"زوجة الأسد تحتضر".. تقرير بريطاني يكشف تدهور حالتها الصحية    نشرة إنذارية: تساقطات ثلجية على المرتفعات التي تتجاوز 1500م من السبت إلى الإثنين المقبلين    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    أبناك تفتح الأبواب في نهاية الأسبوع    المحافظة العقارية تحقق نتائج غير مسبوقة وتساهم ب 6 ملايير درهم في ميزانية الدولة    المديرية العامة للضرائب تعلن فتح شبابيكها السبت والأحد    حكام سوريا يقاتلون "ميليشيات الأسد"    الحكم موقوف التنفيذ لمناهضين ضد التطبيع    "البام" يشيد بمقترحات مدونة الأسرة    "منتدى الزهراء" يطالب باعتماد منهجية تشاركية في إعداد مشروع تعديل مدونة الأسرة    330 مليون درهم لتأهيل ثلاث جماعات بإقليم الدريوش    سرقة مجوهرات تناهز قيمتها 300 ألف يورو من متجر كبير في باريس    بيت الشعر ينعى محمد عنيبة الحمري    إياب ساخن في البطولة تبدأ أطواره وسط صراع محتدم على اللقب وتجنب الهبوط    الدحمي خطاري – القلب النابض لفريق مستقبل المرسى    غياب الطبيب النفسي المختص بمستشفى الجديدة يصل إلى قبة البرلمان    المنتخب المغربي يشارك في البطولة العربية للكراطي بالأردن    العام الثقافي قطر – المغرب 2024 : عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية    استخدام السلاح الوظيفي لردع شقيقين بأصيلة    تعاونيات جمع وتسويق الحليب بدكالة تدق ناقوس الخطر.. أزيد من 80 ألف لتر من الحليب في اليوم معرضة للإتلاف    الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تصعد رفضها لمشروع قانون الإضراب    إسرائيل تغتال 5 صحفيين فلسطينيين بالنصيرات    اكتشاف جثة امرأة بأحد ملاعب كأس العالم 2030 يثير الجدل    الارتفاع يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    بلعمري يكشف ما يقع داخل الرجاء: "ما يمكنش تزرع الشوك في الأرض وتسنا العسل"    "ال‬حسنية" تتجنب الانتقالات الشتوية    "التجديد الطلابي" تطالب برفع قيمة المنحة وتعميمها    "الاتحاد المغربي للشغل": الخفض من عدد الإضرابات يتطلب معالجة أسباب اندلاعها وليس سن قانون تكبيلي    حلقة هذا الأسبوع من برنامج "ديرها غا زوينة.." تبث غدا الجمعة على الساعة العاشرة    أسعار الذهب ترتفع وسط ضعف الدولار    كندا ستصبح ولايتنا ال51.. ترامب يوجه رسالة تهنئة غريبة بمناسبة عيد الميلاد    صناعة الطيران: حوار مع مديرة صناعات الطيران والسكك الحديدية والسفن والطاقات المتجددة    أسعار النفط ترتفع بدعم من تعهد الصين بتكثيف الإنفاق المالي العام المقبل    طنجة تتحضر للتظاهرات الكبرى تحت إشراف الوالي التازي: تصميم هندسي مبتكر لمدخل المدينة لتعزيز الإنسيابية والسلامة المرورية    سنة 2024 .. مبادرات متجددة للنهوض بالشأن الثقافي وتكريس الإشعاع الدولي للمملكة    الممثل هيو جرانت يصاب بنوبات هلع أثناء تصوير الأفلام    الثورة السورية والحكم العطائية..    كيوسك الخميس | مشاهير العالم يتدفقون على مراكش للاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة    الإعلام الروسي: المغرب شريك استراتيجي ومرشح قوي للانضمام لمجموعة بريكس    مباراة ألمانيا وإسبانيا في أمم أوروبا الأكثر مشاهدة في عام 2024    الضرورات ‬القصوى ‬تقتضي ‬تحيين ‬الاستراتيجية ‬الوطنية ‬لتدبير ‬المخاطر    الصين: أعلى هيئة تشريعية بالبلاد تعقد دورتها السنوية في 5 مارس المقبل    "أرني ابتسامتك".. قصة مصورة لمواجهة التنمر بالوسط المدرسي    