الحشيش المغربي يحرك أكثر من 2800 مليار سنتيم في السوق السوداء الإسبانية في سنة واحدة لاتزال شبكات تهريب الحشيش من المغرب صوب أوربا تعتمد بشكل كبير على القوارب السريعة نظرا إلى قدرتها على شحن كميات كبيرة وفي وقت وجيز. وكشف تحقيق نشره موقع "إسبانيول"، الإسباني، تحت عنوان "طريق التهريب المغرب – إسبانيا"، كيف أن المهربين الكبار بين سواحل المملكتين يعملون على تهريب الحشيش بعد تجفيفه، وغربلته، وكدسه على شكل عجين في أكياس من قبل المزارعين المغاربة. وأضاف التحقيق ذاته الحشيش "تنقله مافيات التهريب في شاحنات، مخصصة للمخدرات، إلى السواحل الشمالية للمملكة"، حيث تجد في انتظارها قوارب إسبانية سريعة، يبلغ طولها تسعة أمتار، وقيمتها 300 مليون سنتيم، وتتوفر على محركين أو ثلاثة، وقادرة على شحن أكثر من ثلاثة أطنان من هذه المادة، أي أن الرحلة الواحدة تساوي ثلاثة ملايير سنتيم. قارب سريع تصل قيمته إلى 300 مليون سنتيم ينقل 3 أطنان من الحشيش بقيمة 3 ملايير سنتيم وعلى الرغم من تباين أرقام التقارير والتحقيقات الدولية حول كمية وقيمة الحشيش المغربي، المهرب إلى أوربا، خصوصا إسبانيا، إلا أن كل خلاصاتها تشير إلى ارتفاع الطلب على الحشيش المغربي في السنوات الأخيرة، إذ إنه تم عام 2015 في كل التراب الإسباني حجز 357 طنا من الحشيش، وحجز 153 قاربا، وتوقيف عدد كبير من المهربين (21 في المائة من الموقوفين في إسبانيا). مضيفا أن تلك الكمية المحجوزة في إسبانيا تشكل 70 في المائة من إجمالي المحجوزات من هذا المخدر السام بأوربا، كما يمثل 23 في المائة على المستوى العالمي. التحقيق أوضح كيف أن الحشيش المغربي أزاح الكوكايين المهيمن منذ سنوات على عرش المخدرات في الجارة الشمالية، إذ حرك (الحشيش) أكثر من 2800 مليار سنتيم في السوق السوداء بهذا البلد عام 2014، علما أن الرقم يمكن أن يكون ارتفع عام 2015، كما تشير إلى ذلك كل التوقعات. وبين التحقيق كيف أن "صناعة الحشيش" في المغرب تُحدث حوالي 80 ألف منصب شغل، أغلبها في حقول مدينتي كتامة وشفشاون. وأضاف أنه بعد حصده وتجفيفه، وغربلته، وكدسه على شكل عجين في أكياس، تنقله مافيات التهريب إلى الجزيرة الإيبيرية، خصوصا سواحل مدينة قاديس التي يتوجه إليها 50 في المائة تقريبا من الحشيش المهرب من المغرب، كما أن 18 في المائة من المعتقلين بتهم تهريب هذا المخدر من المغرب إلى إسبانيا تتم في هذه المدينة. وأكد التحقيق أن قيمة الحشيش المغربي تصل إلى أكثر من 10000 درهم للكيلوغرام الواحد، بينما قيمة الكيس الواحد، الذي يزن 30 كيلوغراما في الغالب تصل إلى أكثر من 300000 درهم.