في الوقت الذي تحاول بعض الأطراف في المملكة التقليل من مخاطر الحشيش والدعوة لتقنينه، حذر تقرير جديد قدمه "المرصد الأوروبي للمخدرات والإدمان"، بالعاصمة البرتغالية لشبونة، يوم أمس الثلاثاء، من خطر ارتفاع استهلاك الحشيش بأوربا على صحة المواطنين الأوروبيين، معزيا ذلك إلى ارتفاع كميات الحشيش المهرب من المغرب، وكذلك تزايد الإنتاج المحلي (الأوربي) من هذه المادة السامة. الحشيش يشكل 78 من محجوزات المخدرات بأوروبا.. 713 طنا في سنة واحدة التقرير كشف أن القنب الهندي يشكل 78 في المائة من محجوزات المخدرات الممنوعة بأوروبا، متفوقا على الكوكايين الذي يشكل فقط 9 في المائة من المحجوزات، والهروين 4 في المائة، ومخدرات أخرى بدرجة أقل. التقرير أوضح أيضا أن 66 في المائة من مجموع محجوزات الحشيش بأوربا تتم في إسبانيا التي اعتبرها البوابة الرئيسية لدخول الحشيش المغربي إلى أوروبا، كما أن الجارة الشمالية واحدة من البلدان الأكثر إقبالا على استهلاك الحشيش. هكذا بلغت نسبة محجوزات الحشيش في أوروبا في 12 شهرا الأخيرة حوالي 713 طنا (574 كحشيش و139 كنبات القنب الهندي). 83.8 مليون أوروبيا "تذوقوا" الحشيش مرة واحدة على الأقل أكثر من ذلك، دق التقرير ناقوس الخطر بسبب ارتفاع استهلاك الحشيش، إذ إن 83.8 مليون أوروبي "تذوقوا" الحشيش مرة واحدة على الأقل (51.4 مليون رجل، و32.4 مليون امرأة) من أصل 90 مليون أوربي تقريبا يستهلكون المخدرات، علما أن 1 في المائة من الراشدين الأوروبيين يستهلكون الحشيش يوميا. ويقدر أيضا أن 16.1 مليون من الشباب الأوروبيين ما بين 15-34 عاما استهلكوا الحشيش في ال12 شهرا الأخيرة. ويعتبر التقرير استمرارية للتقرير المشترك الذي أصدره "المرصد الأوروبي لمراقبة المخدرات والإدمان" و"يوروبول"، في بداية هذا العام، يؤكد فيه أن الحشيش لا يزال يتربع على عرش المخدرات الصلبة التي تروج في السوق السوداء الأوربية، إذ يمثل 38 في المائة (أغلبها يهرب من الشمال المغربي عبر إسبانيا) من مجموع المخدرات المروجة بطريقة غير شرعية داخل بلدان الاتحاد الأوربي، بحيث تصل قيمته إلى أكثر من 9300 مليار سنتيم سنويا (أي حوالي 900 طن انطلاقا من ثمن الطن الواحد الذي يقدر في السوق السوداء بحوالي مليار سنتيم).