مع اقتراب سباق رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب من أمتاره الأخيرة، يبدو أن أجواء الانتخابات تزداد حرارتها شيئا فشيئا بين المرشحين حكيم المراكشي ونظيره صلاح الدين مزوار، فبعد دعوة هذا الأخير منافسه إلى مناظرة مباشرة، جدد المراكشي رفضه لخوض أي مواجهة مباشرة مع خصمه في انتخابات رئاسة "الباطرونا"، معللا ذلك إلى كون مزوار رجل سياسة وليس رجل مقاولات، في مؤتمر صحافي عقد في أحد فنادق الدارالبيضاء، بمعية مرشحة منصب نائب رئيس الاتحاد أسية بنحيدة، لاستعراض نقاط برنامجهما الانتخابي. رجل الأعمال، حكيم المراكشي، بدا في نهاية المؤتمر منزعجا من فكرة خوض مناظرة مع خصمه، وعبر بوضوح عن تشكيكه في مدى نزاهة وزير الاقتصاد والمالية السابق في الحكومة، التي كان يرأسها عباس الفاسي، والذي شغل، أيضا، منصب وزير الصناعة والتجارة وتأهيل الاقتصاد خلال حكومة التكنوقراطي إدريس جطو. وشدد المراكشي على أن محاور برنامج مزوار تشابه كثيرا محاور مخططه الانتخابي، في إشارة واضحة إلى فرضية استنساخ صلاح الدين مزوار برنامج فريق حكيم المراكشي وأسية بنحيدة. وأضاف المراكشي قائلا إن منافسه رجل سياسة وليس برجل مقاولة، لذلك يرى فيه رجلا بارعا في أساليب المناورة وحتى الخداع أثناء مواجهتهما، فضلا عن أنه شخص له تكوين وتجربة سياسية مكنته من خوض المناظرات والمواجهات، على العكس منه باعتباره رجل أعمال فقط، ثم إنه لأول مرة يعقد لقاءً صحفيا. وشدد مرشح رئاسة اتحاد المقاولات أنه كان بإمكانه أن يخوض مواجهة مباشرة لو كان خصمه رجل مقاولات مثله وليس رجلا سياسيا يقدم نفسه على أساس رجل مقاولات، وهو في الحقيقة مجرد مستورد، يضيف المراكشي. ولم يفوت حكيم المراكشي لقاءه بالصحافيين دون الحديث عن جدل التصويت بالوكالة، معبرا عن أن هذا الأمر يبقى حقا مضمونا من طرف الاتحاد العام لمقاولات المغرب، إلا أن الأهم هو كيفية تفعيل هذا الحق، والاحترام الكامل للإجراءات المنصوص عليها لممارسة حق التصويت بتفويضه إلى شخص آخر، وألا يكون هناك تعارض بين الخيار الانتخابي للمصوت وما تم الإدلاء به عن طريق المفوض إليهم أمر الإدلاء بالصوت الانتخابي فعليا. وبالعودة إلى موضوع السياسة في السِّباق نحو رئاسة "اتحاد الباطرونا"، قال المراكشي إن هناك أناسا يدعمون منافسه وهم قريبون من عالم المقاولات، ولهم أساليب وصفها ب"الخاصة"، في تلميح إلى خشيته الخلط بين السياسة وعالم المقاولات، معبرا بوضوح شديد أنه لا يشعر بأي جهة سياسية تحاصره أو تسعى إلى الحد من بلوغ أهدافه الانتخابية. وأوضح رجل المقاولات أن أي تدخل سياسي مؤثر سيخلق الفرق وسيكون مكشوفا، معربا عن تمنيه بألا تكون التدخلات السياسية – إن حدثت – ذات تأثير على مسار الانتخابات، ليؤكد بهذه المناسبة أن حملة فريقه كانت نزيهة وشفافة.