بعد الضجة الإعلامية الدولية التي أثارها، حديثا، تورط ضباط وأمنيين إسبان وفرنسيين في تهريب الحشيش من الشمال المغربي صوب أوروبا، واتخاذ بعض المدن الإسبانية محطات للإفراغ والشحن، تقوم الأجهزة الأمنية الإسبانية بحملات مكثفة من أجل ضرب وإسقاط المنظمات الإجرامية المتخصصة في تهريب الحشيش المغربي إلى أوربا، تجنا للإحراج واتهامها بالتواطؤ مع المهربين، إذ تم الإعلان في الأيام الثلاثة الأخيرة عن "تفكيك شبكة إجرامية تنشط بين المغرب وإسبانيا وفرنسا"، وحجز 4 أطنان من الحشيش واعتقال 19 شخصا تقريبا، وكذلك حجز قوارب وعربات وأسلحة وذخائر حية وأموال (…)، حسب صحيفتي "الموندو" و"آ ب س". وفي هذا الصدد، قامت عناصر الحرس المدني الإسباني في كل من مدن قاديس وإشبيلية ومدريد وسرقسطة بحجز 2.5 طن من الحشيش، واعتقال 17 شخصا: ثلاثة مهربين مغاربة و12 إسبانيا ومهربان ينحدران من الإقليم المستقل جبل طارق؛ كما تم حجز أيضا أسلحة نارية وذخائر حية، وعربات وقوارب وجرار، علاوة على مبالغ مالية تتجاوز 27 مليون سنتيم، إلى جانب وثائق وعدد كبير من الهواتف الذكية. وحذرت مصادر أمنية إسبانية من تحول مدينة قاديس إلى بوابة رئيسية للحشيش القادم من المغرب، ومدينة سرقسطة إلى "محطة" للشحن صوب باقي الدول الأوروبية قائلة: "تُدخل الشبكة الحشيش من المغرب عبر مدينة قاديس، إذ يتم ترويح جزء من الحشيش في إسبانيا والجزء الآخر يشحن صوب فرنسا، ومدينة فالينسا هي بؤرة الشحن إلى فرنسا". كما تم أيضا حجز 1.5 طن من الحشيش مخبأ داخل تجويفات محدثة داخل قارب ترفيهي كان متوجها من المغرب صوب مدينة قاديس الإسبانية، حسب ما أوردته صحيفة "الموندو"، إذ تم اعتقال مهربين يحملان الجنسية البلغارية، فيما لا زال آخرون في حالة فرار. تقرير "ألموندو" أشار إلى أن القارب الترفيهي يبلغ 16 مترا وقادر على نقل كميات أكبر، علما أن المهربين يلقون بكميات كبيرة من الحشيش في البحر عندما يشعرون بإمكانية سقوطهم في قبضة الأمن، كما تم استعمال علم إقليم جبل طرق لتمويه رجال الأمن. تجدر الإشارة إلى أن محجوزات الحشيش المغربي في إسبانيا بلغت 357 طنا سنة 2015، كما حُجزت قوارب ومروحيات وعربات وأسلحة، وتم توقيف عدد كبير من المهربين (21 في المائة من الموقوفين بإسبانيا). كما أن تلك الكمية المحجوزة في إسبانيا تشكل 70 في المائة من إجمالي المحجوزات من هذا المخدر السام بأوربا، كما تمثل 23 في المائة على المستوى العالمي.