يرتقب أن تبث قناة "راي" الإيطالية الرسمية، غداً الأحد على الساعة العاشرة صباحاً، مسرحية بعنوان "لاتشوتشارا La ciocciara"، التي تتناول حقبةً مظلمة من تاريخ إيطاليا، تعرضت فيها آلاف النساء للاغتصاب بشكل جماعي على يد الجنود في الحرب العالمية الثانية. وتجسد المسرحية ما يصطلح عليه في إيطاليا وما بات يعرف تاريخياً ب "ماروكيناتي Marocchinate" نسبة إلى "ماروكيني" أي مغربي، ويتناول فيها مخرجها قصة "مهاجمة جنود تحت قيادة الجيش الفرنسي، أغلبهم مغاربة و بينهم أيضا سينغاليون وتونسيون وجزائريون، لقرى إيطالية واغتصابهم لآلاف النساء الإيطاليات". ففي سنة 1944، منح قائد القوات الفرنسية حينها، وهو الجنرال أفلونس جوان، للجنود المغاربة ورفقائهم مدة خمسون ساعة من الحرية التامة مقابل تخطيهم خط "غوستاف" الذي أنشأه الألمان والإيطاليون لصد قوات الحلفاء وحماية العاصمة روما. في هذه الفترة بالضبط، وقعت أحداث عنف وسرقة واغتصبت فيها الآلاف من النساء، بعضهن ما يزالن على قيد الحياة، بينهن قاصرات في عدة بلدات ومدن في مناطق "لاتسيو" و"توسكانا". وكانت أكثر المناطق تضرراً بلدة "إسبيريا" التي تجاوز فيها عدد الضحايا 700 امرأة، بينهن من تعرضن للاغتصاب من طرف عشرات الأشخاص بالتناوب. وكان الروائي والكاتب الإيطالي "ألبيرتو مورافيا" قد تناول هذه الأحداث في رواية أصدرها سنة 1957 تحمل عنوان "لاتشوتشارا" la ciociara ، هذه الرواية تحولت لفيلم يحمل نفس العنوان سنة 1960، من إخراج الإيطالي "فيتوريو دي سيكا" وبطولة الممثلة العالمية صوفيا لورين، وحاز جائزة الأوسكار سنة 1962. واستنبطت فرانشيسكا زامبيللو مخرجة المسرحية، المرتقب عرضها غداً على القناة الخامسة لشبكة راي، أحداث المسرحية من رواية "لاتشوتشارا". ويحكي هذا العمل الفني عن مأساة أم وابنتها (روزيتا تشيزيرا)، تتعرضان للاغتصاب بشكل وحشي جماعي على يد جنود مغاربة يحاربون تحت راية الجيش الفرنسي إبان الحرب العالمية الثانية. وكانت إيطاليا قد شهدت ضجة كبيرة قبل سنة بعدما قرر أحد مخرجي الأشرطة الإباحية تحويل أحداث اعتداءات الجنود المغاربة إلى فيلم بورنوغرافي.