المسرحي والروائي "أنس العاقل" يحاور "العلم" عن آخر أعماله    اعتقال طالب آخر بتازة على خلفية احتجاجات "النقل الحضري"    جمعيات التراث الأثري وفرق برلمانية يواصلون جهودهم لتعزيز الحماية القانونية لمواقع الفنون الصخرية والمعالم الأثرية بالمغرب    مصطفى غيات في ذمة الله تعالى    جامعيون يناقشون مضامين كتاب "الحرية النسائية في تاريخ المغرب الراهن"    التوجه نحو ابتكار "الروبوتات البشرية".. عندما تتجاوز الآلة حدود التكنولوجيا    هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



داني كارل ماكس... البلدوزر التشادي:
نشر في المنتخب يوم 11 - 05 - 2012


المغرب التطواني الأقرب إلى بلوغ منصة التتويج
لم تكن لدي أية نية لاستفزاز جماهير «الكاك»
لن أتنازل عن لقب هداف البطولة
لا علم لي بعرض نادي شنغهاي الصيني
سرق مهاجم الدفاع الحسني الجديدي والمنتخب التشادي كارل ماكس داني الأضواء هذا الموسم، وأضحى واحدا من نجوم البطولة الوطنية الإحترافية المتميزين، وذلك بفضل أدائه الرجولي وأهدافه الغزيرة والحاسمة صحبة فارس دكالة الذي قاده نحو تحقيق مجموعة من الإنتصارات التي مكنته من احتلال مرتبة متقدمة ومشرفة في سبورة الترتيب. قبل موسمين فوت مكتب الدفاع المهاجم السينغالي باب لاطير نداي وسط البطولة لفائدة الظفرة الاماراتي، غير أن الصفقة لم يكتب لها النجاح، بعدما أثبتت التحاليل المخبرية إصابة الهداف السينغالي بالفيروس الكبدي الذي حرمه من الإحتراف بالخليج العربي، وتكبد خلالها الفريق الجديدي خسارة مزدوجة، وظل المسؤولون الدكاليون على امتداد موسمين كاملين يبحثون ذات اليمين وذات الشمال عن مهاجم صريح للتكفير عن خطئهم التاريخي،وخلال الميركاتو الصيفي الماضي أفلحوا في التعاقد مع القناص كارل ماكس الذي أنهى العقم الهجومي للدفاع وفرض نفسه من أول مباراة كرقم أساسي داخل الكثيبة الجديدية، بل تحول ابن نجامينا في زمن قياسي إلى قاهر للمدافعين والحراس أيضا، خاصة وأنه يمتاز بالإضافة إلى حسه التهديفي المتفرد، بقامة عالية وبنية جسمانية قوية، وكلها مواصفات تساعده على هز شباك الخصوم بسهولة، ومن مختلف المواقع.
في هذا الحوار الممتع، يكشف الدولي التشادي سر الإنتفاضة القوية لفرسان دكالة في الشطر الثاني من البطولة الإحترافية وحظوظه في المنافسة على الحذاء الذهبي الذي يعد من رهاناته الأساسية هذا الموسم، إضافة إلى حقائق أخرى يبوح بها لأول مرة للقراء الأعزاء عبر جريدة «المنتخب»..
المنتخب: راهنتم على مباراة شباب الريف الحسيمي لتكريس الإنتفاضة القوية لفارس دكالة في مرحلة الاياب من البطولة الإحترافية، ما سبب هذا الاخفاق؟
ماكس داني: صحيح، كما قلت كنا نراهن على مباراة شباب الريف الحسيمي للظفر بثلاث نقاط جديدة، خاصة وأننا كنا نستقبل بأرضنا وأمام جمهورنا، أولا لتأكيد الإنتعاشة القوية التي عرفها الفريق الدكالي في الفصل الثاني من البطولة الوطنية الإحترافية ومواصلة الزحف الطلائعي، وثانيا للثأر بمفهومه الرياضي طبعا من الفريق المنافس الذي كان هزمنا بملعبه في الذهاب، وكباقي المباريات، حضرنا بشكل جيد لهاته المواجهة التي لم تكن سهلة بطبيعة الحال، لأن الفريق الحسيمي كان بدوره يسعى للعودة بنتيجة إيجابية من خارج قواعده لتحسين موقعه في سبورة الترتيب، وقد باغثنا الفريق المنافس بهدف غير متوقع من كرة ثابتة، ورغم تخلفنا في النتيجة فقد حافظنا على تركيزنا على رقعة الملعب وتمكننا من تعديل الكفة في الأنفاس الأخيرة من المواجهة.
