ما الذي يخطط له المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء والرئيس الألماني الأسبق، هورست كوهلر، في ظل التطورات والتحركات السياسية والاجتماعية التي تعرفها الدول/الأطراف المعنية بقضية الصحراء في الأسابيع الأخيرة؟ إذ كشفت معطيات جديدة أنه، على عكس المبرمج خلال اجتماع مجلس الأمن في أبريل الماضي، طلب كوهلر من الأممالمتحدة أن يقدم إحاطة إلى مجلس الأمن الأسبوع المقبل، بخصوص نتائج الزيارة التي قام بها أواخر شهر يونيو الماضي إلى العاصمة الجزائر ومخيمات تيندوف، وموريتانيا، والرباط ومدن سمارة والعيون والداخلة. علما أن الهدف من تلك الجولة الثانية التي شملت الصحراء بعد الجولة الأولى في أكتوبر الماضي التي لم يزر فيها الصحراء، كان جس النبض والضغط على الأطراف المعنية بنزاع الصحراء للعودة إلى طاولة المفاوضات من جديد، تطبيقا لتوصيات قرار مجلس الأمن الأخير 4241 الذي ألح على ضرورة البحث عن حل للنزاع عن طريق مفاوضات مباشرة، والتي على أساسها سيبنى التقرير الذي سيقدمه المبعوث الأممي لأعضاء مجلس الأمن في أواخر أكتوبر المقبل، تاريخ نهاية مهلة 6 شهور المنصوص عليها في القرار الأخير. ومن المنتظر أن يقدم كوهلر أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي، نتائج الاتصالات الأخيرة المباشرة وغير المباشرة مع أطراف النزاع، بما في ذلك خلاصات الزيارة الأخيرة. ولم تكن إحاطة كوهلر مبرمجة في جدول أعمال مجلس الأمن قبل شهر أكتوبر المقبل، غير أنها أدرجت الأسبوع المقبل بعد طلب شخصي من المبعوث الأممي، وهو الأمر الذي وافق عليه الأعضاء ال15 للمجلس، حسب وكالة الأنباء "إيفي". وعن خلفيات إسراع كوهلر بتقديم النتائج الأولية لاتصالاته مع أطراف النزاع، يعتقد المساوي العجلاوي، الخبير المغربي في الشؤون الصحراوية والإفريقية، في تصريح ل"أخبار اليوم"، أن "مهلة ستة شهور بدل سنة التي منحها مجلس الأمن للمبعوث الأممي لتسليمه تقريرا حول تطورات ملف الصحراء، فيها ضغط على كوهلر أكثر منه على المغرب أو باقي أطراف النزاع". لهذا يرى أن "طلب تقديم الإحاطة قبل تقديم التقرير النهائي في أكتوبر، مقاربة ذكية جدا، وفيه حسابات دقيقة يحاول من خلالها رمي الكرة في ملعب مجلس الأمن للضغط على جميع الأطراف". يتوقع أن تضم إحاطة كوهلر ملاحظات بخصوص التطورات في الصحراء وبعض المشاكل والصعوبات التي تواجه البعثة الأممية في الصحراء، خاصة بعد التصعيد العسكري قبل أسابيع في الكركرات ونقاط أخرى، إلى جانب التجاوزات التي تقدم عليها المليشيات المسلحة التابعة للجبهة الانفصالية في المنطقة، وفق مصادر مغربية وإسبانية. لهذا يوضح المساوي العجلاوي: "يدرك كوهلر أن هناك إشكالا إقليميا كبيرا، ويعرف أنه من الصعب حمل هذا الملف 6 شهور، لاسيما وأن هناك تحولات قوية تشهدها جميع الأطراف المعنية". إلى جانب أن كوهلر ذا الطابع الألماني العملي "يريد أن يبرز لمجلس الأمن أنه يعمل ويتحرك من أجل دفع أطراف النزاع للعودة إلى طاولة التفاوض"، كما جاء في القرار الأخير لمجلس الأمن، حسب العجلاوي. المغرب يربح «جوكر» آخر بالأممالمتحدة التغيرات التي تعرفها هيئة الأممالمتحدة منذ يناير 2017 أتت بما تشتهيه سفن الدبلوماسية المغربية. إذ بعد تعيين السياسي والحقوقي البرتغالي المقرب من الاشتراكيين المغاربة، أنطونيو غوتريس، أمينا عاما للأمم المتحدة، في يناير 2017، كشفت معطيات جديدة أن الممثل السامي الجديد لتحالف الأممالمتحدة للحضارات لن يكون سوى ميغيل آنخيل موراتينوس، وزير الخارجية الأسبق، الذي استقبله الملك محمد السادس رفقة خوسي رودريغيو ثباتيرو، رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، يوم الاثنين الماضي، لمدة 45 دقيقة، في جو عائلي، في قصر مرشان بطنجة بمناسبة عيد العرش. وسيتم الإعلان الرسمي عن تقلد موراتينوس للمنصب الجديد في الأسابيع المقبلة، لاسيما وأنه كان من المنتظر أن يعين في مارس الماضي، غير أن طلبا من الممثل السامي لتحالف الحضارات للأمم المتحدة، القطري ناصر عبد العزيز، بتأخير موعد مغادرته منصبه الحالي لأسباب شخصية حال دون ذلك، حسب صحيفة "الكونفيدينثيال" الإسبانية. المصدر ذاته أوضح أن ترشيح موراتينوس لهذا المنصب حظي بدعم المغرب ومجموعة من الأطراف الأممية الأخرى. ويعتبر موراتينوس، إلى جانب ثاباتيرو، وفيليبي غونثاليث، قائد الانتقال الديمقراطي الإسباني، من بين أكثر الشخصيات السياسية الإسبانية ارتباطا بالمغرب، والتي تربطها علاقات جيد بالقصر الملكي. المساوي العجلاوي وصف دخول موراتينوس إلى الأممالمتحدة ب"الربح الكبير للمغرب".