المغرب التطواني الأقرب إلى بلوغ منصة التتويج لم تكن لدي أية نية لاستفزاز جماهير الكاك لن أتنازل عن لقب هداف "البطولة برو" لا علم لي بعرض نادي شنغهاي الصيني حاوره: أحمد منير سرق مهاجم الدفاع الحسني الجديدي والمنتخب التشادي كارل ماكس داني الأضواء هذا الموسم، وأضحى واحدا من نجوم البطولة الوطنية الاحترافية المتميزين،وذلك بفضل أدائه الرجولي وأهدافه الغزيرة والحاسمة صحبة فارس دكالة الذي قاده نحو تحقيق مجموعة من الانتصارات التي مكنته احتلال مرتبة متقدمة ومشرفة في سبورة الترتيب. قبل موسمين فوت مكتب الدفاع المهاجم السينغالي باب لاطير نداي وسط البطولة لفائدة الظفرة الاماراتي،غير أن الصفقة لم يكتب لها النجاح،بعدما أثبتت التحاليل المخبرية إصابة الهداف السينغالي بالفيروس الكبدي الذي حرمه من الاحتراف بالخليج العربي،وتكبد خلالها الفريق الجديدي خسارة مزدوجة،وظل المسؤولون الدكاليون على امتداد موسمين كاملين يبحثون ذات اليمين وذات الشمال عن مهاجم صريح للتكفير عن خطئهم التاريخي،وخلال الميركاتو الصيفي الماضي أفلحوا في التعاقد مع القناص كارل ماكس الذي أنهى العقم الهجومي للدفاع وفرض نفسه من أول مباراة كرقم أساسي داخل الكثيبة الجديدية،بل تحول ابن نجامينا في زمن قياسي إلى قاهر للمدافعين والحراس أيضا،خاصة وأنه يمتاز بالإضافة إلى حسه التهديفي المتفرد،بقامة عالية وبنية جسمانية قوية،وكلها مواصفات تساعده على هز شباك الخصوم بسهولة،ومن مختلف المواقع. في هذا الحوار الممتع،يكشف الدولي التشادي سر الانتفاضة القوية لفرسان دكالة في الشطر الثاني من "البطولة برو"،وحظوظه في المنافسة على الحذاء الذهبي الذي يعد من رهاناته الأساسية هذا الموسم،إضافة إلى حقائق أخرى يبوح بها لأول مرة للقراء الأعزاء. راهنتم على مباراةشباب الريف الحسيمي لتكريس الانتفاضة القوية لفارس دكالة في مرحلة الاياب من البطولة الاحترافية، لكنكم فشلتم في تحقيق ذلك،ما سبب هذا الاخفاق؟ -ماكس داني:صحيح،كما قلت كنا نراهن على مباراة شباب الريف الحسيمي للظفر بثلاث نقاط جديدة،خاصة وأننا كنا نستقبل بأرضنا وأمام جمهورنا ،أولا لتأكيد الانتعاشة القوية التي عرفها الفريق الدكالي في الفصل الثاني من البطولة الوطنية الاحترافية ومواصلة الزحف الطلائعي، وثانيا للثأر بمفهومه الرياضي طبعا من الفريق المنافس الذي كان هزمنا بملعبه في الذهاب،وكباقي المباريات،حضرنا بشكل جيد لهاته المواجهة التي لم تكن سهلة بطبيعة الحال،لأن الفريق الحسيمي كان بدوره يسعى للعودة بنتيجة إيجابية من خارج قواعده لتحسين موقعه في سبورة الترتيب ،وقد باغثنا الفريق المنافس بهدف غير متوقع من كرة ثابتة ،ورغم تخلفنا في النتيجة فقد حافظنا على تركيزنا على رقعة الملعب وتمكننا من تعديل الكفة في الأنفاس الأخيرة من المواجهة. أكيد أن هدفك الأخير في مرمى شباب الريف الحسيمي كلن له طعم خاص لأنه بوأك الصدارة برصيد 13 هدفا إلى جانب لاعب المنتخب الأولمبي وأولمبيك آسفي حمد الله؟ -ماكس داني:كنت سعيدا جدا بهدفي الأخير في شباك شباب الريف الحسيمي ،لأنه قادني لأول مرة نحو صدارة الهدافين مناصفة مع مهاجم أولمبيك آسفي الشاب عبد الرزاق حمد الله،لكن سعادتي لم تكتمل،بعدما أخفق فريقي في احراز نقاط الفوز،ومن ثمة ضيعنا فرصة ثمينة لتذويب الفارق على الأقل عن المركز الثالث الذي يخول لنا المشاركة في إحدى المسابقات الإفريقية السنة القادمة،وسأحاول في المباريات الثلاثة المتبقية من "البطولة برو" تسجيل مزيد من الأهداف اتي من شأنها أن تعزز مكانة فريق الدفاع الحسني الجديدي في طابور المطاردة، وتعبد أيضا طريقي نحو الفوز بلقب بطولة الهدافين الذي لن أتنازل عليه هذا الموسم. تنتظر فريق الدفاع الحسني الجديدي مباراة قوية بأكادير أمام الحسنية التي تصارع من أجل تأمين البقاء في "البطولة برو"،كيف تنظر إلى هاته المواجهة الحاسمة؟ -ماكس داني: في كرة القدم لا شئ مستحيل،ويجب علينا أن نؤمن بحظوظنا إلى آخر دورة،صحيح ضيعنا نقطتين بملعبنا في آخر دورة،لكن باستطاعتنا تعويضهما في الدورات القادمة،بدءا من مباراة حسنية أكادير التي ستتزامن مع الديربي البيضاوي القوي بين الوداد والرجاء،في حالة فوزنا وخسارة الفريق الأخضر،سنقلص الفارق عن هذا الأخير إلى نقطتين،وبعدها سنتقبله في الجولة 29 بملعبنا في مباراة مفصلية لن نرض فيها عن ثلاث نقاط بديلا،للانقضاض على المركز الثالث المؤدي لمنافسات كأس الكاف.أتمنى أن نكون في الموعد في لقاء الحسنية الذي يعد بمثابة الفرصة الأخيرة للدفاع إن هو أراد تحقيق حلم الجماهير الدكالية هذا الموسم. على خلاف مرحلة الذهاب،شكل الدفاع ظاهرة الشطر الثاني من "البطولة برو" بامتياز،بالنظر إلى حصيلته الايجابية وعروضه القوية التي أبهرت المتتبعين للشأن الكروي الوطني،ما الذي تغير داخل المجموعة الدكالية؟ -ماكس داني:كما تعلمون،لم نظهر بمستوى جيد خلال الشطر الأول من البطولة،ومن ثمة أضعنا نقاطا كثيرة،خاصة بميداننا مع أن عطاء الفريق لم يكن سيئا في هاته اللقاءت بشهادة الجميع،لأن في كرة القدم ليس من يقدم مردودا أفضل يخرج منتصرا دائما ،ويمكن القول أن كثرة الإصابات وغياب الاستقرار داخل المجموعة الجديدية كان له تأثير سلبي على أداء ونتائج الدفاع،غير أنه خلال العطلة الشتوية التي أعقبت مرحلة الذهاب،حاول أعضاء المكتب المسير رفقة الطاقم التقني القيام بتشخيص شامل لوضعية الفريق والبحث عن حلول واقعية وملموسة لإخراجه من أزمة النتائج التي كان يتخبط فيها آنئذ،وكانت أولى الإجراءات التي قام بها المسؤولون تنظيم تربص إعدادي خارج مدينة الجديدة،استفدنا منه كثيرا،لأنه مكن المدرب الميلاني وطاقمه المساعد من إعادة النظر في مجموعة من الأمور الفنية والتكتيكية ،والتركيز على الجانب النفسي كذلك لإعادة التوازن إلى النادي،فضلا عن الرفع من منسوب اللياقة البدنية للاعبين،حتى نتمكن من مجاراة إيقاع الأندية الوطنية بشكل جيد في الإياب ،كما أن الانتدابات الوازنة التي قام بها المسؤولون في الميركاتو الشتوي الأخير كانت مقننة ومنحت قيمة نوعية مضافة للفريق الدكالي،بدليل أن ثلاثة منتدبين من أصل أربعة فرضوا مكانتهم الرسمية داخل الدفاع واندمجوا بسرعة داخل المجموعة، وأعتقد أن كل هاته المعطيات فضلا عن الروح الأسرية بين اللاعبين وكذا تلاحم كل مكونات النادي..