أكد امحمد فاخر، أن البداية المتعثرة للرجاء البيضاوي، في مستهل الدوري «الاحترافي»، لا تقلق، ولا تبعثر الأوراق، وليست نهاية العالم، لأن المشوار في بدايته، وأن الحساب سيكون بعد مضي 30 دورة وأضاف أن الفريق لم يكن مؤداه سيئا أمام أولمبيك آسفي، وأولمبيك خريبكة، بل تسيد التباري، وخلق فرصا عديدة للتسجيل، لكن الفعالية لا زالت تنقص المجموعة، رغم تواجد عناصر مجربة، وتعدد الإختيارات البشرية، وتحديدا في خط الهجوم. وأبرز فاخر، في حديثه مع « اليوم 24 »، أن الرجاء عازم عن الدفاع على لقبي الدوري «الاحترافي»، وكأس العرش، وتحقيق نتائج جيدة في دوري أبطال إفريقيا، ومونديال الأندية بالمغرب، شريطة تعامل الحكام بالوجه اللائق مع المواعيد الكروية، وعدم «قتل» الفرجة والمتعة وكبح جماح اللاعبين، في وقت مبكر، لأن اللقاءات تلعب في 90 دقيقة، وليس العكس، كما أبدى تحمله كامل المسؤولية في الإنتدابات التي قام بها، ونفى في نفس الوقت التوفر على النجومية داخل الفريق الأخضر.
بداية، كيف تنظر لمسار الرجاء دفاعا عن اللقب بعد تعثري البداية؟ استعد الرجاء البيضاوي بشكل جيد ومتكامل للمنافسات الكروية الأربعة التي تنتظره، كما رسم التألق والنجاح في كل المباريات الودية، فضلا عن ضمه عناصر مجربة بإمكانها منح الإضافة، والدفاع عن لقبي الدوري «الاحترافي» وكأس العرش، وبالتالي فتعثر البداية غير مقلق، ولا يمكنه أن يقف حجر عثرة في وجه المجموعة التي لم تكن سيئة، بدليل أنها تسيدت اللقاءات بشكل مطلق، وصنعت فرصا عديدة للإحراز، كما أن اللاعبين عسكروا في وسط ميدان أولمبيك آسفي، وأولمبيك خريبكة، لكنهم افتقدوا للفاعلية والحنكة لإتمام العمليات، وترجمتها لأهداف (في شباك الحارسين حمزة حمودي، وهشام العلوش)، لكن مع توالي الجولات سيتم التغلب على هذا العائق، لحسن الحظ أنه أتى في مستهل المسار، ومن هنا لا خوف على بطل الموسم الماضي، والحساب سيكون بعد مضي ثلاثين دورة، وليس بمجرد انصرام جولتي الانطلاقة.
ما هي الأسباب الرئيسية التي جعلت الرجاء يتعثر مع بداية الموسم في رأيك؟ كما قلت لك، أبرز الأسباب تبقى تقنية صرفة، في مقدمتها انعدام الفعالية في الهجوم، الذي تلقى مجموعة من التمريرات الذكية والحاسمة لكنه فشل في إيداعها شباك الخصم، إلى جانب الضغط الممارس على اللاعبين الباحثين عن الإيقاع المفقود في مستهل الموسم الكروي، بغية تحقيق الانطلاقة الصحيحة، والتمهيد للدفاع عن درع الدوري «الاحترافي»، بدليل أن الفريق كان ضحية تسيد المباريات من البداية حتى النهاية، لكنه في الأخير اكتفى بنقطة من أصل ستة، علما أن قاموس الكرة لا يؤمن سوى بالفوز والتعادل والهزيمة، وليس احتكار الكرة، والفرجة، وإهدار الأهداف بشكل غريب، ومن يضيع المحاولات والفرص عليه أن ينتظر تلقي أهدافا معاكسة، كما حدث أمام أولمبيك آسفي، ولوصيكا، في انتظار الانطلاقة، بداية بلقاء نهضة سطات، نهاية الأسبوع الجاري (عن سدس عشر كأس العرش)، ومن بعده أمام «الكاك»، خارج القواعد.
