سيجد طلبة كلية الطب والصيدلة التابعة لجامعة عبدالمالك السعدي بطنجة، للسنة الثالثة على التوالي أنفسهم محرومين من متابعة تحصيلهم المعرفي والتكويني في ظروف ومواصفات ملائمة، بسبب تعثر إتمام أشغال تهيئة مرافق الكلية، وبنيتها التحتية في الموعد المحدد، وهو ما سيحتم عليهم متابعة دراستهم برسم الموسم الجامعي الجديد في مدرج واحد، مع الاستعانة بقاعات ومكاتب مؤسسات جامعية مجاورة. ويتعلق الأمر، بحسب المعطيات التي حصلت عليها «اليوم24»، بنحو 400 طالب يشكلون ثلاثة أفواج، السنة الأولى والثانية والثالثة، حيث سيتعين عليهم كلهم استغلال مدرج واحد انتهت به أشغال التجهيز، وذلك بمعدل فوجين في اليوم، بمعدل أربع ساعات في الحصة عن طريق نظام المناوبة، في حين يتعين على طلاب الفوج الثالث انتظار اليوم الموالي لشغور المدرج. وكشفت مصادر جامعية للجريدة أن أساتذة كلية الطب والصيدلة بطنجة، وعددهم نحو 20 بروفيسورا يدرسون مختلف تخصصات علوم الصحة، لا يتوفرون على مكاتب قارة لحدود الساعة، إذ يستغلون مكتبا واحدا بشكل مشترك فيما بينهم في كلية العلوم والتقنيات، (FST)، كما أن مختبرات الدروس التطبيقية ليست جاهزة، نظرا لتأخر ربط الكلية بالماء والكهرباء، وتعثر انتهاء الأشغال النهائية. وليس هذا فحسب، إذ في الوقت الذي ينتظر أن تبدأ حصص التداريب الاستشفائية يوم الاثنين المقبل، فإن مستشفيات المدينة لا تتوفر على قاعات للدروس والتداريب الميدانية، ويتعلق الأمر بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس، ومستشفى محمد السادس، وجهة طلبة الطب برسم السنة الثالثة، ومستشفى القرطبي الذي سيستقبل طلبة السنة الرابعة ابتداء من العام المقبل. وبخصوص أسباب تأخر افتتاح كلية الطب والصيدلة بطنجة، عزت مصادر الجريدة الأمر لعدة أسباب، في صدارتها بطؤ إنجاز الأشغال النهائية، محملين المسؤولية لوزارة التجهيز صاحبة المشروع، وولاية جهة طنجة بصفتها المشرفة على الأشغال، ورئاسة الجامعة، إضافة إلى شركة “أمانديس”، التي تأخرت في ربط الكلية بالكهرباء والماء والتطهير، غير أن مصادر إدارية من هذه الأخيرة، عزت الأمر إلى انتظار توصلها بمستحقاتها المالية وفقا للإجراءات المعمول بها. ومن بين الأمور المعيقة في افتتاح كلية الطب، تأخر المجلس الحكومي في المصادقة وتعيين عميد جديد للكلية، بعد انتقاء اللجنة العلمية ثلاثة مرشحين في مباراة التباري وتقديم أسمائهم إلى وزارة التعليم العالي، وذلك خلفا للدكتور نورالدين الأمين العلمي، الذي صادق المجلس الحكومي على تعيينه كأول عميد لهذه المؤسسة الجامعية المحدثة في مارس 2013، دون أن يتمكن طيلة مدة انتدابه من ولوج فضاء كلية الطب والصيدلة التي عين بها في 8 ماي 2014. من جهة أخرى؛ يطرح تأخر افتتاح كلية الطب والصيدلة في وجه الطلاب للسنة الثالثة على التوالي، وضعا نشازا على الصعيد الوطني والدولي، إذ كيف يمكن لطلبة الطب لم يتمكنوا خلال السنتين الأولى والثانية، من اجتياز حصص الدروس التطبيقية، ويتعذر عليهم تلقي التداريب الميدانية في السنة الثالثة، نظرا إلى افتقار المستشفيات لقاعات الدروس، الحصول على شهادة الدكتوراه في الطب في نهاية مسار علمي ارتكز، أساسا، على الدروس النظرية فحسب. تجدر الإشارة إلى أن كلية الطب والصيدلة بطنجة، تضم تشكيلة من أساتذة علوم الصحة في تخصصات مختلفة؛ الجراحة العامة، والقلب، والرئة، والأمراض الباطنية، والجهاز الهضمي، وجراحة الأعصاب، والغدد، والبيولوجي، وأمراض النساء والتوليد، والإنعاش، وجراحة الأطفال، وجراحة العظام، بحسب مصادر الجريدة..