قال القيادي في حركة نداء تونس، خالد شوكات، إن حزب الرئيس الباجيقائد السبسي سيصبح في صفّ المعارضة، بعد "عاصفة" الاستقالات التي ضربته في الآونة الأخيرة، والتحاق عدد من نوابه بكتلة "الائتلاف الوطني" حديثة التأسيس، مقدّمًا في الوقت نفسه اعتذاره إلى الشعب التونسي. وأعلن 9 نواب من حزب "نداء تونس"، الاستقالة من الكتلة البرلمانية للحزب والالتحاق بكتلة "الائتلاف الوطني"، ما جعل عدد أعضاء الكتلة البرلمانية ل"نداء تونس" يتراجع إلى 47، ويرتفع بالمقابل عدد أعضاء كتلة "الائتلاف الوطني" إلى 42 ليشكل مع حركة "النهضة التونسية" (68 عضوًا) أغلبية في البرلمان. ونقلت إذاعة "موزاييك" المحلية، عن شوكات، قوله، إن حزبه يفضّل أن يكون في المعارضة، على أن يتحمّل تبعات حكومة "لا تحترم قواعد الديمقراطية وأعرافها، ولا تحترم برنامج الحزب الأساسي الذي ساهم في تشكيلها"، حسب قوله. وأضاف شوكات: "سنعتذر من شعبنا ونصارحه بالحقيقة، ونعود إلى قواعدنا لنستعد للاستحقاقات المقبلة الداخلية والخارجية على السواء". وتابع قائلًا: "على من يتوارى عن الظهور إلى العلن ويتحمل مسؤولية الحكم، وعلى من خرج من النداء لأنه لامنا على التوافق مع النهضة طيلة السنوات الماضية، أن يكشف عن وجهه الحقيقي وأن تكون لديه الشجاعة في توقيع شراكة أقل ندّيّة وأكثر تبعيّة مع الإسلاميين". واعتبر شوكات أن خروج نداء تونس إلى المعارضة سيسقط الكثير مما وصفها ب"الأقنعة"، وسيكشف "إلى أي حدّ قاومنا حتّى نحافظ على التوازن السياسي، وسيعرف الرأي العام الفرق بين الشريك القوي، والأجير الذي يسدي الخدمات بأقل من الأجر الأدنى"، وفق قوله. وأردف قائلًا: "سيعرف حقيقة هؤلاء الذين طالما صدَّعوا رؤوسنا بأحاديث عن النمط الحداثي المهدد، واستعدادهم اللامشروط ليكونوا مجرّد موظفين عند أصحاب السلطة الحقيقيين"، في إشارة واضحة إلى حركة النهضة الإسلامية. وأضاف أنّ السياسة في ظل الديمقراطية هي أن تقبل بقواعد اللعبة، فمرّة في الحكم، وأخرى في المعارضة، وفق تعبيره. واتهم حزب "نداء تونس"، في بيان بوقت سابق، رئيس الحكومة يوسف الشاهد، ب"الانشغال بالمناورات السياسية وشق وحدة الأحزاب والكتل البرلمانية، بدلًا من التركيز على مشاكل البلاد". وحسب بيان الحزب، فإن "الشاهد استقبل مجموعة من نواب كتلة نداء تونس في مقرات الدولة بقصر الضيافة في قرطاج، ليطلب منهم الاستقالة من الكتلة والالتحاق بكتلة الائتلاف الوطني". ويعيش حزب "نداء تونس" أزمة داخلية انفجرت بسبب خلاف حاد بين مديره التنفيذي حافظ السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، ووصل الخلاف حد التراشق بالتصريحات وتبادل التهم.