”، دون تقديم تاريخ محدد.