بعد معارك إعلامية متلاحقة، بات مؤكدا أن الصراع السياسي بين عزيز أخنوش، رجل الأعمال ووزير الفلاحة والصيد البحري ورئيس التجمع الوطني للأحرار، وبين محمد زيان، وزير حقوق الإنسان السابق ونقيب المحامين ومنسق الحزب الليبرالي المغربي، قد انتقل إلى ساحة القضاء والقانون الجنائي. زيان صرح في حديث مع ” اليوم24″ أنه علم من خلال رجال أمن في الرباط بأن شكاية وضعت ضده من قبل وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، وأضاف أن اتصالا جرى بينه وبين وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرباط، أكد فيه الأخير أن النقيب زيان “موضوع شكاية وبحث”. وضربت الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بالرباط للنقيب زيان موعدا بعد عيد المسيرة الخضراء، “لقد قالوا إن علي الالتحاق بمقر الفرقة بعد ذكرى المسيرة الخضراء لتقديم الأجوبة حول موضوع الشكاية”. وأضاف “لم يخبروني بموضوع الشكاية، لكن وكيل الملك قال لي إنها وضعت باسم وزارة الفلاحة”. ويفترض أن يكون أخنوش قد حصل على إذن مسبق من قبل رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، كما ينص القانون على ذلك، من أجل رفع دعوى قضائية ضد منسق الحزب الليبرالي المغربي، النقيب محمد زيان. وكان عزيز أخنوش بصفته وزيرا للفلاحة والصيد البحري، قد توعد النقيب زيان في غشت الماضي برفع شكاية ضده بعد تصريحات للأخير حول ما اعتبره “تلاعبات في المال العام” المخصص للفلاحين لترقيم مواشيهم، واعتبرها أخنوش “تصريحات ليست في محلها”. وردا على خطوة وزارة الفلاحة، قال النقيب زيان “من حق أي مواطن رفع شكاية ضد أي مواطن آخر”، وأردف “لكن إذا ظلمني، سأرفع ضده شكاية بوشاية كاذبة، لن أفلته”. وأكد “أن الكفاح مستمر، والفصل بيننا هو القضاء”. موقع “الحياة اليومية” المقرب من الحزب الليبرالي المغربي كان أول من أعلن الخبر حول وجود شكاية رفعها أخنوش ضد النقيب زيان، دون أن يحدد مضمون الشكاية، مؤكدا أنه “من المنتظر أن يتم الاستماع إلى وزير حقوق الإنسان السابق من طرف الشرطة القضائية بالرباط مباشرة بعد ذكرى المسيرة الخضراء، والتي تصادف يوم الثلاثاء 6 نونبر”. وأضاف الموقع الإلكتروني التابع للحزب أن القضية ستعرف فصولا مثيرة، حيث يتوقع أن يتم الكشف عن وثائق مهمة قد تعري الاختلالات المالية التي قام بها أخنوش، والذي أصبحت تشير إليه الأصابع، بدءا من ملف المحروقات والدعم الحكومي، ثم ملف المغرب الأخضر وملفات أخرى”. وسبق للحزب الليبرالي المغربي أن أصدر عدة تقارير، منها تقرير حول “تلاعبات” في أسعار المحروقات تبين لاحقا أنها صحيحة بموجب تقرير برلماني أعدته لجنة مهمة برلمانية، ثم تقارير أخرى تتعلق بالمخطط الأخضر، وخصوصا تمويل الفلاحين لترقيم خرفان عيد الأضحى. ويتعرض النقيب زيان لملاحقات مستمرة من قبل أكثر من جهة بسبب مواقفه وتصريحاته المثيرة للجدل، وذلك منذ أن تصدر الدفاع عن الصحافي توفيق بوعشرين المدير المؤسس ل”اليوم24″.