يواجه عدد من الحجاج المغارب مصيرا مجهولا بسبب غياب المؤطرين المرافقين لهم، الذين تخلوا عنهم تاركين إياهم في الخلاء ليلا. حاج يبكي بعد أن تاهت زوجته عنه منذ أربعة أيام مضت، ومرضى افترشوا الأرض في انتظار أي "مسؤول" من البعثة لمساعدتهم، قصص مأساوية كشف عنها فيديو تم نشره عبر اليوتوب، يتضمن رسالة إلى أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، والملك محمد السادس للتدخل من أجل إنصافهم. وحكى حجاج في الفيديوهات التي تم نشرها عبر اليوتوب أن حجاجا تاهوا في الطريق بين عرفات ومزدلفة ومنى، ومسنون يستعملون كراسي العجزة، لم يجدوا من يأخذ بيدهم للبحث عن حافلة تعيدهم إلى الفندق، بالإضافة إلى الإهمال، وسوء الخدمات المقدمة إليهم من طرف البعثة المغربية. معاناة حقيقية لحجاج رمت بهم الأقدار في يد مؤطرين اختفوا عن الأنظار، مسنون أميون لم يستطيعوا أداء كل المناسك بسبب جهلهم لها، وبسبب غياب المؤطرين الذين من المفترض أن يرافقوهم على طول أيام الحج، حيث رمى البعض حجرة واحدة، ورمى آخرون 21 "حصية" في جهل لكيفية أداء الشعائر. "لا مسؤول ولا مؤطر، لا مطوف، ولا حتى راية مغربية.." يقول الحجاج مستنكرين ما يحدث خلال الحج. ويظهر في الفيديو حاج مسن، لم يستطع إتمام مناسك الحج بسبب التعب الذي جعله طريح الفراش دون تقديم المساعدة إليه، فيما اشتكى آخرون من "الجوع"، حيث ظل الحجاج ليومين متتاليين بدون أكل. وأظهر فيديو آخر أزيد من 1500 حاجا وحاجة تائهين في الخلاء ليلا، -حسب صاحب الفيديو-،بعد أن أخلوا خيامهم بأمر من البعثة، وتخلت هذه الأخيرة عنهم. وتتكرر المآسي التي يعيشها الحجاج كل سنة، خاصة تخلي البعثات الرسمية المرافقة لهم، والتي يُفترض فيها أن تقدم الدعم والمساعدة لهم، بداية من لحظة وصولهم إلى موعد عودتهم لبيوتهم. وتتخلل أيام الحج منذ سنوات وقفات احتجاجية للتنديد بسوء ورداء الخدمات التي تقدمها البعثة المغربية للحجاج، والإهمال الذي يطالهم خلال تأدية مناسك الحج، دون أن تتخذ الوزارة الوصية الإجراءات المناسبة.