ما تزال حافلات نقل المستخدمين التي تعرف بها مدينة طنجة، تتسبب في وقوع حوادث خطير وقاتلة بعاصمة البوغاز، إذ لقيت فتاة في ربيعها الثامن عشر حتفها، وأصيبت سيدة أخرى بجروح خطيرة، إثر اصطدام حافلة لنقل المستخدمين بهما، بينما كانتا تعبران الشارع، ليردي الحادث الأولى قتيلة في عين المكان، ويرسل الثانية في حالة حرجة إلى المستعجلات، وذلك مساء أول أمس الاثنين. وقبل ذلك بيوم واحد، كاد سيناريو حادث القطار الذي أوى بحياة سبعة أشخاص السبت ما قبل الماضي، أن يتكرر في منطقة "العوامة"، عندما اصطدمت سيارة أخرى لنقل المستخدمين بحافلة من الحجم الكبير، دون أن يخلف الحادث خسائر بشرية، باستثناء جروح طفيفة لبعض الركاب، في حين لحقت أضرار بليغة بالمركبة، وتهشمت واجهتها الأمامية والجانبية. وبخصوص الحادث المميت، أفادت مصادر عليمة، أن الحادث وقع حوالي الساعة السادسة مساء بشارع الجيش الملكي (طريق الرباط)، حيث كانت امرأتان تهمان بعبور الشارع بعد مغادرتهما مجمعا رياضيا، قصد ركوب سيارتهما، قبل أن تتفاجآ بسيارة لنقل المستخدمين تدهسهما بشكل غير متعمد. وكشف مصدر طبي ل "اليوم24″، أن الهالكة وهي من مواليد سنة 2000، فارقت الحياة قبل أن تصل إليها سيارة الإسعاف التابعة للوقاية المدنية، في حين لا تزال الضحية الثانية ترقد في مستشفى محمد الخامس، تتلقى الإسعافات والعلاجات الضرورية نتيجة إصابتها في الورك وجروح في الرأس، وكسر في الرجل، حيث تبين أن الأمر يتعلق بزوجة ضابط في ولاية أمن طنجة. وعكس ما راج بين المواطنين من أن السرعة المفرطة كانت سببا في الحادث، فإن مسؤولا مطلعا، كشف أن التحريات المنجزة من طرف شرطة المرور وحوادث السير، أظهرت أن السائق الذي تم اعتقاله ووضعه رهن الحراس النظرية، لكشف ظروف وملابسات الحادث، كان يسير بسرعة عادية بعدما تجاوز مدارا طرقيا، في مكان غير بعيد عن مكان الاصطدام بأقل من 60 مترا تقريبا. وتابع المصدر نفسه في تصريح ل "اليوم24″، أن قطرات المطر التي كانت تتهاطل لحظة وقوع الحادث، حجبت الرؤية عن السائق، والذي سقط في عدم الانتباه، خاصة وأن الضحيتين كانتا تعبران الشارع من مكان غير مسموح به، رغم وجود ممر الراجلين في مكان قريب. هذا وتجدر الإشارة إلى أن حادث القطار الذي وقع في الممر السككي قبل عشرة أيام، ارتفع عدد ضحاياه إلى سبعة أشخاص، إذ توفيت أول أمس، سيدة كانت ترقد في مصحة خاصة بالمدينة، حيث لم تفلح التدخلات الطبية في إنقاذ حياتها، نتيجة الإصابات الخطيرة التي تعرضت لها، قبل أن تسلم الروح لبارئها. في سياق متصل، ما يزال الشارع الطنجاوي ينتظر من السلطات المعنية، اتخاذ إجراءات ضبطية صارمة للحد من إزهاق الأرواح، بسبب حوادث السير داخل المجال الحضري، وذلك بتثبيت أجهزة مراقبة السرعة، ومحاربة وسائل النقل السري الذي يمس بمبدأ التنافسية.