مع بدء العد العكسي لاقتراع 22 من شهر ماي الجاري لاختيار خلف مريم بنصالح على رأس «الباطرونا»، اشتدت المعركة بين الغريمين صلاح الدين مزوار وفيصل مكوار، لكن خارج البرنامجين الانتخابيين لكليهما. البداية كانت مع مراكشي، الذي اعتبر في مناسبات عديدة أنه الأحق في تمثيل المقاولين، باعتباره «باطرونا»، ومن يريد قيادة سفينة الاتحاد العام لمقاولات المغرب يتعين أن يكون «باطرونا» عارفا بالخبايا والتحديات التي تواجهها المقاولات بالمغرب، موجها خطابه المرموز إلى منافسه صلاح الدين مزوار، ملمحا إلى إرثه السياسي كزعيم سابق لحزب سياسي (التجمع الوطني للأحرار)، وما قد يمثله ذلك من تهديد لاستقلالية «الباطرونا». وفيما ظل مزوار محجما عن الرد طيلة الفترة الماضية، مفضلا عقد مناظرة علنية مع منافسه حول البرنامج، إلا أنه في الأخير ضاق ذرعا بهذه الانتقاداتليرد على غريمه أول أمس بأن «مساره المهني بدأ أساسا كمقاول»، منتقدا محاولات الزج بالأمور السياسية عوض تركيز الانتباه على البرامج. «ما المشكل في أن يكون للشخص مسار سياسي؟ ثم أليس السياسي هو من سيحاور الحكومة ومختلف الفاعلين؟» يقول مزوار، مشيرا إلى تجربته كمسير ومسؤول في جمعية النسيج، مرورا بتحمله كوزير سابق للصناعة والتجارة وكوزير للاقتصاد والمالية، وهي المناصب التي أتاحت له تقديم الشيء الكثير للمقاولة وللاقتصاد المغربي. انتقادات مراكشي لمزوار لم تقتصر على المسار المهني، بل امتدت لتتهم مزوار بتأخره في إعداد البرنامج الانتخابي، فيما يرد صلاح الدين مزوار، بأنه بنى منهجيته على الإنصات إلى مطالب وانتظارات المقاولين، بدل إعداد برنامج جاهزة, في إشارة إلى منافسه منهجية منافسه مراكشي. وفيما بدأ العد العكسي ليوم الاقتراع، كثف المنافسان من أنشطتهما في إطار الحملة الانتخابية، حيث قدما برنامجيهما الانتخابيين. البادئ كان حكيم مراكشي، الذي قدم رفقة نائبته أسية عيوش بنحيدة برنامجه الانتخابي يوم الإثنين بالدارالبيضاء، فيما قدم مزوار ونائبه فيصل مكوار برنامجهما يوما بعد ذلك بالمدينة ذاتها.