تعرض نصب تذكاري كانت قد أقامته فرنسا للاحتفاء بالجنود المغاربة الذين شاركوا في تحرير إيطاليا من الفاشية إبان الحرب العالمية الثانية، للتحطيم من قبل جهة مجهولة، ليلة السبت الأحد الماضي. وشيدت فرنسا النصب التذكاري، سنة 2002 ببلدة صغيرة تدعى "بونتيكورفو"، تابعة ترابياً لإقليم فروزينوني، بجنوب إيطاليا. ومنذ أن تم تشييد النصب التذكاري لقي معارضة كبيرةً جداً؛ وهناك من اعتبره "وصمة عار"، وذلك لربط وصول الجنود المغاربة، كما يطلق عليهم رغم أن بينهم آخرين من جنسيات مختلفة، إلى هذه المنطقة بأعمال تخريبية و جرائم اغتصاب قام بها هؤلاء الجنود وتركت جراحاً عميقة في المنطقة لا تزال آثارها حتى اليوم. ويطلق الإيطاليون على تجاوزات الجنود الذين اقتحموا أراضيهم خاصة بجهة لاتسيو وتوسكانا، اسم "ماروكيناتي" نسبة إلى مغربي، وتحيل تسمية ماروكيناتي على الأعمال المشينة التي اقترفها هؤلاء الجنود من أعمال عنف واغتصاب للنساء. ففي شهر ماي 1944، منح قائد القوات الفرنسية حينها، وهو الجنرال أفلونس جوان، للجنود المغاربة ورفقائهم مدة خمسون ساعة من الحرية التامة مقابل تخطيهم خط "غوستاف" الذي أنشأه الألمان والإيطاليون لصد قوات الحلفاء وحماية العاصمة روما. وكانت أكثر المناطق تضرراً بلدة "إسبيريا" التي تجاوز فيها عدد الضحايا 700 امرأة. بينهن من تعرضن للاغتصاب من طرف عشرات الأشخاص بالتناوب. على أن فرنسا قررت الاحتفاء بجنود قاتلوا باسمها وطردوا الفاشيين من إيطاليا، وبنت التذكار، لكنه ظل مثار معارضة شديدة من طرف اليمين الإيطالي، وكان أحد المترشحين للانتخابات الجهوية الأخيرة بمقاطعة لاتسيو، قد وعد في حملته الانتخابية بإزالته في حالة صعوده. وتعرض التذكار عدة مرات للتدمير، وقبل أشهر وضع مجهولون رأس خنزير فوقه. 2