يبدو أن مشروع توسيع الشوارع الرئيسية في مدينة طنجة، وحفر الأنفاق تحت أرضية، تحول إلى نقمة كبيرة على ساكنة عاصمة البوغاز، ومستعملي الطريق. ففي الوقت الذي كان الهدف توسيع وعاء حركة السير والجولان، ورفع انسيابية حركة المرور للمركبات الطرقية، فإنه اصطدم بوقائع مقلقة حول ارتفاع نسبة حوادث السير داخل المجال الحضري. آخر الحوادث القاتلة التي شهدتها شوارع مدينة طنجة، كانت صباح أول أمس السبت، حيث أودت شاحنة نقل البضائع من الحجم الكبير «رموك»، بحياة تلميذة تبلغ من العمر 15 سنة، وأرسلت زميلتيها إلى مستشفى محمد الخامس، إحداهما في حالة خطر ترقد بقسم الإنعاش، والثانية تلقت الإسعافات الأولية من جروحها الخفيفة والمتوسطة، وغادرت قسم المستعجلات، حسب ما أكده ل " اليوم24″ مصدر طبي. الحادث وقع حسب شهود عيان، عندما حاولت الشاحنة المنكوبة تجنب الاصطدام مع سيارة خفيفة توقفت فجأة في الطريق، إلا أن سائقها فقد السيطرة على المقود وانحرفت به الشاحنة عن مسارها إلى الرصيف، حيث دهست خطأ ثلاث تلميذات كن في طريق عودتهن من المدرسة في منتصف الظهيرة. أخبار حوادث السير في مدينة طنجة، أصبحت كابوسا يقض مضجع الساكنة المحلية، إذ لا يكاد يمر يوم دون تسجيل حوادث خطيرة داخل المدار الحضري، أغلبها بالشوارع التي تمت توسعتها، في إطار برنامج التأهيل الحضري «طنجة الكبرى». ويتراوح معدل حوادث السير حسب إحصاءات رسمية، يقول مصدر أمني، "ما بين 18 و20 حادثة يتم تسجيلها بشكل يومي، من طرف شرطة المرور ومصلحة حوادث السير بولاية الأمن"، مضيفا بأن الحوادث المميتة تكثر أيام نهاية كل أسبوع، وفي مقدمة أسبابها؛ القيادة في حالة سكر، والسرعة المفرطة والتهور في السياقة، في حين تتصدر حافلات نقل المستخدمين المركبات الطرقية التي تكون طرفا أو متسببا في حوادث السير. هذا وكان كاتب الدولة المكلف بالنقل، محمد نجيب بوليف، اعترف بارتفاع حوادث السير في مدينة طنجة، وذلك خلال كلمة له في افتتاح دورة تكوينية حول السلامة الطرقية، بمدينة تطوان، التي نظمتها اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير لفائدة جمعيات المجتمع المدني بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة. وأرجع المسؤول الحكومي سبب ارتفاع حوادث الطريق داخل المجال الحضري في عاصمة البوغاز، إلى تزايد العربات، بالموازاة مع النمو الاقتصادي الذي تعرفه مدينة طنجة، وأعلن خلال نفس اللقاء عن توجه كتابة الدولة المكلفة بالنقل لتوقيع اتفاقيات شراكة، خلال العام الجاري، مع الجماعتين الحضريتين لطنجةوتطوان، لأنهما تسجلان معدلات حوادث مرتفعة، من أجل ربح رهان تحدي وقف نزيف قتلى حرب الطرقات.