،ساهمت في هاته الطفرة النوعية للدفاع الذي أصبح يحظى باحترام الجميع داخل البطولة الاحترافية. الملاحظ أن المجموعة الدكالية الحالية لا تتوفر على نجوم كبيرة وأسماء رنانة،لكنها استطاعت أن تفرمل أندية الطليعة التي تتوفر على ترسانة بشرية مهمة،فما السر في ذلك؟ ماكس داني:أولا،كرة القدم هي رياضة جماعية،ولا يمكن للاعب واحد أن يصنع دائما الفارق داخل فريقه مهما كانت إمكانياته التقنية والبدنية ، بالنسبة للدفاع الجديدي ما يميزه عن باقي الفرق أنه يتوفر على مجموعة مخضرمة تجمع بين الفتوة والخبرة،لأنه هناك لاعبين شبان فرضوا أنفسهم داخل الفريق الأول في سن مبكرة،بل إن بعضهم التحق بمنتخبات الشبان ،الأمل والكبار،وإلى جانب هاته العناصر الشابة والموهوبة التي تشق طريقها في صمت نحو عالم النجومية،هناك لاعبون مجربون ومتمرسون لا أحد ينكر دورهم الريادي داخل الفريق الجديدي الذي تغيب فيه النجومية،وتكمن قوته في روحه الجماعية وتلاحم مكوناته على رقعة الملعب ،كما أن الأسلوب الذي استطاع المدرب القدير الميلاني أن يرسخه في أذهان اللاعبين يميل بالدرجة إلى الواقعية،وهو أسلوب أكثر فعالية وأعطى أكله في مرحلة الإياب،وهذا هو سر تألق الدفاع الجديدي. على ضوء النتائج الايجابية المسجلة حاليا،وعلى بعد ثلاث دورات من نهاية البطولة الاحترافية،هل يمكن القول شهيتكم تفتحت وطموحاتكم كبرت للمنافسة على الأقل على مركز يخول لكم ضمان المشاركة في إحدى المسابقات الخارجية؟ -ماكس داني:حتى نكون واقعيين مع أنفسنا،بالنظر إلى المشاكل التي واجهها الدفاع في آخر موسم،حيث كان قاب قوسين أو أدنى من النزول إلى القسم الثاني،لم يكن رهان المنافسة على اللقب،ولا حتى احتلال المراتب الثلاثة الأولى مسطرا في أجندة الأهداف الرئيسية للنادي هذه السنة،لأن الهدف الأساسي كان هو إعادة بناء فريق قوي على أسس صلبة،يكون بمقدوره مستقبلا المنافسة على الألقاب المحلية من أوسع الأبواب،لكن وبفضل العمل الكبير للطاقم التقني وتضافر جهود جميع مكونات الفريق،استطعنا أن نحقق نتائج طيبة،خاصة في الشطر الثاني من "البطولة برو" والالتحاق بدائرة الطليعة،وهذا في حد ذاته انجاز كبير للجديديين.من حقنا أن نحلم بالذهاب بعيدا في منافسات هذا الموسم،وضمان على الأقل تأشيرة المشاركة في المسابقات القارية،لأننا لا نريد أن نخرج خاويي الوفاض بعد كل هذا المسار الأنطولوجي لذي قطعه الفريق داخل البطولة،هو طموح مشروع يخامر تفكير كل من اللاعبين والطاقم التقني والمسؤولين وكذا الجمهور الدكالي الذي لا يبخل علينا بتشجيعاته داخل الجديدة وخارجها. دخلت "البطولة برو" المنعرج الحاسم،حيث يشتد الصراع بين الرباعي المغرب التطواني،الفتح، الرجاء والدفاع الجديدي من أجل حيازة اللقب،من هو الفريق الأقرب في نظرك إلى بلوغ منصة التتويج؟ ماكس داني:في اعتقادي الشخصي،أن لا شئ حسم حتى الآن داخل البطولة الاحترافية ،كما لم تحدد بعد هوية الفريق البطل،لأنه حسابيا حظوظ الأندية الأربعة كلها مازالت قائمة لكن بدرجات متفاوتة ،لأن فارق النقاط بينهم ليس بحجم الجبال،ويمكن تذويبه في المباريات المقبلة،لكن من خلال متابعتي اللصيقة للبطولة وكذا تجربتي الكروية المتواضعة داخل الملاعب الإفريقية ،أرى أن فريق المغرب التطواني هو الأوفر حظا لمعانقة لقب هذه السنة،أولا بالنظر إلى مساره المتميز ونتائجه الباهرة حتى الآن،وكذا جدول مبارياته المقبلة التي تبدو سهلة نسبيا مقارنة مع باقي منافسيه،باستثناء لقائه الأخير بالرباط ضد الفتح،وسيحاول فريق الحمامة البيضاء حسم الأمور لصالحه قبل هذا النزال القوي،أما بالنسبة للدفاع الحسني الجديدي،فأقول وأؤكد أنه بإمكانه حجز تأشيرة المشاركة في مسابقة خارجية لأن لدينا كل الامكانيات لخلق المفاجأة ، وهو حلم رهين بتحقيقنا للفوز في جميع المباريات وانتظار تعثر المنافسين،وهو أمر ليس مستحيلا في كرة القدم.أتمنى أن تسود الروح الرياضية واللعب النظيف بين كل الأندية إلى آخر دورة من البطولة،حفاظا على مبدإ تكافؤ الفرص. خلال مرحلة الذهاب من البطولة،صمت عن التهديف داخل فريق الدفاع الجديدي لدورات عديدة مما أثار استغراب الجمهور الدكالي ،كيف استطعت التخلص من هذا النحس ؟ -ماكس داني:(متحسرا)،صحيح أنني توقفت عن التهديف في الشطر الأخير من مرحلة الذهاب، بعدما قدت فريقي نحو تحقيق مجموعة من الانتصارات سواء في "البطولة برو" أو كأس العرش،وقد طال صيامي فترة طويلة،ولا أخفي عنك سرا أنني تأثرت نفسانيا من جراء هذا النحس الذي طاردني داخل الملاعب الرياضية،وحالة الاستعصاء هاته كان مردها إلى التحاقي المتأخر بالدفاع الجديدي وعدم مشاركتي في تربصه الاعدادي للاستئناس بأجواء الفريق،إضافة إلى التزامي مع منتخب بلادي في تصفيات كأسي إفريقيا والعالم،حيث شعرت في وقت من الأوقات بنوع من الارهاق،وقد ناقشت هذا الموضوع بجدية مع المدرب جواد الميلاني الذي لم يبخل علي بنصائحه وتوجيهاته السديدة التي جعلتني أستعيد توازني النفسي ومستواي المعهود ،دون أن أنسى كذلك الدعم المعنوي الكبير الذي قدمه لي الجمهور الدكالي في الأوقات العصيبة،وأنا مدين له بالشئ الكثير إلى جانب زملائي اللاعبين بتسجيلك لثنائية في مرمى العساكر،شددت الخناق على متصدر بطولة الهدافين عبد الرزاق حمد الله،هل تطمح للفوز باللقب وتكرار نفس الانجاز الذي سبق وأن حققته مع نادي ميسيل ف س الغابوني الموسم الماضي؟ -ماكس داني:بطبيعة الحال،لا يمكن لي إلا أن أكون سعيدا بهاته الحصيلة المحترمة من الأهداف التي أحرزتها داخل البطولة الاحترافية ،والتي خولت لفريقي كسب خطوات مهمة في سبورة الترتيب،وهذا الانجاز يتقاسمه معي كل اللاعبين ،لأنه بكل صدق، لولا تعاونهم ومساندتهم لي داخل الميدان،ما كنت سأسجل كل هاته الأهداف. لقد صرحت لك في أول حوار أجريته معي على صفحات جريدة "المنتخب" في بداية الموسم الحالي، أن من