صدر حديثاً بإيطاليا كتاب يحمل عنوان "لي ماروكيناتي.. واقعة اغتصاب جماعي"، وهو من توقيع الكاتب إميليانو تشوتي، المزداد سنة 1973، والذي يشغل رئيس جمعية ضحايا "الماروكيناتي". ويطلق مصطلح "ماروكيناتي" بإيطاليا (ماروكينو يعني مغربي بالإيطالية)، على حوادث اغتصاب جماعي لجنود يشاع أنهم مغاربة رغم أن بينهم سينغاليون و جزائريون وجنود من جنسيات أخرى كانوا يحاربون باسم فرنسا في الحرب العالمية الثانية. ويسلط الكتاب، الذي يبلغ عدد صفحاته 226 والمعروض في السوق بسعر 18 أورو أي حوالي 200 درهم، الضوء على فترة تعتبرها إيطاليا أحد الفترات المظلمة في تاريخها. ويعتبر الكاتب أن هذا الكتاب يؤرخ لفترة تراجيدية مؤلمة " مظلمة ومخجلة من جهة، ومن جهة أخرى ينقل للأجيال الجديدة الإهانات التي تعرضت لها النساء الإيطاليات إبان الحرب العالمية الثانية". وينقل الكاتب شهادات حية، عبر إيطاليا، لنساء عايشن تلك الفترة، ويستعرض فيه من بين الأمثلة، شهادة أنونسياتا جيليي، شقيقة أحد الضحايا التي قضت في هذه الأحداث عن عمر 14 سنة وذلك بعدما تعرضت لاغتصاب الجماعي من طرف قوات تحارب بإسم فرنسا. وفي سنة 1944، منح قائد القوات الفرنسية حينها، وهو الجنرال أفلونس جوان، للجنود المغاربة ورفقائهم مدة خمسون ساعة من الحرية التامة مقابل تخطيهم خط "غوستاف" الذي أنشأه الألمان والإيطاليون لصد قوات الحلفاء وحماية العاصمة روما. في هذه الفترة بالضبط، وقعت أحداث عنف وسرقة واغتصبت فيها الآلاف من النساء، بعضهن مازلن على قيد الحياة، بينهن قاصرات في عدة بلدات ومدن في مناطق "لاتسيو" و"توسكانا". وكانت أكثر المناطق تضرراً بلدة "إسبيريا" التي تجاوز فيها عدد الضحايا 700 امرأة، بينهن من تعرضن للاغتصاب من طرف عشرات الأشخاص بالتناوب. وكان الروائي والكاتب الإيطالي "ألبيرتو مورافيا" قد تناول هذه الأحداث في رواية أصدرها سنة 1957 تحمل عنوان "لاتشوتشارا" la ciociara ، هذه الرواية تحولت لفيلم يحمل نفس العنوان سنة 1960، من إخراج الإيطالي "فيتوريو دي سيكا" وبطولة الممثلة العالمية صوفيا لورين، وحاز جائزة الأوسكار سنة 1962. وكانت جمعية ضحايا "ماروكيناتي" قد رفعت دعوى قضائية مؤخراً ضد فرنسا، وذلك لمطالبتها باعتذار رسمي وبتعويضات عن الانتهاكات والتجاوزات التي كان قد ارتكبها جنود كانوا يحاربون تحت رايتها.