على الرغم من تشديد الخناق على مهربي المخدرات بين المغرب وإسبانيا، إلا أن محجوزات الحشيش المغربي في الجارة الشمالية مازالت في ارتفاع مستمر، إذ تمكنت عناصر الحرس المدني والشرطة الإسبانيتين من تفكيك منظمة إجرامية خطيرة متخصصة في تهريب الحشيش من المغرب عبر مدينة مليلية المحتلة إلى الجزيرة الإيبيرية، كما حجزت لديها 127 حزمة من الحشيش، أي ما يزيد عن أربعة أطنان (4040 كيلوغراما)، واعتقال أكثر من 11 شخصا (من بينهم فتاة)، حسب ما أوردته مجموعة من المنابر الإعلامية الإسبانية، نقلا عن القيادة العامة للأمن الوطني الإسباني. في نفس السياق، أشارت المصادر ذاتها إلى أنه بالإضافة إلى الكميات الكبيرة من الحشيش التي تم حجزها في إحدى العربات التي كان يقودها مواطن إسباني يبلغ من العمر ال33 ربيعا، تمكنت عناصر الشرطة بعد ذلك من مداهمة مجموعة من المنازل في منطقتي «لوركا» و»آغيلاس» بمورسيا، والعثور على أسلحة نارية وذخائر كثيرة وعربات وقارب وحواسب و42 هاتفا ذكيا وأجهزة أخرى متطورة، وهواتف تعمل بالأقمار الاصطناعية، علاوة على عدد كبير من الوثائق المرتبطة بالأعمال الإجرامية التي يقومون بها. المصادر ذاتها ذكرت أن المنظمة الإجرامية المفككة تربطها علاقات مع شبكة إجرامية أخرى، في مورسيا، يشتبه في تهريبها للحشيش من المغرب إلى أوروبا عبر طريق مليلية والميريا ومورسيا. وأضافت المصادر نفسها، أنه تم اعتقال زعيم الشبكة البالغ من العمر 36 ربيعا والمقيم بمورسيا (لم يكشف عن هويته)، مشيرة إلى أنه المكلف بإنهاء صفقة البيع والشراء بين المصدرين المغاربة والزبناء الأوروبيين، بالإضافة إلى عمله على تحديد دور كل فرد من أفراد الشبكة ال11 من أجل إرضاء الشركاء الذين يتعامل معهم. وفي انتظار استكمال التحقيقات، يتابع أفراد الشبكة بتهم الانتماء إلى منظمة إجرامية، والحيازة غير المشروعة للأسلحة، والسرقة تحت التهديد، وتهديد الصحة العامة للمواطنين. يذكر أن كمية المحجوزات من الحشيش في مدينة سبتةالمحتلة ومدينة قاديس الإسبانية، بلغ خلال سنة 2014 حوالي 167 طنا مقارنة مع سنة 2013، التي سجلت حجز حوالي 126 طنا، أي بمعدل ارتفاع 33 في المائة. كما توضح آخر الأرقام أن محجوزات الحشيش تفوق بكثير كميات مخدر الكوكايين الذي لم تتجاوز الكميات المحجوزة منه 10 أطنان، على الرغم من أنها تضاعفت مقارنة بسنة 2013. كما أن الحشيش يحرك تقريبا حوالي 3000 مليار سنتيم سنويا (2800 مليون أوروا) في السوق السوداء بالمملكة الإيبيرية، متجاوزا بذلك مخدر الكوكايين الذي تراجعت قيمته المالية إلى 2700 مليار سنتيم (2500 مليون أورو).