رهاناتي الأساسية المنافسة على بطولة الهدافين،وهذا ليس من باب الغرور أو الاستهانة بباقي المهاجمين،ولكن لأنني واثق من امكانياتي التقنية والبدنية ،وجبلت على هز الشباك منذ نعومة أظافري، رغم الظروف العصيبة التي مررت بها والتي جعلتني أصوم عن التهديف لدورات،فقد أفلحت في توقيع عدد لا يستهان به من الأهداف مكنتني من احتلال مركز متقدم في سبورة الهدافين،صحيح أنني أطمح للفوز بالحذاء الذهبي الذي سبق وأن أحرزته لموسمين متتاليين بالدوريين الكامروني والغابوني ، لكن بكل صدق، ما يشغل بالي أكثر هو قيادة فريقي نحو تحقيق أفضل النتائج وبلوغ الهدف المنشود الذي تنتظره كل الجماهير الدكالية،وهو تحقيق أول لقب محلي يزين خزانة النادي. راج مؤخرا خبر احتمال انتقالك إلى نادي شنغهاي الصيني على سبيل الاعارة لمدة ثلاثة أشهر،في أفق االتوقيع النهائي لهذا الفريق في حال نجاح تجربتك الاحترافية،ما تعليقك؟ -ماكس داني:(مستغربا)،بكل صراحة،لا علم لي بهذا الخبر،ولم أتوصل بأي عرض احترافي رسمي من الصين،كل ما في ذلك أنه خلال إحدى الحصص التدريبية،أخبرني وزميلي وصديقي عادل صعصع عميد الدفاع الجديدي بأن صحيفة مغربية ناطقة باللغة العربية أثارت هذا الموضوع في الأونة الأخيرة على لسان أحد المسؤولين داخل المكتب المسير للنادي،وعبر منبركم الاعلامي المتميز أنفي نفيا قاطعا كل هاته الشائعات،لأنني مرتاح حاليا داخل الدفاع الذي يربطني به عقد احترافي لمدة ثلاث سنوات من المفروض احترامه ،كما لا أريد أن أشغل بالي بمثل هاته الأخبار الزائفة،حتى لا أفقد تركيزي داخل الفريق،ولدي وكيل أعمال أثق فيه هو المخاطب الرسمي لي أمام الأندية. قلت بأنك مرتبط بعقد لثلاث سنوات مع الدفاع،في حال توصلك بعروض جدية في نهاية الموسم،هل ستغير الأجواء بعيدا عن الجديدة؟ -ماكس داني:كما قلت لك سلفا،أنا لاعب محترف ولا أريد مناقشة هذا الموضوع حاليا،احتراما للدفاع الذي أعتز بالانتماء إليه ولجمهور الجديدة أيضا،عندما ينتهي الموسم الكروي الحالي سأجالس وكيل أعمالي للتداول في أمر العروض الاحترافية التي في حوزته،وإذا كان العرض في مستوى طموحاتي وسيعود بالنفع العميم على الدفاع،آنذاك يمكن طرحه على طاولة النقاش،لا يهم إن كان العرض محليا أو أجنبيا،وإنما الجانب المادي هو الأساس،لأنني لاعب محترف وليس لدي أي مورد آخر ماعدا كرة القدم،أبلغ حاليا 25 من العمر سنة،ومن الواجب علي أن أؤمن مستقبلي ومستقبل أسرتي التي أنا المعيل الوحيد لها،خاصة وأن مشوار اللاعب يبقى محدودا وعليه أن يتعامل مع هاته المرحلة بما يلزم من الجدية،حتى يعيش حياة سعيدة بعد اعتزاله الممارسة الكروية. خلال مباراة الدفاع/الكاك وعند تسجيلك لهدف التعادل لفريقك،قمت بحركة عفوية أمام الكاميرا اعتبرها الجمهور القنيطري استفزازا لمشاعره،كيف ترد على هذا الاتهام؟ -ماكس داني: للأسف الشديد،لم أكن أتصور أن تثير هاته الحركة العادية زوبعة كبرى في الأوساط الرياضية، أتذكر أننا كنا متقدمين بهدف حدراف،لكن الفريق المضيف عاد في النتيجة،وتعذبنا كثيرا من أجل إحراز هدف التعادل الذي تأتى لنا في الأنفاس الأخيرة من المباراة،بعدما سددت الكرة بضربة مقص أخطأ المدافع القنيطري التقدير وأكملها برأسه داخل الشباك،وكالعادة اتجهت نحو زملائي في دكة الاحتياط لمشاركتهم فرحة الهدف التي عبرت عنها بطريقتي الخاصة،وبشكل عفوي كما يفعل كثير من اللاعبين،إلا أن بعض الناس سامحهم الله شنوا حربا ضدي عبر عدة مواقع الكترونية وحاولوا التأثير على اللجنة التأديبية للجامعة من أجل إيقافي،علما أن حارس الماص كان قام بنفس الحركة في نهائي كأس الكاف أمام النادي الافريقي،ولم يتم اصدار أي قرار تأديبي في حقه،والأمثلة كثيرة في هذا الباب..،ومازلت أتساءل عن دواعي هاته الحملة الممنهجة التي شنها هؤلاء ضدي ،ولا تفوتني الفرصة لأقدم اعتذاري لجمهور الكاك على هاته الحركة رغم أنني لم تكن لدي أية نية لاستفزازه. استفحلت في المدة الأخيرة ظاهرة غريبة على مشهدنا الرياضي وهي الشغب في الملاعب بشكل كبير،كيف تفسر هاته الظاهرة المشينة؟ -ماكس داني:في الحقيقة تفاجأت كثيرا للمشاهد المؤسفة التي عرفتها مؤخرا بعض الملاعب الكروية،خاصة الأحداث التي رافقت مباراة الوداد البيضاوي والجيش الملكي،والتي كان بطلها أشخاص مشاغبين ودخلاء على الرياضة،لأن الجمهور المغربي يحظى بسمعة كبيرة على الصعيد العالمي،ويعشق كرة القدم إلى حد الجنون ،كما أنه معروف بروحه الرياضية العالية وتشجيعاته الحضارية ،وقد استنكر كل المهتمين الرياضيين وفعاليات المجتمع المدني بشدة أعمال العنف التي قام بها هؤلاء المنحرفون،وأظن أن الجهات المسؤولة على الشأن الكروي الرياضي مطالبة باتخاذ التدابير اللازمة من أجل اجتثاث العنف من جذوره والحفاظ على سمعة الكرة المغربية. أخيرا،هل لك أن تقربنا من واقع الكرة التشادية؟ -ماكس داني:كما تعلمون،تعاني كرة القدم التشادية من ضعف الامكانيات وغياب البنية التحتية الرياضية الكافية،لكن هاته الاكراهات لم تمنع من بروز مواهب كروية خلاقة،استطاع كثير منهم أن يلج عالم الاحتراف،بخصوص المنتخب التشادي ورغم خروجنا من تصفيات كأسي إفريقيا والعالم ،لم يتوقف العمل الذي بدأه المسؤولون منذ مواسم، لا سيما وأننا نتوفر على عناصر دولية شابة وطموحة،ويبقى رهاننا القادم هو تكوين منتخب قوي يكون بمقدوره تشريف بلادنا في مختلف المحافل القارية والدولية. بورتريه... كارل ماكس...ماكينة أهداف خلال الميركاتو الصيفي الماضي،أدار الدكاليون ظهرهم للسوق المغربية التي أضحت تعاني في السنوات الأخيرة من ندرة المهاجمين الصريحين الذين يصنعون الفارق لفرقهم،بسبب تفضيل كثير من مواهبنا االكروية الخلاقة الهجرة بطريقة مشروعة أو غير مشروعة نحو بلدان "البترو دولار"لتأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم،لذلك صوب مسؤولو الدفاع الرادار نحو دول إفريقيا جنوب الصحراء بحثا عن مهاجم بمواصفات هداف، وقادر على منح الاضافة المرجوة لهجومه،وقد كللت مجهوداتهم بالتعاقد مع القناص الدولي التشادي كارل ماكس داني الذي وضعه المدرب والخبير