المنتخب: أكيد أن هدفك الأخير في مرمى شباب الريف الحسيمي كان له طعم خاص لأنه بوأك الصدارة برصيد 13 هدفا إلى جانب لاعب المنتخب الأولمبي وأولمبيك آسفي حمد الله؟
ماكس داني: كنت سعيدا جدا بهدفي الأخير في شباك شباب الريف الحسيمي، لأنه قادني لأول مرة نحو صدارة الهدافين مناصفة مع مهاجم أولمبيك آسفي الشاب عبد الرزاق حمد الله، لكن سعادتي لم تكتمل، بعدما أخفق فريقي في احراز نقاط الفوز، ومن ثمة ضيعنا فرصة ثمينة لتذويب الفارق على الأقل عن المركز الثالث الذي يخول لنا المشاركة في إحدى المسابقات الإفريقية السنة القادمة، وسأحاول في المباريات الثلاثة المتبقية من البطولة الإحترافية تسجيل مزيد من الأهداف التي من شأنها أن تعزز مكانة فريق الدفاع الحسني الجديدي في طابور المطاردة، وتعبد أيضا طريقي نحو الفوز بلقب بطولة الهدافين الذي لن أتنازل عنه هذا الموسم.
المنتخب: تنتظر فريق الدفاع الحسني الجديدي مباراة قوية بأكادير أمام الحسنية التي تصارع من أجل تأمين البقاء في البطولة، كيف تنظر إلى هاته المواجهة الحاسمة؟
ماكس داني: في كرة القدم لا شئ مستحيل، ويجب علينا أن نؤمن بحظوظنا إلى آخر دورة، صحيح ضيعنا نقطتين بملعبنا في آخر دورة، لكن باستطاعتنا تعويضهما في الدورات القادمة، بدءا من مباراة حسنية أكادير التي ستتزامن مع الديربي البيضاوي القوي بين الوداد والرجاء، في حالة فوزنا وخسارة الفريق الأخضر، سنقلص الفارق عن هذا الأخير إلى نقطتين، وبعدها سنستقبله في الجولة 29 بملعبنا في مباراة مفصلية لن نرضى فيها عن ثلاث نقاط بديلا، للإنقضاض على المركز الثالث المؤدي لمنافسات كأس الكاف. أتمنى أن نكون في الموعد في لقاء الحسنية الذي يعد بمثابة الفرصة الأخيرة للدفاع إن هو أراد تحقيق حلم الجماهير الدكالية هذا الموسم.
