خسائر بشرية ومادية تسببت فيها الأمطار الرعدية بضواحي مراكش، مساء يوم الجمعة المنصرم، فقد لقي موظفان تقنيان بالمديرية الإقليمية لوزارة الفلاحة بالرحامنة حتفهما، بعد أن جرفت السيول السيارة رباعية الدفع، التي كانت تقلهما إثر انتهائهما من إجراء معاينة ميدانية لإحدى الضيعات الفلاحية بدوار “لمتاكَيل البئر الجديد”، بالجماعة الترابية “الجعافرة”، بقيادة “أولاد اتميم”. واستنادا إلى مصدر محلي، فما إن عبرت السيارة قنطرة صغيرة بمسلك طرقي، حوالي الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم نفسه، حتى جرفتها السيول و يتم العثور، في البداية، على التقني الأول، ويسمى أحمد الحجوي (61 سنة)، وهو جثة هامدة عالقة بسِدرة (شجرة النبق) على بعد أكثر من 3 كيلومترات، فيما ألقت السيول بجثة الموظف الثاني، وهو تقني في نهاية عقده الثالث حديث العهد بالالتحاق بوزارة الفلاحة، على بعد حوالي 8 كيلومترات من القنطرة. ومساء اليوم نفسه، جرفت السيول أسرة مكونة من ثلاثة أشخاص لأكثر من 3 كيلومترات، قبل أن يلقى طفل، لا يتجاوز عمره ثماني سنوات، مصرعه، بينما نجت الأم وابنتها من موت محقق وجرى نقلهما للمستشفى الإقليمي بابن جرير، الذي ظلا ينتظران فيه لأكثر من ساعتين من أجل نقلهما لإحدى المستشفيات العمومية بمراكش لإجراء فحص بالرنين المغناطيسي (سكانير). وبجماعة “أولاد دليم”، التابعة لعمالة مراكش، لقيت فتاة تبلغ من العمر 24 سنة مصرعها، مساء اليوم عينه، بسبب صاعقة رعدية أصابتها حين كانت تحاول مساعدة شقيقها الأصغر، الذي كان مكلفا برعي أغنام العائلة، قبل أن تحاصرها الأمطار الرعدية، التي ضربت المنطقة ابتداءً من الساعة الخامسة من بعد زوال اليوم نفسه، وترديها الصاعقة قتيلة. وقد انتقلت عناصر الدرك الملكي و الوقاية المدنية إلى موقع الحادث بدوار “الجامع”، ليتم نقل جثة الضحية إلى مستودع حفظ الأموات بمراكش، لإخضاعها للتشريح الطبي، فيما تم فتح تحقيق أمني في شأن ظروف وملابسات الوفاة. وحاصرت التساقطات المطرية التي شهدها دوار “لكراولة” تلميذين بجماعة بوشان بالرحامنة، لمدة فاقت الساعة، قبل أن تتدخل عناصر الوقاية المدنية لإنقاذهما وتنقلهما إلى مقر سكناهما. كما أسفرت التساقطات الرعدية الغزيرة عن خسائر كبيرة في القطاع الفلاحي بإقليم الرحامنة، وأدت إلى شل حركة السير والجولان بالعديد من الطرق المعبدة والمسالك الطرقية بمختلف المناطق القروية بالإقليم، الذي انقطع فيه التيار الكهربائي بجماعات: آيت حمو، أولاد عامر تيزمارين، بوشان، الطلوح، عكرمة، بلدية سيدي بوعثمان. وبجماعة “بوشان”، بالإقليم نفسه، كانت نصف ساعة من الأمطار كافية لمحاصرة السكان داخل منازلهم، وتسربت المياه إليها، مخلفة خسائر مادية كبيرة في الأفرشة والتجهيزات المنزلية، كما جرفت سيول وادي “الجويهل” الأغراس والأشجار المثمرة بدوار “اعزيب سي حمو”. وتحدث العديد من سكان جماعة “الجعافرة” عن خسائر فلاحية فادحة، إذ جرفت السيول عددا كبيرا من المغروسات والنباتات والمزروعات، وكبدت الساكنة أضرارا كبيرة في تجهيزات الأراضي المخصصة للسقي بالتنقيط، مطالبين بتدخل عامل الإقليم والمسؤولين المركزيين لجرد الخسائر الفلاحية المسجلة وتقديم المساعدات للأسر المتضررة.