محمد جواد الميلاني تحت المجهر،وأصر على انتدابه بعدما اقتنع بمؤهلاته الفنية والبدنية،من خلال أشرطة فيديو حصل عليها بوسائله الخاصة من أحد الوسطاء ، وعند مجالسته في أول لقاء لأعضاء مكتب فارس دكالة رفقة وكيل أعماله،طرح الوافد الجديد شروطه المادية على طاولة النقاش بكلوب هاوس ،تحفظ المسيرون بعض الشئ من المبلغ الذي اقترحه كارل ماكس الذي كان وقتئذ مازال منتشيا بفوزه ببطولة الهدافين في آخر موسم رفقة نادي ف س ميسيل بطل الدوري الغابوني ،حيث حدد مبلغ 90 مليون سنتيم كمنحة التوقيع موزعة على ثلاث سنوات ،وقبل أن يتلقى ماكس داني ردا نهائيا من مسؤولي الدفاع على مطالبه المادية ،اقترح عليهم صيغة جديدة للعقد الاحترافي ، وذلك باستبدال منحة التوقيع بمنحة الأهداف التي سيسجلها في مرمى الخصوم ، لأنه يثق كثيرا في امكانياته وصواريخه "أرض جو"التي غالبا ما تصيب هدفها ، وهو مقترح كان كافيا لتذويب جليد الخوف الذي انتاب في بادئ الأمر الجديديين الذين رحبوا بالمقترح الأول،وضموا البيلدوزر التشادي على عجل إلى كثيبة الميلاني. ولد كارل ماكس الذي اختار مستثمرون زراعيون ألمان مغرمون بصاحب النظرية الماركسية، له هذا الاسم ، في السابع والعشرين من شهر أكتوبر سنة 1986 بمدينة أسار جنوب تشاد،ومثل أترابه الصغار، نسج الطفل داني قصة حب خاصة مع كرة القدم التي مارسها في أزقة وحواري كاساي بمنطقة أسار الواقعة على بعد 500 كلم من العاصمة نجامينا ،وشكل انتقال كارل ماكس إلى المرحلة الثانوية نقطة تحول هامة في مساره الكروي،حيث تفتقت موهبته خلال مشاركته في البطولات المدرسية،إلى أن رصدته الأعين التقنية لنادي ف س توربيون أشهر الأندية التشادية الذي ضمه إلى صفوفه في موسم 2005 ،وقاده نحو تحقيق عدة ألقاب محلية..، لينتقل بعدها لخوض أول تجربة احترافية خارج بلاده،وبالضبط بنادي كوتون سبور دي غاروا أحد أشهر الأندية الكامرونية الذي أحرز معه لقب البطولة المحلية، وفي الموسم الموالي اشترى فريق ف س ميسيل الغابوني ما تبقى من عقده من بطل الكامرون،حيث استطاع ماكس أن يرسم لنفسه مسارا متميزا ويرفع من أسهمه،بعدما نجح في قيادة فريقه الجديد نحو الصعود إلى منصة التتويج ،وكذا الفوز ببطولة الهدافين برصيد 20 هدفا. ومكافأة له على الخدمات الكبيرة التي أسداها للفريق الغابوني الذي يمثل مؤسسة عسكرية،سمح مسؤولو هذا الأخير للمهاجم التشادي بمغادرة النادي الصيف الماضي ب "بلاش"رغم أن عقده كان مازال ساري المفعول لسنة أخرى،حيث حط الرحال بالجديدة التي وقع لفريقها الأول الذي يعد اليوم واحدا من نجومه المميزين ، خاصة وأنه أنهى حالات الأوجاع التي كانت تنتاب محبيه بسبب العقم الهجومي الذي لازم النادي منذ رحيل السينغال باب لاطير نداي،بل استطاع كارل ماكس داني في أول موسم له بالبطولة الوطنية الاحترافية أن يلفت إليه أنظار المتتبعين والمهتمين الرياضيين بأهدافه الغزيرة التي حولته إلى ماكينة أهداف لا تتوقف عن التهديف التي أدمن عليها على امتداد محطاته الكروية. عن جريدة المنتخب