المنتخب: على خلاف مرحلة الذهاب، شكل الدفاع ظاهرة الشطر الثاني من البطولة الإحترافية بامتياز، بالنظر إلى حصيلته الايجابية وعروضه القوية التي أبهرت المتتبعين للشأن الكروي الوطني، ما الذي تغير داخل المجموعة الدكالية؟
ماكس داني: كما تعلمون، لم نظهر بمستوى جيد خلال الشطر الأول من البطولة، ومن ثمة أضعنا نقاطا كثيرة، خاصة بميداننا مع أن عطاء الفريق لم يكن سيئا في هاته اللقاءات بشهادة الجميع، لأن في كرة القدم ليس من يقدم مردودا أفضل يخرج منتصرا دائما، ويمكن القول أن كثرة الإصابات وغياب الإستقرار داخل المجموعة الجديدية كان له تأثير سلبي على أداء ونتائج الدفاع، غير أنه خلال العطلة الشتوية التي أعقبت مرحلة الذهاب، حاول أعضاء المكتب المسير رفقة الطاقم التقني القيام بتشخيص شامل لوضعية الفريق والبحث عن حلول واقعية وملموسة لإخراجه من أزمة النتائج التي كان يتخبط فيها آنئذ، وكانت أولى الإجراءات التي قام بها المسؤولون تنظيم تربص إعدادي خارج مدينة الجديدة، إستفدنا منه كثيرا، لأنه مكن المدرب الميلاني وطاقمه المساعد من إعادة النظر في مجموعة من الأمور الفنية والتكتيكية، والتركيز على الجانب النفسي كذلك لإعادة التوازن إلى النادي، فضلا عن الرفع من منسوب اللياقة البدنية للاعبين، حتى نتمكن من مجاراة إيقاع الأندية الوطنية بشكل جيد في الإياب، كما أن الانتدابات الوازنة التي قام بها المسؤولون في الميركاتو الشتوي الأخير كانت مقننة ومنحت قيمة نوعية مضافة للفريق الدكالي، بدليل أن ثلاثة منتدبين من أصل أربعة فرضوا مكانتهم الرسمية داخل الدفاع واندمجوا بسرعة داخل المجموعة، وأعتقد أن كل هاته المعطيات فضلا عن الروح الأسرية بين اللاعبين وكذا تلاحم كل مكونات النادي، ساهمت في هاته الطفرة النوعية للدفاع الذي أصبح يحظى باحترام الجميع داخل البطولة الإحترافية.
المنتخب: الملاحظ أن المجموعة الدكالية الحالية لا تتوفر على نجوم كبيرة وأسماء رنانة، لكنها استطاعت أن تفرمل أندية الطليعة التي تتوفر على ترسانة بشرية مهمة، فما السر في ذلك؟
ماكس داني: أولا، كرة القدم هي رياضة جماعية، ولا يمكن للاعب واحد أن يصنع دائما الفارق داخل فريقه مهما كانت إمكانياته التقنية والبدنية، بالنسبة للدفاع الجديدي ما يميزه عن باقي الفرق أنه يتوفر على مجموعة مخضرمة تجمع بين الفتوة والخبرة، لأنه هناك لاعبين شبان فرضوا أنفسهم داخل الفريق الأول في سن مبكرة، بل إن بعضهم التحق بمنتخبات الشبان، الأمل والكبار، وإلى جانب هاته العناصر الشابة والموهوبة التي تشق طريقها في صمت نحو عالم النجومية، هناك لاعبون مجربون ومتمرسون لا أحد ينكر دورهم الريادي داخل الفريق الجديدي الذي تغيب فيه النجومية، وتكمن قوته في روحه الجماعية وتلاحم مكوناته على رقعة الملعب، كما أن الأسلوب الذي استطاع المدرب القدير الميلاني أن يرسخه في أذهان اللاعبين يميل بالدرجة إلى الواقعية، وهو أسلوب أكثر فعالية وأعطى أكله في مرحلة الإياب، وهذا هو سر تألق الدفاع الجديدي.
المنتخب: على ضوء النتائج الايجابية المسجلة حاليا، وعلى بعد ثلاث دورات من نهاية البطولة الإحترافية، هل يمكن القول شهيتكم تفتحت وطموحاتكم كبرت للمنافسة على الأقل على مركز يخول لكم ضمان المشاركة في إحدى المسابقات الخارجية؟
ماكس داني: حتى نكون واقعيين مع أنفسنا، بالنظر إلى المشاكل التي واجهها الدفاع في آخر موسم، حيث كان قاب قوسين أو أدنى من النزول إلى القسم الثاني، لم يكن رهان المنافسة على اللقب، ولا حتى احتلال المراتب الثلاثة الأولى مسطرا في أجندة الأهداف الرئيسية للنادي هذه السنة، لأن الهدف الأساسي كان هو إعادة بناء فريق قوي على أسس صلبة، يكون بمقدوره مستقبلا المنافسة على الألقاب المحلية من أوسع الأبواب، لكن وبفضل العمل الكبير للطاقم التقني وتضافر جهود جميع مكونات الفريق، إستطعنا أن نحقق نتائج طيبة، خاصة في الشطر الثاني من البطولة الإحترافية والإلتحاق بدائرة الطليعة، وهذا في حد ذاته إنجاز كبير للجديديين. من حقنا أن نحلم بالذهاب بعيدا في منافسات هذا الموسم، وضمان على الأقل تأشيرة المشاركة في المسابقات القارية، لأننا لا نريد أن نخرج خاويي الوفاض بعد كل هذا المسار الأنطولوجي الذي قطعه الفريق داخل البطولة، هو طموح مشروع يخامر تفكير كل من اللاعبين والطاقم التقني والمسؤولين وكذا الجمهور الدكالي الذي لا يبخل علينا بتشجيعاته داخل الجديدة وخارجها.
