كشفت معطيات جديدة حصلت عليها صحيفة "كولومناثيرو" الإسبانية ارتفاع حجم محجوزات الحشيش المغربي في سواحل مدينة قاديس الإسبانية، التي تعتبر البوابة الرئيسة لتهريب القنب الهندي نحو أوروبا، إذ إنه ما بين يونيو 2017 وأبريل المنصرم تم حجز ما يزيد عن 80 طنا من الحشيش. وأضاف أن الكميات المحجوزة تشكل تقريبا 50 في المائة من كميات الحشيش المغربي التي تصل إلى أوروبا سنويا، والتي تقدر ب200 طن. المعطيات ذاتها ذكرت بتقرير للشرطة الأوروبية (اليوروبول) سنة 2014 يكشف أن الأوروبيين يصرفون حوالي 31 ألف مليار سنتيم في استهلاك المخدرات، 13 ألف مليار سنتيم منها تُصرف على استهلاك القنب الهندي، وهو ما يمثل 40 في المائة من مجموعة معاملات المخدرات. ويُرجع المصدر ذاته ارتفاع نشاط تهريب الحشيش إلى كون "الإدارات العامة متضررة من فساد المسؤولين وأفراد قوات الأمن وأفراد السلطة القضائية والسياسيين. الشيء الذي يكون له تأثير ضار جدا، وينعش السوق غير المشروعة. الفساد أو الإكراه هو شكل آخر من الأشكال التي يستخدمها المجرمون"، وفق تقرير الشرطة الأوروبية. في السياق نفسه، أوضح المصدر أن مصدري الحشيش يستعملون كل الطرق والأساليب أثناء التهريب، مبرزا أن "لديهم قاعدة في المغرب، حيث يتفاوضون حول الشحنات: الكميات والسعر"، وأضاف أن "المهربين ينقلون، بشكل أساسي، الحشيش من السواحل على متن المراكب الشراعية والقوارب السريعة والدراجات المائية النفاثة والطائرات الصغيرة". وبعد ما يصل إلى السواحل الإسبانية تستقبل عناصر تحرص على نقله إلى مخازن مؤمنة وبعدها يتم توزيعه على خلايا المنظمة، وفي حالة وصل فيها الحشيش الموانئ الإسبانية ينقل في عربات رباعية الدفع مسروقة، أو في شاحنات أو سيارات خاصة. بعد هذه الرحلة الطويلة يصل الحشيش المغربي إلى المستهلك العادي الإسباني أو البرتغالي ب100 درهم، فيما تزداد قيمته في وسط وشمال أوروبا. على صعيد متصل، أكدت معطيات جديدة أن عناصر الأمن الإسبانية تمكنت نهاية الأسبوع الماضي من حجز حوالي 6 أطنان من الحشيش المغربي في طريقها إلى شواطئ مدينة "هويلفا"، كما تم اعتقال مهربين، لم تحدد هوياتهم ولا جنسياتهم. ولجأ المهربون إلى قاربين سريعين لتهريب تلك الكميات؛ الأول محمل ب3.7 أطنان، والثاني ب3 أطنان. وأبرزت، كذلك، أن القارب الأول مزود بأربعة محركات، فيما الثاني على ثلاثة محركات. وجاءت عملية الحجز بعد ما رصد المحققون الإسبان خروج القاربين صوب المغرب، حيث كانا تحت المراقبة وينتظرون عودتهما