كثيرا ما تثير كلمة "ماروكينو" بإيطاليا العديد من الحساسيات والنقاشات لدى مختلف الأوساط وعلى جميع الأصعدة وصلت حدود المحاكم في الماضي و مجلس الشيوخ الإيطالي (سنات) في الأسابيع القليلة الماضية. جناية وصف المغربي ب "ماروكينو" يوم 20 مايو سنة 2005 أقرت الغرفة الخامسة بمحكمة النقض الإيطالية أن وصف شخصا ما ب"ماروكينو" يعد جناية حتى ولو كان هذا الشخص مغربيا بحيث تبين للمحكمة أن المقصود من اللفظ ليس الإشارة إلى أصل أو موطن الشخص بقدر ما هو تهجم عنصري الهدف منه الازدراء والإهانة. كما أن وسائل الإعلام الإيطالية بجميع فروعها عادة ما تضع كلمتي "ماروكينو" أو "ماروكيني " (جمع ماروكينو) بين مزدوجتين حتى لا تقف عند الاصطلاح اللغوي للكلمتين بل وأن العديد منها عندما تشير إلى المغاربة تفضل تعبير "المنحدرون من المغرب" أو حتى استعمال "مغربيني" (مغاربيين) بالرغم أن الأمر يتعلق بمواطنين مغاربة وليس مغاربيين. وهو نفس المنحى الذي سارت عليه الهيئات والجمعيات السياسية والثقافية من خلال مختلف بلاغاتها وخطاباتها. فالمغربي بإيطاليا ليس"ماروكينو" كما أن "ماروكينو" ليس دائما مغربي، بل قد يقصد به كل شخص قد يحمل بعض الصفات الفيزيولوجية التي تميز المغاربة وخاصة لون البشرة البني القريب من الأبيض فالمصري أو حتى البنغالي يبقيان "ماروكيني" لدى الإيطاليين بل أن حتى القهوة الممزوجة بالقليل من قشدة الحليب وبذرة الكاكاو أطلقوا عليها اسم "الماروكينو". واحد "ماروكينو" من فضلك... رغم كل الصبغة والدلالة العنصرية لكلمة "ماروكينو" بإيطاليا إلا أنها ارتبطت بالإبداع والاكتشاف في عالم القهوة، فبعد "الإسبريسو" و "الكابوتشينو" المنتشران على الصعيد العالمي أصبح "الماروكينو" في العشر سنوات الأخيرة يلقى إقبالا كبيرا وسط عشاق القهوة بإيطاليا.فالبحث عن كلمة "ماروكينو" بمحرك البحث "غوغل" تحيلك مباشرة على نوع من أنواع القهوة. ورغم أنه لا يمكن الجزم في مصدر علاقة "ماروكينو" بهذا النوع من القهوة ومدى علاقة المغاربة به إلا أن المؤكد أنه تم ترويجه بمدن الشمال الإيطالية وخاصة بمدينة "طورينو" التي تعرف حضورا قويا للجالية المغربية، بل و إن طريقة التحضير تشبه في بعض جوانبها طريقة تحضير القهوة ببعض المناطق المغربية التي تتميز بإضافة بعض التوابل. إلا أن المتفق عليه حاليا أن اسم "ماروكينو" يقصد به اللون الذي يميز هذا النوع من القهوة فالقليل من الحليب الممزوج ببذرة الكاكاو أو القليل من الشكولاطة المذابة يعطيه لونا مميزا يميل أكثر إلى الاسمرار (لون المغاربة). وحتى خلال سنوات الثلاثينات من القرن الماضي أطلق إسم "ماروكينو" على بعض الخيوط الجلدية التي كانت تستعمل في ربط الشعر وذلك دائما للونها، ف"ماروكينو" عند الإيطاليين لون من الألوان. وقد أثارت تسمية هذا النوع من القهوة العديد من التساؤلات فإذا كان اللون هو المعيار لاختيار الأسماء فإن "الإسبريسو" كان من الأجدر أن يتم ربطه بإحدى الدول الإفريقية حيث لون مواطنيها أسود، ثم أن هناك العديد من الطرائف المتداولة خصوصا بين المغاربة من بينها أن أحد المغاربة الذي يعمل نادلا بأحد المقاهي الإيطالية عندما طلبت منه أحد الحسنوات الإيطاليات أن يأتيها بواحد "ماروكينو" لم يجد حرجا في إجابتها أنه رهن الحاجة!!! وفي الأسابيع القليلة الماضية أثار السيناتور الإيطالي "فرانكو أورسي" عن حزب شعب الحرية الحاكم عندما نبهه أحد عمال مقهى مجلس الشيوخ الإيطالي إلى ان الاسم الحقيقي لقهوة "ماروكينو" هو "موريتو" (الأسمر) فقد صرح لجريدة "إلجورنالي" التابعة للمجموعة الإعلامية لبرلسكوني أنه تفاجأ لهذا القرار لأن الجميع يسميه "ماروكينو" فالأمر حسب السيناتور يدخل في إطار أن "لا تقول للأعمى يا أعمى بل قل له يامن لا يرى". ولا يمكن فهم السر الحقيقي وراء التجاء العديد من المحلات إلى محاولة تغيير الإسم فمنذ البداية تمت كتابة "ماروكينو" من غير قهوة حتى لا يقع لبس لدى الزبائن ليعتقدوا أن مصدر القهوة هو المغرب، والآن قد يكون تنامي المعاداة للأجانب وراء استبعاد إسم "ماروكينو" عن هذا النوع من القهوة فحسب "شيزارينو مونتي" سيناتور رابطة الشمال المعادي لكل ما هو أجنبي فإن عدم طلبه ل"ماروكينو" هي "مسألة مبدأ" فلا يمكنه استهلاك سوى ما هو إيطالي مائة في المائة.