المنتخب: دخلت البطولة الإحترافية المنعرج الحاسم، حيث يشتد الصراع بين الرباعي الفتح، المغرب التطواني، الرجاء والدفاع الجديدي من أجل حيازة اللقب، من هو الفريق الأقرب في نظرك إلى بلوغ منصة التتويج؟
ماكس داني: في اعتقادي الشخصي، أن لا شيء حسم حتى الآن داخل البطولة الإحترافية، كما لم تحدد بعد هوية الفريق البطل، لأنه حسابيا حظوظ الأندية الأربعة كلها مازالت قائمة، لكن بدرجات متفاوتة، لأن فارق النقاط بينهم ليس بحجم الجبال، ويمكن تذويبه في المباريات المقبلة، لكن من خلال متابعتي اللصيقة للبطولة وكذا تجربتي الكروية المتواضعة داخل الملاعب الإفريقية، أرى أن فريق المغرب التطواني هو الأوفر حظا لمعانقة لقب هذه السنة، أولا بالنظر إلى مساره المتميز ونتائجه الباهرة حتى الآن، وكذا جدول مبارياته المقبلة التي تبدو سهلة نسبيا مقارنة مع باقي منافسيه، باستثناء لقائه الأخير بالرباط ضد الفتح، وسيحاول فريق الحمامة البيضاء حسم الأمور لصالحه قبل هذا النزال القوي، أما بالنسبة للدفاع الحسني الجديدي، فأقول وأؤكد أنه بإمكانه حجز تأشيرة المشاركة في مسابقة خارجية لأن لدينا كل الإمكانيات لخلق المفاجأة، وهو حلم رهين بتحقيقنا للفوز في جميع المباريات وانتظار تعثر المنافسين، وهو أمر ليس مستحيلا في كرة القدم.. أتمنى أن تسود الروح الرياضية واللعب النظيف بين كل الأندية إلى آخر دورة من البطولة، حفاظا على مبدإ تكافؤ الفرص.
المنتخب: خلال مرحلة الذهاب من البطولة، صمت عن التهديف داخل فريق الدفاع الجديدي لدورات عديدة مما أثار استغراب الجمهور الدكالي، كيف استطعت التخلص من هذا النحس؟
ماكس داني: (متحسرا)، صحيح أنني توقفت عن التهديف في الشطر الأخير من مرحلة الذهاب، بعدما قدت فريقي نحو تحقيق مجموعة من الإنتصارات سواء في البطولة أو كأس العرش، وقد طال صيامي فترة طويلة، ولا أخفي عنك سرا أنني تأثرت نفسانيا من جراء هذا النحس الذي طاردني داخل الملاعب الرياضية، وحالة الإستعصاء هاته كان مردها إلى التحاقي المتأخر بالدفاع الجديدي وعدم مشاركتي في تربصه الإعدادي للإستئناس بأجواء الفريق، إضافة إلى التزامي مع منتخب بلادي في تصفيات كأسي إفريقيا والعالم، حيث شعرت في وقت من الأوقات بنوع من الإرهاق، وقد ناقشت هذا الموضوع بجدية مع المدرب جواد الميلاني الذي لم يبخل علي بنصائحه وتوجيهاته السديدة التي جعلتني أستعيد توازني النفسي ومستواي المعهود، دون أن أنسى كذلك الدعم المعنوي الكبير الذي قدمه لي الجمهور الدكالي في الأوقات العصيبة، وأنا مدين له بالشيء الكثير إلى جانب زملائي اللاعبين.