هل الرجاء البيضاوي يعاني من النجومية بين لاعبيه؟ لا أظن ذلك، كل ما في الأمر أن الرجاء البيضاوي يتوفر على عناصر مجربة وجاهزة، بإمكانها أن تخلق التكاملية، وتمنح الإضافة، ومخطئ من يقول بأن لدينا منتخبا وطنيا، أو احتكار جلب الأغلبية المتألقة، وإفراغ الساحة الكروية من لاعبين كان بإمكانهم التوقيع في كشوفات أندية أخرى خلقا للتوازن، والفرجة، وتفادي الفوارق في المستويات، وبالنسبة لي لا أومن بهذه الأفكار، وأمنح الرسمية والأسبقية للجاهز، والمستعد ذهنيا وبدنيا وتقنيا وفنيا، وأيضا حسب طبيعة ومعطيات المواجهات في الدوري «الاحترافي»، وكأس العرش، ومستقبلا دوري عصبة الأبطال القارية، وكأس العالم للأندية، واللاعب الذي يستحق النجومية هو من يمنحك الفوز في المباريات، ويقلب الموازين في كل لحظة، وأحسن فريق من يسير في خط تصاعدي، ويظفر في آخر المسار بالألقاب، ومن هنا كل الأندية الوطنية متساوية، ولا فرق بينها إلا حين التباري على المستيطلات الخضراء.
كيف تنظر للاحتجاجات الرجاوية في بداية موسم صعب؟ الأمر يبدو عاديا ومقبولا في كرة القدم، لأنني ألفت كثرة الاحتجاجات والانتقادات من لدن المحبين والمناصرين، سواء في المباريات الرسمية أو الوديات، أو في التداريب، أو حتى في الشارع العام، وإلا فما قيمة 24 سنة من العمل رفقة مجموعة من الأندية الوطنية. ولا أخفيك أن الانطلاقة الجيدة ستكون قريبا، وأعرف أن الجمهور الرجاوي سيعود إلى المساندة والتحفيز والتشجيع، ولهذا أقدر فيه الحب والتعلق المتين بفريقه، بدليل أنه يبحث عن التألق، وتحقيق النتائج الإيجابية، لكن هذا سابق لأوانه، ولا يمكن الحديث من الآن عن تعقد المأمورية، وضياع اللقب، والتراجع في المستوى، وكما قلت في آخر المطاف سيتحقق المراد والهدف المنشود.
إذن، أنت راض عن التعاقدات التي قمت بها مؤخرا بالرجاء البيضاوي، أليس كذلك؟ أجل، ولا أعاني من أية مشكلة مع الإدارة التقنية، أو المكتب المسير، وأنا أتحمل مسؤوليتي كاملة فيها، وأعرف تماما طبيعة الأسماء التي قمت بجلبها، من أجل خلق التكاملية، ومنح الإضافة، وبالتالي تعبيد الطريق نحو مواصلة الظفر بالألقاب والبطولات. ومع توالي الدورات ستبرز تلك الأسماء، وستساهم في إسعاد الجماهير الرجاوية المتعطشة لانطلاقة صحيحة، على مستوى الدوري «الاحترافي»، وكذا الكأس الفضية (عصام الراقي، وحسن المعتز، وصلاح الدين السعيدي، والمالي إدريسا كوليبالي، والكونغولي كاندا ديو موكوكو، والحارس إبراهيم الزعري، مع تسجإلى جانب العودة المفيدة لإسماعيل بلمعلم، ومروان زمامة).
كيف تنظر للتحكيم بعد مضي دورتين من بداية الموسم الكروي الجديد؟ أتمنى أن يرفع التحكيم الإيقاع في الآتي من الدورات والمواعيد الكروية، وأن يساير الركب، بغية خلق الفرجة، ومعاينة أهداف متعددة، وعدم «قتل» المباريات في وقت مبكر، من خلال كبح جماح اللاعبين، والحد من تألقهم عبر كثرة التوقفات، وقطع المحاولات، والإعلان عن قرارات صعبة قد لا تتلاءم مع مطامح ورغبات الفرق الوطنية، بدليل أن الرجاء البيضاوي عانى الأمرين أمام أولمبيك آسفي، وأيضا أمام أولمبيك خريبكة، حيث إعلان الحكم رضوان جيد عن ضربة جزاء مشكوك في أمرها، رجحت كفة لوصيكا، في حين حرم فريقنا من جزاء لفائدة محسن ياجور، كان بإمكانه أن يغير كثيرا من ملامح اللقاء.
أخيرا، ما هي الأهداف المسطرة رفقة الرجاء البيضاوي خلال الموسم الحالي؟ سندافع عن ازدواجية الموسم المنصرم، والمتجلية في الفوز بلقبي كأس العرش، والدوري «الاحترافي» في نسخته الثالثة، وبلوغ أدوار متقدمة في دوري أبطال إفريقيا، بحثا عن التتويج الذي خاصم الرجاء البيضاوي لفترة، فضلا عن تمثيل وتشريف الكرة المغربية بشكل جيد في مونديال الأندية، وكل هذا سيتأتى بتظافر مجهودات الجميع، وخاصة الجمهور من خلال الدعم والمساندة المطلقة، لأنه كم من فرق فازت ببطولة الخريف، لكنها احتلت في نهاية المطاف مراتب وسطى.