كان حجاجنا المغاربة الميامين يوم عيد الاضحى بين خيارين احلاهما مر، فإما أن يحرموا من اداء بعض المناسك وخاصة النزول بالمزدلفة الذي يعتبر شرطا واجبا لصحة مناسك الحج، وينامون في العراء، ويسيرون على الأقدام إلى عرفات بغط الطرف عما إذا كان الحاج صغير السن أو مسنا عاجزا عن تحمل مشاق الطريق، وغيرها من المعاناة الناتجة عن سوء التسيير والإهمال ولامبالاة مسؤولي البعثة المغربية الرسمية،وبين التعبير عن الاستياء والاحتجاج والاعتصام مما يتعارض و قول الله تعالى" ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) وحسب مصادر المسائية العربية فإن بعض الحجاج المغاربة لم يتمكنوا من العثور على خيمتهم مما اضطرهم للمبيت في العراء، كما تسبب الازدحام وسوء التنظيم في افتراق الزوج عن زوجته، وبدلا من الانكباب على قضاء المناسك والعبادة، أصبح شغلهم الشاغل معرفة مصير المختفون والمختفيات من الحجاج، ولم تكن المعاناة مقتصرة على ظروف النقل والإيواء بمنى وعرفات بل انطلقت معاناة البعض منذ اليوم الأول من وصولهم إلى مكة، حيث خرج مجموعة كبيرة من حجاج مدينة مراكش للاحتجاج على ظروف السكن، وحرمان بعضهم من حاجياته وحقائبه. وتجدر الإشارة إلى أن ما حدث هذه السنة من اختلالات في التنظيم وإهمال للحجاج وغياب للبعثة الرسمية ليس وليد الساعة، فقد تكررت هذه المشاكل وتفشت وأضحت تقليدا لصيقا بالمغاربة دون غيرهم من البلدان العربية، حيث توفر كل وكالة لحجاجها وسائل النقل الكافية، ويحظى ضيوف الرحمان بالعناية الكافية، في حين نجد حجاجنا تائهين بين الخيام، بعيدين كل البعد عن مسجد الحرام، محرومين من جلسات التوعية وخدمات المطوف، حاملين أمتعتهم في المطار داخل حاويات الأزبال، مضطرين للانتظار الساعات الطوال في ساحة خارج المطار تحت رحمة شمس حارقة، وأسعار مواد غذائية مرتفعة، وازدحام شديد، ولا يتأتى لهم سوى قراءة اللطيف والدعاء للغير بالهداية والصلاح.