المنتخب: بتسجيلك لثنائية في مرمى العساكر، شددت الخناق على متصدر بطولة الهدافين عبد الرزاق حمد الله، هل تطمح للفوز باللقب وتكرار نفس الإنجاز الذي سبق وأن حققته مع نادي ميسيل ف س الغابوني الموسم الماضي؟
ماكس داني: بطبيعة الحال، لا يمكن لي إلا أن أكون سعيدا بهاته الحصيلة المحترمة من الأهداف التي أحرزتها داخل البطولة الإحترافية، والتي خولت لفريقي كسب خطوات مهمة في سبورة الترتيب، وهذا الإنجاز يتقاسمه معي كل اللاعبين، لأنه بكل صدق، لولا تعاونهم ومساندتهم لي داخل الميدان، ما كنت سأسجل كل هاته الأهداف. لقد صرحت لك في أول حوار أجريته معي على صفحات جريدة «المنتخب» في بداية الموسم الحالي، أن من رهاناتي الأساسية المنافسة على بطولة الهدافين، وهذا ليس من باب الغرور أو الإستهانة بباقي المهاجمين، ولكن لأنني واثق من امكانياتي التقنية والبدنية، وجبلت على هز الشباك منذ نعومة أظافري، رغم الظروف العصيبة التي مررت بها والتي جعلتني أصوم عن التهديف لدورات، فقد أفلحت في توقيع عدد لا يستهان به من الأهداف مكنتني من احتلال مركز متقدم في سبورة الهدافين، صحيح أنني أطمح للفوز بالحذاء الذهبي الذي سبق وأن أحرزته لموسمين متتاليين بالبطولتين الكامرونية والغابونية، لكن بكل صدق، ما يشغل بالي أكثر هو قيادة فريقي نحو تحقيق أفضل النتائج وبلوغ الهدف المنشود الذي تنتظره كل الجماهير الدكالية، وهو تحقيق أول لقب محلي يزين خزانة النادي.
المنتخب: راج مؤخرا خبر احتمال انتقالك إلى نادي شنغهاي الصيني على سبيل الاعارة لمدة ثلاثة أشهر، في أفق التوقيع النهائي لهذا الفريق في حال نجاح تجربتك الإحترافية، ما تعليقك؟
ماكس داني: (مستغربا)، بكل صراحة، لا علم لي بهذا الخبر، ولم أتوصل بأي عرض احترافي رسمي من الصين، كل ما في ذلك أنه خلال إحدى الحصص التدريبية، أخبرني زميلي وصديقي عادل صعصع عميد الدفاع الجديدي بأن صحيفة مغربية ناطقة باللغة العربية أثارت هذا الموضوع في الآونة الأخيرة على لسان أحد المسؤولين داخل المكتب المسير للنادي، وعبر منبركم الإعلامي المتميز أنفي نفيا قاطعا كل هاته الشائعات، لأنني مرتاح حاليا داخل الدفاع الذي يربطني به عقد احترافي لمدة ثلاث سنوات من المفروض احترامه، كما لا أريد أن أشغل بالي بمثل هاته الأخبار الزائفة، حتى لا أفقد تركيزي داخل الفريق، ولدي وكيل أعمال أثق فيه هو المخاطب الرسمي لي أمام الأندية.
المنتخب: قلت بأنك مرتبط بعقد لثلاث سنوات مع الدفاع، في حال توصلك بعروض جدية في نهاية الموسم، هل ستغير الأجواء بعيدا عن الجديدة؟
ماكس داني: كما قلت لك سلفا، أنا لاعب محترف ولا أريد مناقشة هذا الموضوع حاليا، إحتراما للدفاع الذي أعتز بالإنتماء إليه ولجمهور الجديدة أيضا، عندما ينتهي الموسم الكروي الحالي سأجالس وكيل أعمالي للتداول في أمر العروض الإحترافية التي في حوزته، وإذا كان العرض في مستوى طموحاتي وسيعود بالنفع العميم على الدفاع، آنذاك يمكن طرحه على طاولة النقاش، لا يهم إن كان العرض محليا أو أجنبيا، وإنما الجانب المادي هو الأساس، لأنني لاعب محترف وليس لدي أي مورد آخر ماعدا كرة القدم، أبلغ حاليا 25 سنة، ومن الواجب علي أن أؤمن مستقبلي ومستقبل أسرتي التي أنا المعيل الوحيد لها، خاصة وأن مشوار اللاعب يبقى محدودا وعليه أن يتعامل مع هاته المرحلة بما يلزم من الجدية، حتى يعيش حياة سعيدة بعد اعتزاله الممارسة الكروية.
