احتجاجا على ظروفهم المزرية وبعضهم لم يؤد المناسك في مزدلفة لم يقو العشرات من الحجاج المغاربة على السيطرة على أعصابهم، إثر تعاقب المآسي التي لحقتهم بسبب إهمال وتقصير مسؤولي البعثة الرسمية وانعكاس ذلك على أجواء مناسك الحج.وخرج عشرات المغاربة المنتمون إلى مدن الجهة الشرقية وبرشيد والسمارة واليوسفية وتمارة والرباط وطنجة والبيضاء وغيرها من المدن،للتعبير عن احتجاجهم يوم النحر بمدينة منى، إذ احتلوا جزءا كبيرا من شارع سوق العرب كما افترش بعضهم الأرض أمام الخيام تنديدا بما عاشوه من ظروف مزرية للإقامة، سيما أن بعضهم بات في العراء، واحتمى آخرون ببنايات المراحيض بعد أن وجدوا أنفسهم بدون خيام. ولم يتوقف الاحتجاج على سوء الإيواء، بل تعداه إلى الحرمان من النزول بمزدلفة باعتباره شرطا واجبا لصحة مناسك الحج، إذ لم يتمكن عشرات الحجاج المغاربة من النزول بالمشعر الحرام لأداء صلاة المغرب والعشاء جمع تأخير وقصرا في يوم تاسع ذي الحجة، كما لم يتمكنوا من التقاط حصيات رمي الجمرات، ما يترتب عنه أداء فدية قدرها 430 ريالا سعوديا لكل حاج لم يستطع النزول بمزدلفة مباشرة بعد تحقق مغرب يوم عرفات. وعزا حجاج مغاربة أسباب ما حدث إلى قلة الحافلات واهتراء بعضها ما منع عنهم إكمال شعائر الحج، ودفع الكثيرين منهم إلى الاتصال بذويهم بالمغرب لإمدادهم بالأموال لأداء فدية الحج حتى يصبح الأخير صحيحا.وانعكس الإهمال والتقصير الذي لقيه الحجاج على عملية تنظيمهم، فعشرات المغاربة ظلوا تائهين، وبعض الأزواج لم يتمكنوا من معرفة مصير زوجاتهم بسبب سوء التنظيم وتقصير المسؤولين وبعض المطوفين. ووجد المحتجون أنفسهم أمام مرشدين دينيين لا حول ولاقوة لهم أمام المشاكل التي طرحت، إذ لم يستطيعوا إقناعهم أو تبرير اختلالات ومشاكل الإيواء، سواء بسبب تفاوت مستوى الفنادق بمكة رغم تادية الحجاج للتكلفة نفسها المحددة في 34 ألف درهم لكل حاج، وأيضا بسبب عدم وضوح وجود دفتر تحملات من عدمه.واضطر الحجاج الجزائريون واللبنانيون إلى استقبال عدد من الحجاج المغاربة وإيوائهم، كما تجند شباب مغاربة وجمعوا تبرعات وقدموا الدعم النفسي والمادي لفائدة المحتجين.ودفعت احتجاجات المغاربة وترديدهم شعارات وقراءتهم اللطيف إلى حضور نائب القنصل العام للمملكة المغربية بجدة ومسؤولي وزارة الحج السعودية وقوات الأمن دون أن تتدخل.وشهد ثاني أيام التشريق ازدحاما كبيرا أثناء رمي الجمرات، ولم يعرف بعد مصير التائهين، كما لم يظهر مسؤولو البعثة المغربية إلى الحج، مفضلين ترك الأمور تسير على حالها.