شهد المسرح الروماني بمدينة مينتوراي بإقليم لاثينا بإيطاليا، مساء أول أمس الجمعة، عرض مسرحية بعنوان "ماروكيناتي..ما لا يحكيه التاريخ"، والتي تناولت ما يصطلح عليه في إيطاليا باسم "ماروكيناتي"، نسبة إلى "ماروكينو" أي "مغربي"، والتي يقصد بها الإيطاليون "تجاوزات جنود مغاربة في حق نساء إيطاليات" في أربعينيات القرن الماضي. وتم عرض المسرحية على بعد حوالي ثلاثة أشهر على جدلٍ كانت قد شهدته إيطاليا، ووصل صداه إلى ردهات المحاكم، بسبب تحويل هذه الأحداث إلى فيلم "بورنوغرافي"، واحتجاج المجتمع المدني عليه. وتناولت المسرحية التي كتبها كل من "سيموني كيستريكي"، و"أرييلي فيتشينتي" وأخرجها "نيكولا بيستويا"، فترة مظلمة في تاريخ إيطاليا، وتحكي قصة "مهاجمة جنود تحت قيادة الجيش الفرنسي، أغلبهم مغاربة وبينهم أيضا سينغاليون وتونسيون وجزائريون، لقرى إيطالية واغتصابهم للنساء". ففي سنة 1944، منح قائد القوات الفرنسية حينها، وهو الجنرال أفلونس جوان، للجنود المغاربة ورفقائهم مدة خمسون ساعة من الحرية التامة مقابل تخطيهم خط "غوستاف" الذي أنشأه الألمان والإيطاليون لصد قوات الحلفاء وحماية العاصمة روما. هذه الفترة بالضبط، وقعت أحداث عنف وسرقة واغتصبت فيها الآلاف من النساء، بينهن قاصرات في عدة بلدات ومدن في مناطق "لاتسيو" و"توسكانا". وكانت أكثر المناطق تضرراً بلدة "إسبيريا" التي تجاوز فيها عدد الضحايا 700 امرأة، بينهن من تعرضن للاغتصاب من طرف عشرات الأشخاص بالتناوب. وكان الروائي والكاتب الإيطالي "ألبيرتو مورافيا" قد تناول هذه الأحداث في رواية أصدرها سنة 1957 تحمل عنوان "لاتشوتشارا" la ciociara ، هذه الرواية تحولت لفيلم يحمل نفس العنوان سنة 1960، من إخراج الإيطالي "فيتوريو دي سيكا" وبطولة الممثلة العالمية صوفيا لورين، وحاز جائزة الأوسكار سنة 1962.