المنتخب: خلال مباراة الدفاع/الكاك وعند تسجيلك لهدف التعادل لفريقك، قمت بحركة عفوية أمام الكاميرا اعتبرها الجمهور القنيطري إستفزازا لمشاعره، كيف ترد على هذا الاتهام؟
ماكس داني: للأسف الشديد، لم أكن أتصور أن تثير هاته الحركة العادية زوبعة كبرى في الأوساط الرياضية، أتذكر أننا كنا متقدمين بهدف حدراف، لكن الفريق المضيف عاد في النتيجة، وتعذبنا كثيرا من أجل إحراز هدف التعادل الذي تأتى لنا في الأنفاس الأخيرة من المباراة، بعدما سددت الكرة بضربة مقص أخطأ المدافع القنيطري التقدير وأكملها برأسه داخل الشباك، وكالعادة اتجهت نحو زملائي في دكة الإحتياط لمشاركتهم فرحة الهدف التي عبرت عنها بطريقتي الخاصة، وبشكل عفوي كما يفعل كثير من اللاعبين، إلا أن بعض الناس سامحهم الله شنوا حربا ضدي عبر عدة مواقع إلكترونية وحاولوا التأثير على اللجنة التأديبية للجامعة من أجل إيقافي، علما أن حارس «الماص» كان قام بنفس الحركة في نهائي كأس الكاف أمام النادي الإفريقي، ولم يتم إصدار أي قرار تأديبي في حقه، والأمثلة كثيرة في هذا الباب.. ومازلت أتساءل عن دواعي هاته الحملة الممنهجة التي شنها هؤلاء ضدي، ولا تفوتني الفرصة لأقدم اعتذاري لجمهور النادي القنيطري على هاته الحركة رغم أنني لم تكن لدي أية نية لاستفزازه.
المنتخب: إستفحلت في المدة الأخيرة ظاهرة غريبة على مشهدنا الرياضي وهي الشغب في الملاعب بشكل كبير، كيف تفسر هاته الظاهرة المشينة؟
ماكس داني: في الحقيقة تفاجأت كثيرا للمشاهد المؤسفة التي عرفتها مؤخرا بعض الملاعب الكروية، خاصة الأحداث التي رافقت مباراة الوداد البيضاوي والجيش الملكي، والتي كان بطلها أشخاص مشاغبين ودخلاء على الرياضة، لأن الجمهور المغربي يحظى بسمعة كبيرة على الصعيد العالمي، ويعشق كرة القدم إلى حد الجنون، كما أنه معروف بروحه الرياضية العالية وتشجيعاته الحضارية، وقد استنكر كل المهتمين الرياضيين وفعاليات المجتمع المدني بشدة أعمال العنف التي قام بها هؤلاء المنحرفون، وأظن أن الجهات المسؤولة على الشأن الكروي الرياضي مطالبة باتخاذ التدابير اللازمة من أجل اجتثاث العنف من جذوره والحفاظ على سمعة الكرة المغربية.
المنتخب: أخيرا، هل لك أن تقربنا من واقع الكرة التشادية؟
ماكس داني: كما تعلمون، تعاني كرة القدم التشادية من ضعف الإمكانيات وغياب البنية التحتية الرياضية الكافية، لكن هاته الإكراهات لم تمنع من بروز مواهب كروية خلاقة، إستطاع كثير منهم أن يلج عالم الإحتراف، بخصوص المنتخب التشادي ورغم خروجنا من تصفيات كأسي إفريقيا والعالم، لم يتوقف العمل الذي بدأه المسؤولون منذ مواسم، لا سيما وأننا نتوفر على عناصر دولية شابة وطموحة، ويبقى رهاننا القادم هو تكوين منتخب قوي يكون بمقدوره تشريف بلادنا في مختلف المحافل القارية والدولية.
حاوره:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.